على هامش ما حدث

أما كان يمكن التفكير قليلا قبل

اتخاذ القرار الصادم برفع أسعار المحروقات ..؟ أما كان يمكن أن يجلس كل الفريق الوزاري حول نفس ارجيلة و طقم قهوة و يناقش الموضوع برويّة بين الأنفاس و الدخان المتصاعد ..؟ أما كان الأولى أن تدرس الحكومة ردود فعل الناس و غضبهم و فقدانهم لضبان عقلهم عندما تزيد الأمور عن حدّها ..؟!

أين ذهب المنظّرون الآن لرفع الأسعار ,,؟ أين أختفى الذين ادّعوا أن ( تشليح المواطن ) ما تبقّى عليه هو قرار وطني ..؟ لا أعلم كيف يتجرّأ القلّة القليلة على تصوير رفع الأسعار على الناس بالقرار الوطني ..؟ إذا كان رفع الأسعار قراراً وطنياً فماذا يُسمّى مثلاً قرار تشغيل كل العاطلين عن العمل و توجيههم لبناء البلد ..؟ .

كثير من التبريريين و الذين لا يظهرون إلا أوقات أزمات الحكومات يشككونك في وطنيتك ..يزنّون على أذنيك بمفاهيم لا يتجادل اثنان بخطئها ليقنعوك بصوابها ..فتشكّ من كثرة الزن بقدرة عقلك على الابقاء على حالته في الوضع السليم ..!

المس المباشر بقوت الناس خطّ أحمر ليس من الناس بل من حالتهم النفسيّة ..فالغضب ليس بحاجة إلى عقل وقت الاشتعال ..و الخروج من ( الهدوم ) ليس قراراً عقلياً ..لذا على الحكومات..أن تعلم أن الناس لا تخرج إلى الشارع إلا إذا مسّها الضرّ وصارت عاجزة عن العيش بكرامة وهي جالسة في بيوتها ..!

قلتُ لكم سابقاً : احذروا الناس ..وها أنا أزيد عليها : لا تلعبوا مع الناس باسم الوطن و كأن الوطن لا يفقه فيه غيركم ..كلنا للوطن ..!