لن نرفع الراية البيضاء

كلاّ لن نرفع الرايات البيضاء

لم يستطع العدو الصهيوني تركيعنا لنرفع الراية البيضاء فوق منازلنا إعترافا بالهزيمة ولكن استطاع العدو الداخلي المتمثّل بالفاسدين في مجتمعنا ان يتخيّل انه إستطاع فعل ذلك ويجب ان نعترف لهم بالهزيمة وكدنا ان نرفع الرايات البيضاء على رؤوسنا قبل عتبات الدار ليكون متأكدا اننا انتهينا وان بإستطاعته عمل اي شيئ فينا وفي املاكنا وفي اطفالنا لأنه لم يبقى لنا حيلة وقد جُرّدنا من اي وسيلة نستطيع فيها الدفاع عن انفسنا او الهروب الى الجحيم فذلك اخفّ عذابا ونارا او نذهب للموت فقد يكون فيه الرحمة وتخيّل انه يكفي الوطن حوالي نصف مليون من البشر ليعيشوا سعداء ويعيثوا هم وابناؤهم فسادا وفجورا لا سمح الله .

قد تكون كل المنابت والاصول صابها الوهن إلاّ منبت واحد هو الفساد فذلك ينموا ويزدهر في الارض الممتلئه بالسماد والفساد وجثث العباد وتلك الارض كانت وستبقى بإذن الله مباركة مهما حوّلها الفاسدون بعلم او غير علم وبنيّة طيبة او خبيثة وبنفس راضية او ممتعضة مجبورة الى ارض منزوعة البركة .

والأقمشة البيضاء في بلدي كانت فقط للأكفان او كارمات المرشّحين او حفاظات لابناء الفقراء .

وكما ان وطننا صغير بمساحته كبير بقيادته إلاّ ان الفاسدين فيه ذو باع طويل وجاه كبير ويستطيعون عمل ما لم تتمكن الدولة من فعله فغلبت الحكومة او طوّعتها .

فهل الحكومة وصلت لمرحلة انها استوعبت الناس وغضبهم وصبرهم على لقمة عيش مغمسة بالذل والتحكم بمصائرهم وهم خرس بكم لا يفقهون وهنا نقول للحكومة كلا والف كلا فعندما إحتدّ الحدق واقترب اليأس من قلوب الرجال ومن دموع التساء ها هو سيد البلاد يمسك الحكومة مسك اليد وهي تظلم الناس هؤلاء هم اهل عبدالله واحباؤه وهو يمسك الحكومة بالجرم المشهود وهي ترفع يدها لتصفع الشعب على وجهه مما اثار جلالة الملك وامر رئيس الحكومة الذي اقسم امام جلالته قبل فترة ليست ببعيدة ان يكون مخلصا للملك وان يخدم الامة و يحافظ على الدستور ويقوم بالواجبات الموكلة اليه خير قيام فهل رفع الاسعار وقهر الرجال وبكاء الاطفال هو معنى ذلك القسم وقد أمره بتجميد قرار الحكومة برفع اسعار الوقود الذي كان سيؤدي الى رفع تكاليف معيشة المواطن المرتفعة اكثر مما هي عليه الآن !!!!

عجبي من تلك حكومة لم تدرك حتى الان ان اكثر من ضربة واحدة على الرأس تُسبب عدم التوازن وتُذهب الخوف وتجعل المواطن يُريد القماش الابيض كفنا وليس راية خنوع .

انحاز جلالة الملك لمصلحة المواطن ضد الظلم وهو الادرى بحالة مواطنيه ومهما كان لدى الحكومة من مبررات وارقام فإنّ معيشة الاردني وكرامته أهمّ من كل الارقام والانغام والأجْرام .

احمد محمود سعيد

3/9/2012