موقف مشرّف


خطوة مبهجة للقلوب ، باعثة للسرور ، أفرحت الشّعب الأردني الغيور ، الذي يسعى للحفاظ على هذا الوطن ، فبهِ المأكل والمسكن ، وبه ارتباط الأجداد ومنه تطلعات المستقبل .
جاء قرار جلالة الملك عبدالله الثّاني ابن الحسين المعظّم والقاضي بتجميد قرار الحكومة الأخير برفع أسعار بعض المشتقات النفطية في توقيته المناسب ؛ إذ امتصّ غضب الشّارع الأردني وأوقف خطط البعض في نشر الفساد والفتن .
إنّ مثل هذا القرار يثبت بأن جلالة الملك يضع في سلّم أولوياته مصلحة المواطن بالدرجة العليا ، ليؤكّد للجميع بأنّ القرار الخاطئ لا يجوز السّكوت عليه ، وأن الحفاظ على أمن هذا الوطن هو الخطّ الأحمر الذي ينادي به كل من ينتمي إلى ثرى الأردن بحقّ وإخلاص .
جاء قرار الحكومة الموقرة برفع أسعار المشتقات النفطية بوقت حرج ، من دون أسباب مقنعة وموجبة لهذا الرفع على المواطن الذي لا ذنب له بما حصل ، إذ أبدى الشّعب الأردني بعامته استياءً واضحا لمثل هذا القرار الذي به المضرّة والخراب لا الصلاح والرّشاد ، بحيث يفتح المجال والآفاق للعديد ممّن يسعَون إلى نشر الفتنة وإحداث الفساد في المجتمع المتماسك والمترابط ، فكيف يصدر مثل هذا القرار الذي به تهديد للأمن والأمان الذي نفخر ونعتزّ بوجوده في بلدنا من حكومة البلاد !
إنّ جلالة الملك احتضن الموقف بحكمة وعِظة ، ليكون المثل الذي نقتدي به في تطلعاتنا وأهدافنا ، فهو ينظر إلى مصلحة الوطن والمواطن ، وغيره ينظر إلى مصالح لا نعرف طريقها ومسارها ، فلنتقّ الله في هذا الوطن الذي أعطانا الكثير ، ولنحرص على أن نكون فيه أفرادا فاعلين بما يضمن تحقيق النماء والإزدهار ، وإحداث الأثر والتطوير ، بما ينعكس إيجابا على مسيرة البناء والتحديث في ظلّ القيادة الهاشمية الحكيمة التي نفخر .