جبهة العمل الاسلامي والنقابة وسياسة التهميش والاقصاء



قبل عامين انطلق من رحم الوطن حراك مهني أصيل هدفه الوطن وإحدى لبناته الأساسية - المعلم – انطلق هذا الحراك ولاقى من فجره ما لاقى وكان سابقا لأي حركات تحررية على امتداد الوطن العربي فكان سابقا لحراك تونس الأول الذي استلهم ثورته من حراك معلمي الأردن ، انطلق هذا الحراك وتوسع وكان هدفه الوصول لنقابة مهنية للمعلمين والتي بحمد الله تحققت بعد نضال طويل وحوارات ماراثونية وشد وجذب .

وأخيرا تحقق منجز النقابة بجهد جميع المعلمين بلا استثناء ولكن كان هناك معلمين كافحوا ومنذ البداية وضحوا بالغالي والنفيس لتحقيق النقابة الحلم ولست في مستعرض ذكرهم الآن فجميع المعلمين يعرفونهم ، فالنقابة قد تحققت وجرت انتخاباتها وانتخب مجلسها الأول وعيون جميع المعلمين تتابعها أملا في تحقيق الأمل للوصول لمهنة كريمة والعودة بمهنة التعليم لما كانت عليها ولكن : بكل أسف لحد اللحظة لا إنجاز يذكر ولم تقدم النقابة للمعلم أي شيء فبدأ المعلمون يتململون وبدأت تظهر للعلن أصوات نقد عالية تتهم النقابة بالتفرد في اتخاذ القرارات بعيدا عن القاعدة – المعلمين – حتى داخل النقابة نفسها بدأت الخلافات تظهر جلية فها هو مجلس الطفيلة يغلق مقر الفرع وها هو أحد أعضاء اللجان النقابية يعلن استقالته من مهامه فلماذا يا ترى ؟؟؟؟؟ لنراجع عمل النقابة ولحد اللحظة ومن تاريخ انتخاب المجلس : في الدول المتقدمة وحتى في الأردن تعطى الحكومات مدة 100 يوم لتقييم الأداء فلماذا ننتقد من بدأوا بانتقاد عمل النقابة علما بأن مجلسها انتخب منذ 137 يوم .

اتفاقية البنك الإسلامي والتي لا أراها إلا مجحفة بحق المعلمين ولا تسمن ولا تغني ولا تخدم سوى البنك الإسلامي وبإمكان الجميع مراجعة بنودها ليعرف مدى الإستخفاف بعقول المعلمين الناجم عن هذه الاتفاقية فكان الأولى بدل من الهرولة وراء هكذا اتفاقيات أن نؤسس صندوق يمنح المعلمين قروضا حسنة فلمذا البنك بديلا عن القرض الحسن ؟؟؟ لماذا السعي لإثبات الوجود باحتفالات وهمية لا تجلب على المعلم سوى مزيدا من الاحساس بالغبن وآخرها تكريم طلبة الثانوية العامة بدلا من تكريم أبناء المعلمين المنتسبين للنقابة عدا عن الإفطارات التي اقتطعت من اشتراكات المعلمين بهدف التلميع الإعلامي .

لماذا استئجار مبنى للنقابة من أفخم مباني النقابات المهنية وفي مكان لن يصله المعلمون إلا بشق الأنفس لبعده .

لماذا لم تفك النقابة ارتباطها المالي والإداري بوزارة التربية بل على العكس فهي تسعى جاهدة لتوثيق هذا الإرتباط من خلال تفريغ أعضاء المجلس والمطالبة بنوادي المعلمين والمطالبة بتخصيص سيارات لتنقل أعضاء المجلس .

ثم أين التأمين الصحي وأين الصناديق التكافلية و صناديق الإدخار بل أين موقع النقابة الإلكتروني للتواصل بين المعلمين ومجلس النقابة .

متى يكف أعضاء المجلس المنتخب عن مهاجمة أصحاب الرأي الآخر وعدم تقبل نقدهم بحجة ان أعضاء مجلس النقابة ذوو عهد قريب ولم يتمرسوا بعد في مجال العمل النقابي مما يقودني مرة أخرى للنقطة الأولى .

إذا ما المطلوب من مجلس النقابة :

أولا على المجلس التفرغ لقضايا المعلمين ووضع نظام داخلي وعرضه على المعلمين بعمل - استفتاء فما خاب من استشار - والابتعاد عن الاحتفالات واللقاءات التكريمية التي لا تخدم المعلمين وتضع الحصان خلف العربة .

ثانيا : تقبل النقد البناء من قبل المعلمين بلا استثناء وخصوصا أولئك من خاضوا معمعة انجاز النقابة ومن بداياتها لأنهم لديهم الخبرة والدراية فقد مارسوا العمل النقابي ولكن بدون نقابة قبل أن تتحقق . ثالثا : عدم اقصاء هيئات الفروع من اتخاذ القرارات وخصوصا تلك المصيرية منها . وأن تكون العلاقة بين مجلس النقابة ومجالس الفروع علاقة تشاركية هدفها خدمة المعلم .

وهنا يستحضرني جزء من استقالة أحمد الجعافرة رئيس لجنة العضوية : " بعد الكثير من المحاولات التي كلفت نفسي بها منفردا لرتق الصدع الذي خلفته انتخابات مجلس نقابة المعلمين بين اتجاهيين احدهما عمل لاحياء نقابة المعلمين خلال السنتين الماضيتين الا انه فشل في الحصول على اغلبيه داخل مجلس النقابه والاتجاه الآخر وهو الذي حصل على اغلبيه داخل هيئة النقابه بدون عناء يذكر ؛ هذه النتيجه ولدت احتقان لدى الاتجاه الاول حيث انه شعر بان نقابته اصبحت بايدي عناصر بعيدة الى حد كبيرجدا عن هموم المعلمين وحراكهم الثوري الذي ساهم في رفع وتيرة العمل السياسي العام داخل البلد ؛ هذا الاحتقان ولد ردة فعل كبيره لدى الاتجاه الاول مما ادى الى استنكاف مايزيد على ربع المجلس عن المشاركه في لجان النقابه الفرعيه وحتى عدم الحضور لجلسات المجلس على ندرتها؛ ومنذ اليوم الاول بعد نتائج الانتخابات وبعد ملاحظتي لاستنكاف البعض عملت على محاولة رتق الصدع بكل ما وتيت من صبر واناء مبتدءا بنفسي وذالك بالمواضبه على حضور اجتماعات الهيئه المركزيه والمشاركه في اللجان التي تمخضت عن هذه الهيئه فكان لي الشرف ان انتخب رئيس للجنة العضويه ؛ اما بالنسبه لبقية الاعضاء الذين شعروا بالغبن جراء نتيجة الانتخابات فقد حاولت جاهدا من اجل دمجهم في عمل اللجان الفرعيه الا انني كنت اسمع دائما وابدا نفس الحكم على جماعة الاخوان المسلمين وهي الجهه التي اكتسحت اغلبية مقاعد الهيئه المركزيه لنقابة المعلمين قائلين -- الي بجرب المجرب عقله مخرب--معتبرين ان تجربتهم مع الاخوان تاريخيا تؤهلهم للحكم عليهم بهذا الشكل وهم هنا يشيرون الى الكثير من المحطات التي تخلى فيها حزب الاخوان المسلمين عن مطالب الشعب الاردني لصالح التقرب من النظام الاردني ومثالهم الاكبر في هذا المجال هو مشاركة حزب الاخوان المسلمين للنظام الاردني في اسقاط اول حكومه برلمانيه في سنة 1956 هذا ورغم اطلالتي على طريقة عمل جماعة الاخوان مع الاحزاب الوطنيه واليساريه خلال تلك الفتره واعترافي داخليا بنهجهم الاستفرادي والاقصائي الا انني كنت اغالط سمعي وتبصر فيهم غير الشك عيني ؛ ممنيا النفس بأن الزمان اختلف وبالتالي نهج الحزب في التعامل مع الحراك السياسي الاردني سيختلف .

الا انه ومع تقدم الايام اكتشفت وبكل وضوح ان حزب الاخوان المسلمين لا زال اعضائه يعملون بعقلية الخمسينات الاستفراديه لا بل زادهم نجاح اخوانهم في بعض الدول العربيه امعانا في اقصاء الاخرين بطريقه اقرب ما تكون الى النظره العنصريه منها الى نظرة المساواه بين المواطنين الاردنين التي يتشدقون بها في كل المنابر التي يعتلونها ؛وهذا ما حصل معي بالضبط خلال تعاملي مع اعضاء الهيئه الاداريه للجنه المركزيه للنقابه في عمان حيث تم العمل ضدي من اجل اقصائي من هيئآت اللجان واخر هذه الافعال هي دعوة جميع رؤساء اللجان واستثنائي من الدعوه وعدما تم سؤال امين سر النقابه عن السبب قال امام جميع رؤساء اللجان --- نسيت " انتهى الاقتباس واترك لكم التعليق . ---