إيران زوّرت خطاب الرئيس مرسي لجمهورها..

لم أكن أعتقد أن دولة بحجم ايران وادعائها بقدراتها ورغبتها في مناطحة الخصوم وتصديها الظاهر للسياسة الأميركية وتهديدها المعلن لدول الجوار يمكن أن يصل بها الى تضليل شعبها من خلال الاعلام وفي نموذج فاضح هو انعقاد مؤتمر دول عدم الانحياز في طهران حين جرى تقديم خطاب الرئيس المصري محمد مرسي المبثوث بالعربية في قاعة المؤتمر الى الايرانيين الذين لا تتقن غالبيتهم سوى الفارسية محرفاً ومحذوفاً منه عبارات ومركب فيها عبارات تحمل مضامين سياسية مخالفة للخطاب تماماً..

هل القيادة الايرانية غبية أم أنها تتغابى؟ أم انها تراهن على جهل الشعب الايراني وأميته وغياب تساؤلاته واغراقه بالشعارات ومطاردة المتسائلين منه بالحرس الثوري والأجهزة الأخرى كيف يمكن أن يتحول خطاب الرئيس مرسي وخاصة العبارات التي أدان فيها النظام السوري ووصفه بالدموية والقتل وطالب المؤتمرين والمجتمع الدولي بوضع حد لتعذيب الشعب السوري على يد جلادي النظام ..

كيف يمكن لايران ان تترجم للايرانيين «ان الرئيس مرسي يؤيد النظام السوري ويؤيد الرئيس الاسد في مواقفه؟ كيف يمكنها أمام العالم أن تكسر الزجاج ولا تريد أن يراها أحد وأن تقول للشعب الايراني ما لم يقله الرئيس المصري للعالم أو للشعب الايراني؟ هل كان على مرسي ان يتكلم الفارسية ؟ وهل كان نظام الملالي سيسمح له أن يخطب بها من على المنبر او ان يخاطب الايرانيين مباشرة؟ وكيف يمكن لاجهزة الاستخبارات التابعة للملالي والمكرسة لحكمهم أن تحذف وتضيف الى خطاب معلن أمام اكثر من (130) دولة ومن منبر ينقل عنه العالم بكل اللغات..فالحذف تعدى السياسي الى الديني والعقائدي والمذهبي فقد شطب أيضاً أسماء الصحابيين أبي بكر وعمر حين تعمد الرئيس مرسي ذكرهما مع الصحابي والامام الخليفة علي بن أبي طالب حيث ثبت من ذلك كراهية نظام الملالي وهو نظام طائفي للخليفتين وتسميتهما بالعجوزين..هل كان الاعلام الرسمي الايراني والمتحكمون فيه يخشون على أسماع الشعب الايراني ما يقوله الرئيس مرسي الذي اثُبت انه جدير بحمل موقف مصر القومي واعلانه حين تحدث عن موقف مصر والمصريين الذين انتخبوه من نظام بشار الاسد ودمويته وهو النظام الذي تؤيده ايران وتناصره وتمده بالسلاح والمال والرجال وتحرص على استمراره وتساهم في جرائمه وترى أن الجزء الأكبر من توظيف مؤتمر دول عدم الانحياز الذي دعت الى عقده في طهران حسب ترتيبه الدوري هو موظف لصالح النظام السوري وتسويغه واظهاره كنظام مستهدف ومعتدى عليه ..
وسائل الاعلام التي نقلت وقائع المؤتمر فضحت السرقة الفاضحة الايرانية ونهج التزوير والتحريف..فالعالم يكتشف الان حقيقة كيف تدير ايران علاقتها مع شعبها وكيف توصله الرسائل وتحجب عنه الحقائق والا لماذا لم توصل ما قاله الرئيس مرسي وتعمدت ان تحرفه ..انها تخشى الحقيقة وتعمل على الهروب منها

ما جرى للرئيس مرسي من تزوير لمضامين خطابه لا شك أنه جرى لآخرين من العالم ولعل النظام الايراني الذي يحاول عزل شعبه عن الحقائق ليظهره شعب مظلوم ومستهدف يتقن هذه الصيغة التي تصب في مجال «التقية» التي يحترفها النظام والتي تقوم بموازاة شعارات الكراهية والتعبئة ورفع الشعارات في حين أن الحقيقة هي شيء آخر سيصل اليها النظام الايراني ان عاجلاً أو آجلاً وعندها سيضع النقاط على الحروف ويخرج على مرحلة طويلة من التزوير ومصادرة الارادة وتشويه الحقيقة .
أرجو أن يتمكن الرئيس مرسي من أن يترجم خطابه بالفارسية وان يعيد بثه في فضاء الاستماع والمشاهدة الايرانية وعبر الفضائيات التي توصل ذلك ليعلم الشعب الايراني ذو الحضارة العميقة أي بلاء هو فيه واي مرحلة وصل اليها نظامه من التزوير وحجب الحقائق على طريقة النعامة...لقد زورت المدرسة الرسمية الايرانية الحديثة منذ سطى أتباعها على السلطة التاريخ الاسلامي بالسطو عليه وتوظيفه في التعبئة الطائفية وشق صفوف المسلمين ..فهل يجري الانتباه لذلك!!