الراقصة دينا أشرف منكم .. احمد العبادي

يفرض الموضوع نفسه كأسلوب تفاعل وطريقة معالجة أو حتى النظرة من بعيد سواء إستحساناً أو إحتقاراً , أقول هذا بعد أن شاهدت مقابلة تلفزيونية مع الراقصة المصرية دينا على إحدى المحطات الفضائية , وكان نصيبي أن أشاهد وأسمع بضع ثواني من اللقاء معها ، فهي تقول إنها تشعر بجرح داخلي وأسى كلما تذكرت الخيانة التي تعرضت لها من زوجها المليونير ورجل الأعمال المترحل دوماً من حضن الى حضن سواء كن راقصة أو مغنية أو أي فتاة أخرى , فهو برأيها بدون أخلاق ومبادئ تردعه عن عمل الخيانة أو إنتهاك الحرمات أو صنع الفضائح ما دام سمح لكاميرا الفيديو تسجيل إحدى لقاءاتهما الحميمة .


شعرت بالتعاطف وقليل من الإحترام لها عندما أخذني شريط الفساد الى دوائره في بلدنا وتذكرت مسلسل الفاسدين وملفات الفساد التي اُحيلت الى مجلس النواب أو إلى القضاء أو بعضاً من شخوصةً سواءً أوقف مؤقتاً أو حصل على البراءة المفبركة أو من إنتصرت له عشيرة غزية الغاوية عندما بنت خيمها على المفارق والطرقات وأرسل الوطن الى المذبح تتناهشه السكاكين والوحوش في ظلمات نفق لا منتهي .
خرج الفاسدون علينا رافعي الرأس وترتسم السعادة على وجوههم وأستقبلهم الأحباب والخلان المدفوعي الأجر بالرقص والدبكات وكلهم يهتفون لنصرة هذا البطل العائد بالغنائم بعد غزوة الوطن الجريح المقهور المهدور.

الراقصة دينا تشعر بالأسى من جرحها الغائر وكل ذنبها أنها صورت في ممارسة أباحتها الطبيعية بعد زواج على سنة الله ورسوله ولكن فاسدينا المفسدين سرقوا وباعوا وارتشوا وانتهكوا الوطن ثم ذبحوا الجمال والخراف وأقاموا السهرات والحفلات بعد خروجهم من السجن وسافروا في مجاهل الكون يبحثون عن المتعة والرفاهية , ولا يتورعون أن يظهروا في الصور وعلى الشاشات بكامل أناقتهم وأعتدادهم بأنفسهم ولسان حالهم يقول " طز فيمن عجبه أولم يعجبه ".

لا ينفع الحديث اذا خاطبنا الفاسدين مذكريهم بالأخلاق والشرف والأمانة لأنها مصطلحات لا يحتويها قاموسهم , ولكن أهمس في أذانهم ان أولادكم وبناتكم هم من سيشعرون بالخزي والعار والمذلة فملفاتكم مفتوحة ومعروفة مهما حاولت أن تخفيها أصوات النواب وتهديدات البلطجية وقطعان قبائل كلب و كليب أو ظهرت صوركم على موائد اللئام في مشهد رديْ الإعداد والإخراج .

وأخيراً اقول للراقصة دينا أني والله أحترمك أكثر منهم جميعاً لإحساسك ودموعك بينما هم يدعون الشرف ويتبجحون بوقاحة ولكن اللي أختشوا ماتوا!!

أحمد توفيق العبادي