الدكتور قاسم الشمايلة أسطورة طب القسطرة


ولعمري ، إنها لتعجز أسلّات الألسنة واليراع ، ويكبو الّلسن البليغ ، وتنفد الصُّحف والرقاع ، إن أردتُ – أن أعبِّر عمّا يختلج في ثنايا نفسي ، وما يعتلج في طوايا صدري ، من الغبطة والسرور والنشوة والحَبور ، وما يكنُّه ضميري وعقلي ، من آيات الشكر والثناء ، والتقدير والوفاء ، لأسطورة الطب ، طب قسطرة القلب ، الدكتور قاسم الشمايله، ولذا فإنني أحمَدُ الله إليه ، وأشفعه بالسلام عليه ، فماذا – لعمري – أبسط وأنشر أو أخط وأسطر ، لطبيبٍ نذر نفسه لراحة المرضى وإدخال البهجة والسرور على قلوبهم ، وماذا أسجل لرجل تجلبب بجلباب القداسة وقدسية الواجب ، أم ماذا أكتب لرجل توشح بوشاح إنسانية الرسالة .
أجل ، إن هذا الطبيب قد نذر نفسه ووقته للحفاظ على سلامة الأنفس والقلوب ، يواصل الليل بالنهار بسموّ همّة وضّاحة ، وإحساس صادق وشعور نبيل بقدر المسؤولية وعِظم الواجب، لا يعرف الكلل ولا يتسرب إليه الملل ، وفوق ذلك كله تراه فرحًا نشوانًا طربًا ، لأن غايته سامقة ، وهدفه نبيل ، وهي خلْقُ أجواءِ الأمن والراحة والاطمئنان والسلامة والسكينة للمرضى ، موظفا كل الإمكانيات لتحقيق هذه الغاية النبيلة ، وهل هناك أفضل من نعمة الصحة والعافية ؟ كلّا وألف كلّا ، إنها نعمة النعم ، وأكرم بها من نعمة .
أجل أيها السادة ، إنك لا تجد خاصرة في شعاب البوادي والقرى والمدن وحواصرها إلا من يذكر اسمه ويسمه بأسطورة القسطرة ، ومما لا شك فيه أنني لمست ذلك بنفسي ، عندما قرر الأطباء إجراء عملية قلب مفتوح لي ، فذهبت إليه وأعرضت الأمر ، فطلب مني فِلْم القسطرة ، وما إن اطّلع إلى الفلم حتى قال واثقا من نفسه ، سأجريها لك بطريق القسطرة العادية ولكن ستكون مميزة، وبعد إجراء العملية منّ الله علي بالشفاء ،ولقد رأيت ما رأيت من العناية والاهتمام والتميّز، في إجراء العملية ، ولقد ركّب لي ست شبكات في وقت مميز، حتى خُيّل إلي يدٌ أسطورية تقوم بالعملية، ولذا كان لزاما علي أن أكتب كلمات علّها توفيه حقه، وتظهر علماء الوطن الحبيب، ورجاله الشرفاء، فلهذه الأسطورة آيات الشكر والوفاء، والتقدير والثناء جزاء وفاقا، بما بث في نفوس الكثيرين من أبناء هذا الوطن الغالي ، الطمانينة والراحة، وما بعث في القلوب من برد الهناء، بعد أن منّ الله عليهم بالشفاء ، وبخاصة تلك العمليات المعقدة والصعبة.
أجل أيها السادة، إنه أسطورة طب القسطرة ،فما رأيته أثناء العملية وبعدها، يوجب عليّ أن أكبره وأعظمه، فهو جدير بالاحترام والتقدير، فشكراً عراماً عرمرما لشخصه وليده الأسطورية، وكل الثناء لفريقه الطبي في مستشفى الملك عبدالله المؤسس، ولا غرو، فتلك همة قصية بعيدة المناط ، ويد احترافية رغابة في ذلك، وإني لأرجو من لا يرد سائلا أن تحميه العناية الصمدانية وأن يحرسه بعينه التي لا تنام ، إنه سميع قريب مجيب الدعاء.
الدكتور محمود سليم هياجنه