حتى أمس ما زالت بعض المواقع الالكترونية تخزق السفينة وتهدم الجدار على رؤوسنا . وما زالت تسيء وتنفذ اجندات معادية والاّ ما الذي يدفع احد المواقع الالكترونية لنشر موضوع يشتم دول الخليج والشخصية الخليجية ويتطاول عليها باقذع المفردات ويحمل هذه الدول مسؤوليات لا تتحملها ويسيء اليها والى قياداتها وشعوبها اساءات بليغة سوقية ركيكة ويأتي توقيت ذلك عشية زيارة قادة بارزين من هذه الدول للأردن واثناء وجود بعضهم في زيارة الأردن ايضا ..
أمس تلقيت اتصالات من سفراء دول الخليج من الاماراتي والعماني وآخرين وهم غاضبون وعاتبون على ما كتب ونشر وما زال يكتب وينشر دون مبرر او سبب الاّ لاجندات في نفس من يكتب ومن يأمره بالكتابة ليخدم خصوم هذه الدول ب اساليب من الابتزاز وغيرها مما هو اخطر من ذلك ..
كنت أتحدث مع الوزير المعايطة عن هذا الدور السلبي لبعض المواقع الالكترونية وعن ضرورة ايقاف هذا الدور السلبي لبعض المواقع الالكترونية ومنع صدور مثل هذه الوجبات السامة او دسّها لاصابة المواقف الاردنية العليا والاستعداء عليها وتدمير علاقات الاردن بالصديق والمساند ..
قرأت مداخلة الزميل وزير الاعلام عن مشروع القانون المنظم للمواقع الالكترونية وأرى أنها تضمنت التشخيص الكامل والشافي والواضح لما نعيشه من حال فقد اكتسبت المداخلة طابع الصراحة والجرأة والصدق حين جبنت أطرافا عديدة وشخصيات رسمية وذات وزن في أن تقول الحقائق وراحت تجامل على حساب المصلحة العامة وفرصة الاصلاح خشية ان تستدير عليها بعض هذه المواقع وتنال منها أو تشهر بها ..
استغرب حين تتقاطر شخصيات رسمية كبيرة وذات وزن وأخرى في مرحلة التقاعد او انتظار المواقع للحج الى بعض المواقع الالكترونية ومجاملتها وحضها على مواصلة نهجها وقد رأينا مواقع يجري استزلامها واستعمالها كأدوات في يد مراكز قوى وجهات تريد أن تكسر الزجاج دون أن يراها أحد وهي تدير معارك بالوكالة .
لم تبق شخصية أردنية محترمة لم يصبها تشويه المواقع أو تستهدفها حملة ظالمة فقد قرأنا ما كتب عن طاهر المصري وعن باسم السالم وعن شخصيات اقتصادية وسياسية واجتماعية جرى اغتيال سمعتها وتصيدها والولوغ في حرماتها واعراضها وسط صمت مريب وخوف من أن يستهدف المحتجون على أفعال هذه المواقف..
لماذا لم تتحرك أكثر من جهة رسمية وحتى مدنية وقد سمعوا الملك يغضب من الاساءة لحرية التعبير ومن استهداف هذه المواقع للحرمات وللشخصيات وحتى للديوان الملكي ورموزه ولبيت الملك نفسه..
هل حان الوقت لوقف هؤلاء وحماية المصالح الأردنية والتعريف بها لدى هذه الجهات التي عليها أن تتوقف بسلطة القانون لا أن تمارس سياسة «ضربني وبكى وسبقني واشتكى» حين نراها تسارع للوم بعضها أو شجب بعضها أو استنكار بعضها رغم أنها تفعل ما تستنكره وتسوغه «كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون»..
أنا مع حرية التعبير التي لا نستطيع مواصلة الاصلاح بدونها ..ومع الحقيقة والدفاع عنها مهما كانت مرة ومع قول فولتير «قد أخالفك في الرأي ولكني على استعداد أن أدفع حياتي ثمناً من أجل أن تتمكن من قول رايك»..ولكن ما نشهده من بعض وليس كل هذه المواقع ليس حرية تعبير وانما «جرب» يصيب المجتمع..ووباء يجري نشره وضرب للنسيج الوطني والعلاقات الاسرية وحتى الاقتصاد والاستثمار وابتزاز يصل الى درجة فاضحة وغير مقبولة ولدى المسؤولين وقائع ووثائق عليهم أن يجهروا بها وأن لا يكتموها..
نعم أنا مع الوزير المعايطة في توجهاته فقد بلغ السيل الزبى وأصبح ضرر بعض هذه المواقع أكثر من نفعها..ولعل ما يصيب مصالحنا الوطنية أمر يستدعي الوقوف في وجهه فوراً دون تردد فهناك من يثقب السفينة واحيل القراء الى رصد استهداف دول عربية صديقة وحليفة بالاساءة التي تخرج عن الموضوعية وتلحق الاذى بمصالحنا وابنائنا المغتربين وحتى بدعوتنا للاشقاء بمساعدتنا..فهل نقبل ذلك ونسكت عليه!!
لقد رأينا مواقع يجري استزلامها واستعمالها كأدوات في يد مراكز قوى وجهات تريد أن تكسر الزجاج دون أن يراها أحد وهي تدير معارك بالوكالة