جلالة الملكة .. كل عام وأنتِ بخير


عندما نتحدث في صاحبة الجلالة الملكة رانيا العبد الله بفكرها العميق.. وثقافتها الواسعة .. وبساطتها المميزة .. واهتماماتها الإنسانية والاجتماعية المختلفة .. فإنما نتحدث عن مكمن من مكامن الأصالة المعبرة عن الضمير والوجدان.. نتحدث عن إنسانة تجذر الفكر الإنساني في عروقها .. فاستطاعت أن تفرض نفسها في شتى المحافل .. ومختلف الميادين .. وان تعبر عن أصالة الإنسان الأردني ووجوده وديمومته.

كم يسعدني أن أتحدث عن صاحبة الجلالة الملكة رانيا العبد الله بمناسبة عيد ميلادها الميمون .. متمنياً لها طول العمر ودوام الصحة والعافية والهناء بين أفراد أسرتها الكريمة ..

نحن التربويون نتذكر دوما كلامها الخاص برساله التعليم الذي يخاطب دوما عقولنا ووجداننا ..فما تتحدث عنه .. يثلج الصدر .. ويشرحه .. فبحق تمنح من يسمعه الثقة بالنفس .. والهمة العالية .. خاصة وأنها تذكر دوما شريحة تحمل أمانه المسؤولية بعزم الرجال المخلصين .. فكل الشكر لجلالتها على دعمها بحق من حملوا الرسالة وأدوا الأمانة .. كما العهد بهم دوماً حين قالت : المعلم هو أساس العملية التربوية وجزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية.. وقد ننسى أن نحمد الله على وجوده.. فقد أصبح المعلمون من المسلمات والأساسيات.. لكنهم دون شك أصحاب أهم مهنة في الأردن وأثمنها.. ومن تحت أيديهم تتخرج أجيال الغد ..


لقد استطاعت جلالتها أن تحظى بحب واحترام الجميع .. أينما حلت .. فخطاها الواثقة دوما على قدر أهل العزم والمسؤولية .. فهي صاحبة رسالة عظيمة في الحياة .. رعت وشجعت كل الإعمال الإنسانية والعامة.. لتشارك جلالة الملك عبد الله الثاني فكره الثاقب .. وطموحة الكبير ..ونظرته الشمولية لبناء الإنسان المعاصر .. ليشكلا فكراً متمازجاً ومتآلفاً ومنسجماً لخدمة قضايا وطنهما وأمتهما .. بهمة عالية .. مما جعل من جلالتيهما مثالا يحتذى به على كافة الأصعدة وفي مختلف المحافل الدولية.


فجلالتها .. نبراساً للعمل الخيري .. وعنواناً لرسالة الإنسانية جمعاء .. في الحرية والحياة الفضلى واعمال للخير.. نصرة للطفولة وقضايا المرأة والإنسانية .. باذلةً دوماً كل جهد دؤوب ومخلص يتعلق بذلك .. متفاخرة بمقدرات فكرنا العربي بتراثه وثقافته وكينونته الممزوج برؤاها التقدمية المعاصرة.


نحن جميعاً كأردنيين فخورون بها .. وبشخصيتها المميزة .. وحبها لمليكنا ولبلدنا و مواطنينا في هذا البلد الطيب المبارك .. فما تعبر عنه دوما يصب في مقدار حبها لنا نحن الأردنيون.. ومن مختلف مشاربنا ومنابعنا وأطيافنا .. لتؤكد جلالتها على تآلف نسيجنا الاجتماعي .. فكلماتها العذبة الرنانة تعيش في ضمائر كل الأردنيين الشرفاء حين تقول

"عندما أنظر إلى نفسي أجد أن الأردني بما يمتاز به من قيم ومبادئ وصفات هو مصدر إلهامي وفخري الرئيسي أينما ذهبت. "

وجلالتها أيضاً .. صاحبة رسالة التمكين والتعليم اللذان هما وجهان لعملة واحدة .. وصاحبة عقلية تنموية رائدة تراهن على أن الاستثمار في الإنسان الأردني هي مسؤولية وواجب وطني فهو الذي يستحق منا أن نعطيه أحسن خدمة ونوفر له أفضل الظروف لنمكنه من شق طريق العمل والإبداع لأن الذي يجمعنا كأردنيين هي المبادئ والقيم التي نتبعها ممزوجة بالصدق والتميز في العمل.

فها هي كلماتها التي تحاكي جلالتها بها الأجيال الواعدة ومستقبلهم المشرق .. :

(نحتاج إلى نهج شمولي للتعليم ونخشى فقدان هويتنا الثقافية في إطار العولمة)

تأكيد على رغبة جلالتها الجامحة في إيجاد جيل من أبناء هذا الوطن العالي الهمة بسواعد رجالاته الأخيار في إطار منفتح على العالم أجمع ..مع الحفاظ على مقدراتنا الفكرية .. وضمن رؤى مباركة في تعليم ورعاية الأطفال التي هي على رأس أولويات اهتماماتها .. لكي نكافح آفات نتجت عدم معرفة الحقوق والواجبات .. وليسير التعليم سيرا متوازنا في عالم متغير متجدد في منظومة القرن الواحد والعشرين.

ذلك أن إيمانها العميق بضرورة التعليم وحتميته لمنح كل فرد حقه في الحياة ومنحة الفرصة الكافية في التعلم .. وفق رؤى شمولية تساعده على اكتشاف مختلف جوانب شخصيته لما فيه الخير له ولمجتمعة ولوطنه ، والعمل على تحسين مستوى حياته وضمان استقراره. وفاعليته في ظل عالم العولمة المتسارع .

ان الرؤيا الملكية السامية في مجال التعلم التعليم دفعت جلالتها إلى العمل على إقامة علاقات تشاركيه بين القطاعين العام والخاص والمؤسسات التي تدعم توجهها بهدف تحديث وتطوير بيئة المدرسة من النواحي الفنية وتمكين تلك المدارس القيام بدورها التربوي الريادي المؤمل إضافة إلى إثراء بيئة التعلم وتعزيز الفرص للطلاب والحصول على تعليم نوعي .. فقامت جلالتها خلال السنوات الماضية بإطلاق ودعم ومنح رعايتها لمبادرة ( مدرستي ) بمرحلتيها والخاصة بمجال التربية والتعليم .. والتي فتحت المجال أمام تحسن نوعي للتعليم خاصة بعد قناعة جلالتها بضرورة تأهيل وتطوير المعلمين مهنيا وأكاديميا وتشجيعهم على العمل خدمة لمهنتهم الإنسانية وتطويرا لذواتهم المهنية .. فقامت جلالتها بإطلاق أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين بالتعاون مع جامعة كولومبيا.. كمركز للتميز في مجال تدريب المعلمين في الأردن .. كذلك إطلاق جائزة سنوية للمعلم بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم .. باسم جائزة الملكة رانيا العبد الله للمعلم المتميز وتبعتها جائزة خاصة للمدير المتميز أيضا . بهدف وضع معايير وطنية للتميز في التعليم، والاحتفال بالذين يحققون التميز وتشجيعهم وتكريمهم.

كما وعملت جلالتها وبهدف إنساني نبيل ورفعة لمستوى معايير التعليم .. على تأسيس الأكاديمية الدولية لتكون نموذجاً للتميز والتواصل مع بعض المدارس في القطاع الحكومي في مختلف الأمور والقضايا التربوية .

وكنوع من تحفيز الإصلاح التعليمي وبناء اقتصاد قائم على المعرفة أطلقت جلالتها ( مبادرة خاصة بالتعليم ) وفق خطة تطويرية ممنهجة ومدروسة ومعصرنة تعمل على التمكين في مجال تكنولوجيا المعلومات ومناهج عصرية محوسبة

مع التركيز إعداد المعلمين باستخدام تقنيات تجعل من الطالب المحور الأساس والفعلي في العملية التعليمية التعلمية

وبذلك فجلالتها تأمل من صنع جيل قادر على تحمل مسؤولياته ليكون عنصرا فاعلاً في مجتمعه وليكن نبراس خير وشعلة فخار تضئ سماء الوطن

(مصير الأردن في يد الأردنيين، فكل منا فاعل وكل منا نجم يضيء حيث يخفت نور الآخر، ولو غير كل منا مصير نجمة واحدة، فسنغمر الوطن ضوءا وشعاعا.) جلاله الملكة رانيا العبد الله

أما في مجال رعاية الأطفال والطفولة فقد كان طموحها كبير جدا في ضرورة رعاية هذه الفئة التي تحتاج الى جل الرعاية من كل القطاعات فحين قالت جلالتها (إن أطفالنا يحتضنون المستقبل بين أيديهم الرقيقة. ومن واجبنا مساعدتهم على تشكيل هذا المستقبل، وعلى تكوين صورة العالم الجديد، عالم الأمل والسلام والمحبة. وهم، في ذلك.. يحتاجون إلى دعمنا لهم بالمفاهيم والقيم والمواقف وبالمهارات وبالعمل لتحقيق أحلامهم. هذا واجبنا.

أكدت على ايلاء هذه الفئة كل الرعاية والاهتمام والحب والتعليم الآمن .. فعملت على إقامة أول متحف تفاعلي للأطفال بهدف إيجاد بيئة تعليمية توفر التعليم طويل الأمد للأطفال وعائلاتهم..

كذلك اهتمت جلالتها ببرامج الأطفال .. وتلبية الحاجات المتعددة الجوانب لهذه الفئة من أفراد المجتمع.. الأكثر والأسرع تعرضاً للمخاطر .. والوقوف على مشاكل الإساءة لهم وحمايتهم .. خاصة من يعيش منهم في بيئات تشكل خطراً عليهم .. وزيادة الوعي المجتمعي في هذا المجال. ومعالجة الأسباب الجذرية للإساءة إلى الطفل والتي تعد عنصراً مكملاً بالغ الأهمية يحتاج إلى المزيد من التدخلات للتصدي لهذه الظاهرة وتوفير الإرشاد والعلاج اللازمين لتلبية حاجات الأسرة وتوثيق أواصر الرباط العاطفي ما بينها وبين أطفالها باعتبارها وحدة البناء الأساسية في المجتمع والوسيط الأمثل للتعامل السليم والفعّال مع الأطفال .

أدامها الله وجلالة الملك فخرا وذخرا لنا .. ونبراسا ومشعلا للجد والعمل .. فما دمتم زينتم سماء أردننا ... فليدم عزكم لنا فخراً نتباهى به ... ويحفظكم وأسرتكم الكريمة ويحرسكم من كل مكروه ...


مع تحياتي

الكاتب : فيصل تايه

البريد الالكتروني : Fsltyh@yahoo.com