ماذا جرى في مخيم الزعتري ... ؟


ما جرى في الايام الاخيرة في مخيم الزعتري من احداث وسوء طالع امر غريب ومستهجن وقد كنت اتمنى زيارت المخيم والاطلاع على ما جرى عن قرب ...على ما جرى من احداث ومحارلة فهمها ودراستها وتقيميها وبعد ذلك الكتابه عنها للراي العام الاردني والعربي والدولي وذلك ومن باب الانصاف والعدالة وحتى لا يقال ان الاردنيين لا يكرمون ضيوفهم وهذه سمة لا يقبلها اي اردني ولكن اعود لاقيم الفهم الخاص بي على ضوء ما سمعت وما تناهى لي حول هذا الموضوع الشائك في جوانب كثيرة منه واقول ببساطة اننا لم نكن نتمنى يوما ان يكون هناك لاجئ سوري او عربي على الاراضي الاردنية ولم نكن نتمنى ان يكون هناك احداث حزينة ومؤلمة تؤدي الى نزوح وتشرد الاشقاء العرب ولطلما كنا نتمنى ان يحل السلام والامن والعدالة في ربوع الوطن العربي لا بل العالم اجمع ...اما ما قد حصل . فانني اتسائل عن الاسباب الحقيقية لما جرى وهل ما جرى كان مقصودا ومدبرا؟ وهل هو رد فعل على حالة الياس والاحباط التي يعاني منها اللاجئون؟ وهل هو تقصير حكومي رسمي في حقوقهم المعيشية والانسانية؟ وهل هذا التقصير ناتج عن سوء ادارة ام سوء موارد او امور خارجية عن ارادة الاردن وقدراته وامكانياته؟ في استقبال ذلك العدد الكبير من الاخوة السوريين مع خالص امنياتنا ان تنتهي الازمة في سوريا الشقيقة بدون المزيد من سفك الدماء هنا وهناك ودون التحيز لاحد لان ما يهمنا هو الدم السوري الذي يراق بلا ثمن والمستفيد الاول منه فقط اسرائيل واعداء الامة الذين يعملون على اضعافها سرا وعلانية ويعملون على تجزئتها واعادتها الى حظيرة التخلف عبر اشعال الحروب وخلق الازمات ونشر الفوظى الخلاقة لها وتقطيع اوصالها واضعافها لتبقى اسرائيل سيدة المنطقة تعربد بلا وازع او رادع.

ان الاحداث التي حصلت في ذلك المخيم تؤلمنا جميعا وقد كان التحرك الاردني ايجابيا على المستوى الرسمي حيث قام دولة رئيس الوزراء بالزيارة الميدانية للموقع رغم اعباء وظروف المسؤولية واطلع شخصيا على ادق التفاصيل المتعلقة بالاحداث وما جرى في المخيم وقد تم وضع بعض الاجراءات الخاصة بضبط الامن وغير ذلك من تفاصيل.

صحيح ان الاقامة القصرية للاخوة السورين قد طالت واتمنى ان لا تطول وتزول اسباب لجوئهم ويعود الاستقرار الى ربوع سوريا ويعم الامن والوئام ويحل الحوار بين الاشقاء بدل الاقتتال وتعود الحياة الى عبقها وجمالها وروعتها وتعود سوريا الى موقعها في العالم العربي متمنيا ان تكون الاحداث الاخيرة وما جرى في مخيم الزعتري اخر الاشكالات واخر الاحداث متمنيا على الحكومة الاردنية ان تحدد جهة معينة للاشراف على المخيمات وتقيم اوضاعها ودراسة احتياجاتها بموضوعية وشفافية.

وحمى الله الاردن كي يبقى قلعة عربية اصيلة تكرم الضيف وتكرم وفادته وتعز الجار ولا تخذله.


* أستاذ جامعي | جامعة فيلادلفيا * alfaourim1@hotmail.com