المحافظات تدق ناقوس الخطر... وتحذر من تفاقم مشكلة النظافة

اخبار البلد - ماجد الوشاح 
هذا واقع اليوم في معظم مناطق المملكة من شمالها لوسطها وصولا لجنوبها, واقعٌ مريرٌ يراه ويشاهده المواطنين في كل مكان مستغربين الحال الذي وصلت اليه البلديات وتقصير عمال الوطن في تحقيق الغاية من وجودهم, وربما تقصير البلديات لا يقف عند عامل الوطن وهو ليس لديه سوى الامر الموجه اليه لتنفيذه.
ما أردت الوقوف حوله سؤالٌ!!ما هي الاسباب التي تقف عائقاً أمام النظافة في أغلب مناطق المملكة كمحافظة أربد والزرقاء والسلط والطفيلة والمفرق والعاصمة عمان؟ حقاً البلديات في المملكة بكافة نواحيها وارجاءها بحاجة الى خطة نظافة قوية لإعادة المحافظات على ما كانت عليه رغم حاجتنا الى خطة لإعادة المحافظات الى اجمل ما تكون ولكن نضع الاحتمال الاضعف لاننا حقاً نرجو شيئاً يتم تنفيذه على ارض الواقع وينعكس بشكلٍ ايجابي على واقع المدن الاردنية.
وقبل البدء في طرح أسباب انعدام النظافة وغيابها في البلديات وانعكاس ذلك على الواقع من حولنا أشير الى أهمية النظافة في الاسلام حيث ورد قوله تعالى " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " صدق الله العظيم. فانشراح النفس هي عاملا ناتج عن المكان الطيب والطاهر والنظيف, وأما عن الاكتئاب وخبث الروح فهو ناتج عن قذارة المكان, ومن هنا كان شرط الله سبحانه وتعالى في صحة الصلاة وبناء المساجد الطهارة ونلاحظ ذلك في قوله تعالى " وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ " صدق الله العظيم.
وأما عن أسباب انعدام النظافة فقد يقف ذلك على عدة امورٍ أهمها نقص العمال في البلديات وبالتالي لا يكفي ذلك للقيام بعملية النظافة على اكمل وجه, وأما عن السبب الآخر وهو الذي تشكو منه بعض البلديات ألا وهو تعطل الضاغطات فيها وربما يقف خلف تعطلها أسباب متعمدة, وربما لانها قديمة في بعض البلديات, ولكن ما يجب التأكيد عليه هو الحرص على مراقبة هذه الآليات والكشف عن أسباب تعطلها وطرق استخدامها الصحيحة, والوقوف بحذر عليها حيث تخدم هذه الآليات المدينة وتقوم بخدمة موطنيها, ليس بعيدا عن أكبر الأسباب والتي كانت البلديات تشكو منها في خير الاقتصاد وشره وهي المديونية والحاجة الى المستلزمات المالية, حيث يظهر ذلك في كتاب معالي وزير البلديات الذي يرفعه اليوم الى مجلس الوزراء يطالب فيه بدعم البلديات بـ 10 ملايين دينار لمعالجة ضائقتها المالية التي تعد السبب الرئيس لتردي واقع حالها.
هنا عروس الشمال " اربد " التي تفتقر الى النظافة في أغلب احيائها وشوارعها الرئيسية وهي بامس الحاجة الى مدير بيئة بعد انتهاء عقد مدير البيئة السابقة فيها.
وهنا مدينة السلط التي ينذر الدرج فيها الذي ينزل من شارع اليرموك الى مجمع السلالم بكارثة صحية خطرة للغاية.
هذا الحال ايضا في جنوب المملكة نلحظه في محافظة الطفيلة التي تعاني من مكاره صحية تكاد تستحق ان ندق ناموس الخطر تخوفاً من نشر الامراض على اثرها؛ وذلك نتيجة عدم التزام أصحاب بعض المحلات بشروط الصحة والسلامة العامة خاصة أصحاب محلات الدجاج والجزارين يقومون برمي بقايا اللحوم والدماء أمام المحلات وبالتالي الضرر بالسوق التجاري والتأثير على صحة المواطنين اثناء السير للتسوق وهي بعدم التزامها كفيلة بنشر الامراض المعدية.
واما عن مرض جديد اغرب من سابقه واكثر غموضاً ينتظر مدينة الزرقاء ويدق أبوابها نتيجة عدم الالتزام بشروط السلامة والصحة العامة وبالتالي لا بد من الاستعداد لمواجهة هذه القضية والحفاظ على نظافة المدينة قبل ان يدق أبوابها " طاعون عمواس!! " وحينها لا ينفع النداء ولا حتى الصراخ.
اذن على كافة البلديات اخذ الاجراءات اللازمة لمكافحة هذه القضية والحد منها حتى لا نصل بهذا الطواطؤ الى كارثة صحية محتملة, وعلى المواطن ان يلتزم قدر الامكان بعدم رمي أي نفايات على الشارع العام للمحاولة في التخفيف على البلديات وقدرتها على القيام بنظافة المدينة, ونأمل اخيرا من الجهات المعنية أن توفر صناديق للنفايات في كافة ارجاء المحافظات حتى لا تتفاقم هذه المشكلة وبالتالي تنذر بخطر كبير.