مادام وزير الصحة الدكتور عبد اللطيف وريكات» محمّر عينه» هذه الأيام، لملاحقة الفساد في مجال الدواء والغذاء، فإنه ـ بالمرّة ـ أدعوه الى مرافقتي ـ وهذا شرف لي ـ ، الى منطقة « سقف السّيل ـ ، بوسط البلد، كي أُريه كيف تُباع المنشطات الجنسية للرجال والنساء بأسعار رخيصة وعلى عينك يا تاجر ضمن «بسطات « شعبية، وهنا الشعبية تعني الفوضى وعدم المسؤولية.
ولا يخفى على معالي وزير الصحة خطر بيع مثل هذه الأمور بدون فحص طبي ومعرفة إن كان المواطن الذي يشتريها طمعا برخص ثمنها ، يعاني من مشاكل في القلب او أي « حِتّة « في جسمه. وقد حاولتُ شخصيا ـ قبل يومين ـ وأنا أُمارس « السّنكحة « بوسط البلد « المزاح « مع بائع « الفياجرا « وهو بالمناسبة صبيّ لا يتجاوز عمره 15 عاما، لم يكمل دراسته، وقلت له: كيف بتبيع هذه الأقراص، بلكي واحد عنده «القلب» واستعملها، ممكن يروح فيها. فكان رده « الجاهز»: اللي عنده القلب مايشتريش.
يعني الموضوع يا معالي الوزير متعلق بمبدأ « العرض والطلب «. والصبيّ / التاجر ، يمارسه مثل كل التجار الكبار. لكن الخطورة ، يا معالي الوزير ، وأنت سيد العارفين ، تكمن ، في « استسهال» مسألة البيع ، ويمكن ان تشتري، « حبة « واحدة ، مثل السجاير ، « سيجارة فَرْط»، وهناك عدة، منها « الصيني الذي يحمل ماركة « النمر» وهو يشبه حبات « السوس» وتُباع العلبة الصغيرة بخمسة دنانير ، واذا بعرفك البائع يخفّض لك السعر الى اربعة دنانير. وهناك المواد الأُخرى مثل» الكريمات « والأبخرة «ـ علم قائم بذاته ـ يا معالي الوزير.
الطريف في الامر ، انه الى جانب بائع « الفياجرا «، ثمة صاحب بَسطة يعرض «سيديات» أفلام «إباحية «، يعني ، ثمة تنسيق بينهما بحيث لا « يتغلّب المواطن، فيأخذ ما يلزمه « من مكان واحد «. وهذه « خدمة خمس نجوم «.
مارأيك يا معالي الوزير ، زيارة واحدة.. تكفي!!.