اللفلفة

سأحاول اليوم الابتعاد عن المقال الفكري والتحليل السياسي لأقترب اكثر من الحديث الشعبي والساخر والألفاظ المتداولة بين الناس.

 نسمع كثيرا عن البدء بموضوع صلحة مثلا وبعد ان تسير الأمور باتجاه ما – يعلق احد الاشخاص بأن هناك نية للفلفة الموضوع – وعندما يجري الحديث حول الفساد وابعاده وطرق معالجته – يعلق اخر بأن الموضوع قد تم لفلفته بطريقة ما – واللفلفة تعني طي الأوراق – وأصلا عندما كان احدهم يدخن الدخان البلدي المسمى «الهيشي» – يقوم بلف السيجارة بيده – بحيث يضع ورق (الاوتومان) – وبداخله الدخان – وهكذا تتم عملية اللف – اخفاء الدخان داخل الورق ثم توليع السيجارة وحرقها – وبذلك تنتهي اثار اللفلفة بالحريق ، نذهب لاصلاح ماتور كهرباء صغير ، فيقال ان المولد محروق وهو بحاجة الى لف اي وضع مجموعات من الاسلاك الجديدة مكان القديمة – من أجل تشغيله وتسمى سيارة المرسيدس احيانا بسيارة (لف) – من الممكن أن يكون هذا الوصف مرتبطا بشكل الماتور (ملفوف) – ومن الأكلات الشهية والتي غالبا ما تحتاج الى جهد أكلة الملفوف – وهو أنواع من الأخضر والأبيض، أحيانا يكون باللحمة وأحيانا بالخضروات – وتساهم عملية اللف وطريقة التصفيف – وبراعة من يلف رجلا أو امرأة في اعطاء طبق (الملفوف) – شكلا ومذاقا – وهو في النهاية تغطية المكونات بورق الملفوف – هناك طرق للف الحبل والخراطيم، عندما ننتقل الى الفوسفات مثلا وما اثير حولها – نسمع كثيرا ( لفلفة الموضوع) – أي ان الأوراق طويت، وربما احرقت كورق الاوتومان مع دخان الهيشي – علاقاتنا السياسية ربما تم لفلفة بعضها واخراج بعضها الاخر بشكل جديد حسب مقتضيات الحال. الناس تتحدث عن قانون الانتخاب – ومع ان اي قانون بشري لا يمكن أن ينال رضا الناس جميعا – الا أن القانون السئ يحتاج الى أناس جيدين من أجل اصلاح اعوجاجه- الناس تتحدث على أن الحكومة قد قامت بلفلفة القانون بالاتفاق مع مجلس النواب- وطي الصفحة – والبدء بالتنفيذ على أرض الواقع وعلى أساس الأمر الواقع.

قانون الجوازات شرع فيه مجلس النواب لنفسه ونسي شريحة حملت جوازات السفر السياسية طيلة حياتها وهم السفراء اي انه قام بسن القانون – قضايا الثانوية العامة وما أثير حولها – هي الأخرى تم لفلفتها بدءا من عهد تسرب الأسئلة الى تسيب القاعات والتعيينات.