اتصل بي البارحة الشيخ محمد الشلبي «أبوسياف» من معان وهو أحد قادة السلفية الجهادية معاتباً،على مقالي المنشور يوم السبت الذي جاء بعنوان «الكلام في معان والفاتورة في عمان» والذي حمل نقداً لكلام الشيخ حول مقاتليه في سورية.
ما جاء في المقال يتعلق بإعلان أبوسياف حول وجود مقاتلين أردنيين من التيار السلفي الجهادي في سورية، والنقد للشيخ جاء على اساس انه يقدم اعترافا امام السوريين،ويقدم ذريعة لهم للانتقام من الاردن، باعتباره يسمح بتسلل المقاتلين الى سورية،وان القتال في سورية يصب في النتيجة لمصلحة اجهزة أمنية عالمية مثل الموساد والسي اي ايه،الذين يديرون بعض العمليات ضد النظام السوري.
الشيخ تحدث بأدب بالغ، لكنه لم ُيخف عتبه على هكذا مقال، لكنه اعترف انه ومن ناحية سياسية،فإن هذا الإعلان الذي جرى في معان له كلفته على الأردن، دون ان يتقصد ذلك، لأن تيار «السلفية الجهادية» يعرف ان النظام السوري لا يتورع عن ارتكاب الجرائم.
قال أبوسياف: نعم أعلنت عن مائة مقاتل من «السلفية الجهادية» من الأردنيين في سورية، وهؤلاء لم يذهبوا بشكل منظم،ولا بشكل تنظيمي عبر أوامر مباشرة،وجميعهم ذهبوا فرادى وليس بطلب من التيار، كما أن الأجهزة الامنية الاردنية تقف ضد ذهاب هؤلاء، وهي لم ُتسهل لهم اي اجراءات،بل ذهبوا نصرة لأهل الشام،في هذه المعركة ضد الطغاة.
قلت للشيخ ان هناك سلفيين جهاديين من دول عربية اخرى، لكننا لم نسمع قياداتهم تفخر بإرسالهم او حتى تعترف بوجودهم،لاعتبارات كثيرة،وهذا يقول انكم أخطأتم مرتين،الاولى بالتدخل اساساً،والثاني بإعلان وجود مقاتلين اردنيين في سورية.
يرد ابوسياف بقوله: هناك سلفيون جهاديون من دول عربية اخرى،ومن السلفيين الاردنيين من نفذ عمليات قبل اربعة اشهر واكثر،ونحن لم نعلن ذلك،والنظام السوري،قام باعتقال تجار اردنيين واجبارهم على الاعتراف بأنهم قدموا لتنفيذ عمليات،وهذا غير صحيح،من هذه الجهة،بيد اننا اعلنا هذه الايام،لأن المحنة في سورية تشتد على أهلنا هناك.
يعترف «ابوسياف»ان الشعب السوري فيه ما يكفيه من الرجال،وهو ليس بحاجة الى مقاتلين،وعلى هذا اسأله لماذا ترسلون رجالكم اذن، فيقول اننا لم نرسل أحدا بشكل منظم،ولانستطيع منع اي مقاتل من الذهاب فردياً للجهاد في سورية، ويقول:الرأي داخل السلفية الجهادية في الاردن مع عدم الذهاب الى سورية حاليا، لعدم وجود حاجة لمقاتلين،وفي الشعب السوري ما يكفي من الرجال.
قلت للشيخ ان هكذا تدخلات لا تقاس فقط بفتوى شرعية،ويتوجب ان يعرف المرء اين يصب التدخل في النهاية،لأننا في القصة السورية،امام ثورة لم تبق نقية مثل بداياتها،فقد دخلت عليها اجهزة امنية عالمية،مثل الموساد والسي اي ايه والمخابرات التركية والفرنسية ومخابرات دول عربية،والمقاتل الذي يذهب على حسن نواياه،لا يعرف لمصلحة من تصب مشاركته في نهاية المطاف؟!.
على الرغم من لقب الشيخ الذي يثير الخوف،وعلى الرغم مما يقال عن تيار السلفية الجهادية،الا ان أبا سياف اتسم بالكياسة في مكالمته،وناقش كل القصة بهدوء بالغ،وهو بصراحة توقف مطولا عند ماقلته له،من وجوب التفكير سياسياً بالاشياء، وعدم الاكتفاء بالنص الشرعي،خصوصاً، ان مشاركة مقاتلين اردنيين في سورية،والاعلان عن ذلك،قد يجلب لنا انتقاماً سورياً.
النظام السوري،اساساً،يرسل لنا رسائل التهديد،يومياً،من القذائف التي تتساقط على قرى الحدود الاردنية السورية،ومن عبور طائرة عسكرية سورية لأجوائنا ثم هربها في رسالة تهديد مبطنة،مروراً بالعناصر الامنية النائمة التي تم القبض عليها بين النازحين السوريين في الاردن،وصولا الى تفاصيل اخرى،يأتي التكتم عليها،افضل من اشهارها حتى لا يفزع الناس هنا.
نصيحة الى ابي سياف: أعد مقاتليك الى الاردن،فالمعركة في سورية ليست دينية،وهي بين عواصم واجهزة امنية عالمية،كما ان أبرياء الاردن لا يحتملون ارهاب النظام السوري غداً في مدننا،ولا تفجيراته وجرائمه تجاه هذا الشعب الطيب.
لعل الشيخ يستجيب ويستخير في أمره.