زيارتي إلى قلعة الدرك

كانت زيارتي اليوم لقلعة الدرك القيادة إلام الشامخة فوق هضاب شفا بدران زيارة أعادتني لذاكرة العسكرة وأيامها الخوالي التي امتزج فيها الماضي بالحاضر ، بحق كانت الزيارة لهذه المؤسسة الامنيه محط فخر، وأنت تسمع من هؤلاء القادة كيف أنهم يوصلون الليل بالنهار، ولا يهدا لهم بال في ظل تزاحم الحركات المطالبة في الإصلاح، والاشتباكات العشائرية التي أضافت عبئ آخر على مهمات الواجب المسند لمهماتهم الجسام التي تمتد لكافة محافظات المملكة ، صعقت وان استمع من إدارة التخطيط إن بعض القادة في هذه الأيام لا ينامون حتى في بيوتهم في سبيل إن يبقى الأردن واحة من الأمن والآمان .

كلنا يعرف إن مفهوم كلمة الدرك هو إدراك الفارين والمجرمين، والملاحظ إن مهمات الدرك لا احد يدركها إذ لولاها لا اختل ميزان الأمن، هذه القطاعات هي التي تتواجد فور وقوع الحدث وهذا بحد ذاته يحسب لها وهي تستطيع السيطرة على الوضع المكلفة في تنفيذه ،وتنجزه وهي من تمسك الأرض وتنفذ الأمر بسرعة البرق وهذا ناتج عن الخبرة والتدريب التي وجدت من اجله .

الملفت للانتباه إن تجد قادة يدركون مطالب الشعب للإصلاح على شرط إن يكون الأمر منضبط ضمن الأصول،ويطرحون إن المجتمع العربي أصبح مجالاً منسرحاً لعقائد متعارضة متضاربة
لا مثيل لزخمها ووخمها في تاريخ الدنيا ،واستمر الحديث شيقاً عن الانجازات والأهداف التي وجد من اجلها هذا الجهاز الذي تمدد بفعل إتقانه للعمل .

كنت قبل فتره قد وجهت نقد لهذا الجهاز إثناء زيارة لي لشركات الخدمات الفندقية التي تقدم الخدمة لطوا قم هذا الجهاز وما إن استمعت هذا اليوم بديمقراطيه واضحة من المعنيين بالأمر حتى تغير مفهومي وكيف أنهم يبحثون عن التوفير بتخطيط ممنهج يرسموه قادة يجمعوا بين القيادة وحسن التخطيط وهذه أيضا ميزة تفتقدها القطاعات الحكومية الأخرى .

أيقنت بعد ما تقدم إن المجتمع يعيش مع كراهيته وان الكراهية تنسحب على كل شي وتغطي كل شي واعلم إن الصراع يزيد ليزيد معه الفراغ وتفتت عرى المجتمع بإفراده فيكون بعده لا مكان لمودة وتراحم ولا سبيل لتجمع وتلاحم.

في النهاية أقدم شكري وامتناني لقيادة هذا الجهاز والعاملين فيه وهذا طبع ألامه فينا دوماً تنصرف عن البناء إلى الهدم عن الصدق إلى الكذب عن التلاحم والتماسك إلى التفسخ والانحلال عن مواجهة العدو إلى اقتتال الإخوة وانتهاك حرمة الدم وحواجز الأرحام عن معركة الوطن الحقيقة إلى معارك صراعات جانبية مفتعله تأكل أوقاتنا وتنزف مواردنا وتجعلنا عار الدنيا والآخرة!