هنيئا لحجاج هذا العام ... الجمعه ويوم النحر عيدان في يوم واحد


لقد شاعت مقولة (يوم صومكم يوم نحركم) بين الناس منذ القدم، وترددت على كل لسان حتى ظنها كثير من الناس من الأحاديث النبوية وهي ليست بحديث! فما هي يا ترى مصداقية هذه المقولة الفلكية وما هو موقف العلم منها والعلماءُ؟

استناداً للحسابات اليقينية للتقويم الأبدي المقارن بأن المقولة الفلكية المشار إليها تمثل قاعدة علمية سليمة ولها القدر الكبير من المصداقية والحظ الأوفر من الصحة والواقعية. ولكنها على كل حال ليست بحديث البتة.

ولو أننا أحصينا تقاويم القرن الهجري الخامس عشر الجاري من 1401 حتى 1500هـ لوجدنا أن يوم غرة رمضان يوافق عيد الأضحى في 94 عاماً من القرن المذكورة أي إن المقولة الفلكية المشار إليها تجد لها مصداقية بنسبة 94% من سنوات القرن فيكون يوم أول رمضان نفسه يوم عيد النحر أي يوم الصوم هو كيوم النحر من كل سنة غالباً.

ولا تشذ هذه القاعدة العظيمة إلا ست مرات فقط أي في ست سنوات على مدى القرن كله! ونستطيع الجزم بأن هذه القاعدة الفلكية تكون سارية المفعول في أربع حالات وتشذ في حالة خاصة واحدة.

وأما الحالة الخاصة التي تشذ فيها القاعدة المشار إليها هي عندما تكون السنة كبيسة وكبسها في شوال. وبعبارة أخرى عندما يكون الكبس بعد رمضان وقبل ذي الحجة. فتصبح القاعدة على النحو التالي: " ثاني أيام صومكم كيوم نحركم". وذلك في ست سنوات حصراً خلال القرن كله .

وبالإمكان أن نشرح المسألة بطريقة أبسط فنقول: تكون القاعدة الفلكية المشار إليها سارية المفعول في كل السنين التي تكون فيها الوصلة الزمنية من غرة رمضان حتى يوم عيد النحر تساوي 99 يوماً أي 14 أسبوعاً ويوماً واحداً حيث:

30 يوماً لرمضان + 29 يوماً لشوال + 30 يوماً لذي القعدة + 10 أيام من ذي الحجة = 99 يوماً = 14 أسبوعاً ويوماً واحداً. أما عندما تكون الوصلة الزمنية المشار إليها تساوي مائة 100 يوم أي 14 أسبوعاً ويومين وذلك عندما يصبح شوال بسبب الكبس تاماً كما يلي:

رمضان 30 يوماً + شوال 30 يوماً + ذي القعدة 30 يوماً + 10 أيام من ذي الحجة فيكون المجموع 100 مائة يوم = 14 أسبوعاً ويومين. فإن القاعدة الفلكية تكون غير سارية المفعول. ويكون ثاني أيام الصوم كيوم عيد النحر وليس أول أيام الصوم. خلافاً للقاعدة الشهيرة.


وبذلك يظهر جلياً أن (الكبس) عندما يقع بعد رمضان وقبل ذي الحجة يجعل القاعدة غير سارية المفعول وذلك في ست سنوات فقط على مدى القرن الهجري الجاري. أي عندما يكون شوال تاماً بسبب الكبس فيصبح طول الوصلة الزمنية 100 يوم بدلاً من 99 يوماً.