ناصر جودة بين خائنين...محمد داوود و رياض حجاب
يبدو أن بعض من يتولون المسؤولية في البلاد
ليس لديهم ذاكرة لسجل أحداث الأردن، أو أنهم يعتقدون أن الأردني، ليس لديه ذاكرة تسجل
كل شيء مهما تباعدت الأزمان ،و دخلت الأحداث في بعض كتب التاريخ .
واعتقد جازماً أن وزير الخارجية ناصر جودة
هو واحد من هؤلاء المسؤولين الذين لا يملكون ذاكرة لسجل أحداث الأردن...وبالتالي فهو
يفقد البوصلة عندما يتعاطى، مع قضايا حالية، لها في التاريخ الوطني الأردني ، نماذج
مشابهة خاصة تلك التي ترتبط 'بالخيانة'، كما هو الحال مع قضية فرار رئيس وزراء سوريا
رياض حجاب إلى الأردن .
فالأردن تعرض لمؤامرة في العام 1970،حين
أرادت قوى استعمارية ومعها قوى عربية تنفيذ مشروع التوطين ،خدمة للكيان الصهيوني ،
من خلال ضرب الدولة الأردنية، وتدمير مؤسساتها وخلط الأوراق بما يؤدي إلى تنفيذ المشروع
الصهيوني ،وبعيدا عن البحث في الحيثيات ، التي رافقت ، تنفيذ المشروع 'الفتنه ' و محاولة
إشغال أبناء الأردن عن فكر المقاومة والتحرير ، والذهاب بهم إلى طريق أخر هو طريق الحرب
الأهلية ، ما ينسيهم قضية احتلال الضفة الغربية التي كانت حينها جزءاً من الأرض الأردنية
، بل أن المشروع كان يرمي إلى توجيه كل أنظار العرب بعيداً عن هدف تحرير فلسطين كل
فلسطين من الغزاة الصهاينة ، خاصة وان الشعور الوطني الأردني و القومي العربي و التحرري
العالمي الملتزم بهذه القضية كان في قمة أوجه .
وقعت أحداث هدفت إلى تخريب الوطن، مدعومة
بدعم عربي و خليجي على وجه الخصوص ودولي استخباراتي قادته الولايات المتحدة الأمريكية
، أكدها فيما بعد بمذكراته الصهيوني العالمي، ووزير خارجية أمريكا الأسبق د هنري كيسنجر
وفي خضم المؤامرة وتصاعد نار الفتنه داخل
الأردن ، كلف المرحوم الملك حسين المدعو محمد داوود ليقود حكومة تدفع بإخراج البلاد
من أزمتها ، وتعيد الأمن و الطمأنينة إلى الشعب ، لكن المدعو محمد داوود والذي ذهب
إلى القاهرة في مهمة رسمية خان الأمانة، و خان العهد والقسم...كما خان الشعب وخان الوطن
الأردن و خان القضية المركزية قضية فلسطين ...وفر هارباً من القاهرة إلى طرابلس الغرب
.
الأردنيون جميعا وصفوا و ما زالوا محمد
داوود بالخائن لوطنه ...فكيف ينسى وزير خارجيتنا ناصر جوده مثل هذه الحادثة ...؟
وزير خارجيتنا الذي يبدو انه لا يعرف التاريخ
الوطني جيداً أو هو غير قارئ له .... بالرغم من محاولات 'التشاطر' التي تظهر على ملامحه
أحيانا وخلال المؤتمرات الصحفية ...خرج قبل أيام وهو يعقد مؤتمرا صحفيا مع وزير خارجية
فرنسا، ليعلن أن الخائن لوطنه رياض حجاب قد ذهب إلى قطر لبضعة أيام ، وانه سيعود إلى
الأردن ضيفا عزيزا وأخا بين أهله ، وهو سيتمتع بكل الامتيازات، التي تليق بمقامه باعتباره
كان رئيس وزراء في سوريا قبل خيانته .
كان على وزير خارجيتنا لو كان قارئا للتاريخ
الوطني الأردني، أن يتذكر،أن الأردنيين لا يحترمون الخائن ...وانه بكلامه أساء إلى
كل أردني والى وطنه الأردن الذي فر منه ذات يوم الخائن محمد داوود و في ظروف مماثلة
لفرار رياض حجاب إلى الأردن حين تجمعت فيها قوى عديدة لتخريب الوطن و تدميره .
الخائن محمد داوود الذي يمثل وصمة عار في
تاريخ المسؤولية الأردنية يماثل على الجانب السوري، الخائن رياض حجاب ،من وجهة نظر
غالبية الأردنيين ، والذي فر ودخل في المؤامرة على وطنه ، تاركاً المسؤولية من اجل
حفنة 'بترودولار.
وزير الخارجية ناصر جوده ،الذي نسي او تناسى
المادة 8 من ميثاق الجامعة العربية ، التي تؤكد على عدم التدخل بالشؤون الداخلية لاي
بلد عربي من قبل بلد عربي اخر ، يقف اليوم بين خائنين، فهل يتذكر.......!! أو يذهب
إلى تاريخ الوطن ليعيد تثقيف نفسه ، ليتمكن ومعه الحكومة، من التعاطي مع الخائنين بالمستوى
الذي يليق بخيانتهم ، وليس بمستوى الامتيازات التي كان وطنهم يغدقها عليهم كما تحدث
جودة ........ وإلا فان في الأمر أبعاد اخطر مما نظن.......!ّ