الاسباب الثمانية لتأجيل الانتخابات النيابية
تنخفض نسبة التسجيل للانتخابات النيابية
في عمان والزرقاء،بطريقة غير طبيعية،واذا كنا نقول ان اجواء رمضان،لعبت دوراً في انخفاض
التسجيل،فإن هناك من يراهن على ما بعد العيد لارتفاع نسبة المسجلين،وان الوقت مازال
مبكرا للحكم النهائي على الوضع. هذا انخفاض ملحوظ،لان في عمان مليون ناخب تقريباً،وفي
الزرقاء مليون ناخب،وفي المحافظات مليون ناخب ايضا،ولكي تجري الانتخابات النيابية هذا
العام،لابد من تسجيل الثلثين على الاقل،لانه بغير ذلك،لن تجرى الانتخابات.عدم الاقبال على التسجيل يتم تفسيره بعدة
تفسيرات،اولها يتعلق بكون النواب الحاليين يحثون قواعدهم بعدم الذهاب للتسجيل بهدف
خفض نسبة التسجيل،من اجل عدم حل مجلس النواب،وبقاؤهم نوابا لأطول وقت ممكن،وخلف النواب
قواعد بمئات الالاف يشاركونهم المقاطعة لاسباب تتعلق بادامة وجودهم،ويصبون فعلياً مع
تيار المقاطعة لكن لاعتبارات شخصية وليس سياسية.
السبب الثاني يتعلق بالمزاج المعنوي السيئ
عند الناس،الذين لم يعودوا يثقون بالبرلمانات،ولايريدون الدخول فيما يعتبرونه اضاعة
للوقت،ولذلك اغلب الناس لم يعودوا مستعدين للذهاب واصدار البطاقة الانتخابية،في ظل
ازمة اقتصادية واجتماعية طاحنة.
الثالث يقول لك ان اجواء الاقليم من مذابح
العراقيين والسوريين والفلسطينيين،والفوضى في مصر واليمن وليبيا،كلها عوامل جعلت اولوية
اصدار بطاقة انتخابية غائبة،لان الناس يرون ذبحاً يومياً يؤثر في وجدانهم،فتغيب اولوية
صندوق الانتخابات هنا.
السبب الرابع يعود جزئيا،الى صدى دعوات
المقاطعة والتيارات التي تدعو للمقاطعة،والناس لايستجيبون عملياً لتعليمات تنظيمية
مباشرة من هذه الجهات،لكن وجدانهم يتأثر بكل هذا الضخ الذي ُيّعكر الاجواء،ويجعل المشارك
في كل الانتخابات وكأنه شاهد زور،بحيث بات المواطن يفخر بأنه ولكونه «وطنيا» فلم يذهب
لاصدار البطاقة الانتخابية!!.
الخامس يتعلق بضعف الحملات لحث الناس على
اصدار البطاقة الانتخابية،فالرسالة السياسية والاعلامية لم تصل الناس بشكل فاعل،وهناك
رسائل اخرى مضادة لها.
السبب السادس يعود الى اعتقاد جزء من الناس
ان الانتخابات ستؤجل لاسباب تتعلق بانفجار الازمة السورية باتجاه المنطقة والاردن،وهؤلاء
يقولون «مالنا وهذا الصداع» فلماذا نذهب لاصدار بطاقة الانتخابات،ومسؤولون حكوميون
ُيلمحون في جلساتهم الى تداعيات الازمة السورية واحتمال تأجيل الانتخابات.
السابع يتعلق بالمشاكل الفنية التي تحدث
احيانا وتعرقل الاقبال على اصدار البطاقة،ومواطنون يتصلون،مثلا،من الرصيفة ويقولون
انهم على مدى آخر ثلاثة ايام من رمضان ذهبوا لدائرة الاحوال ووقفوا في طوابير من الصباح
حتى نهاية الدوام ولم يحصلوا على بطاقاتهم لان ُمدخل البيانات غير موجود،وهذه طوابيراثارت
نفور الاف غيرهم فقرروا عدم الذهاب.
السبب الثامن وجود انطباع عند بعض الناخبين
ان هناك نية لسحب الارقام الوطنية عند المراجعة لاصدار البطاقة الانتخابية وهذا امر
غير صحيح ولم يحدث اطلاقا لاحد،بما في ذلك الذين يحملون بطاقات الجسور الصفراء،الذين
قررأغلبهم عدم الذهاب اساساً،تحت وطأة المخاوف من سحب الرقم الوطني،برغم الضمانات الرسمية
بغير ذلك،لكنهم لايصدقون!.
اذا بقيت الاسباب الثمانية فاعلة فان الانتخابات
لن تجرى لاسباب فنية،وميدانية،وبحيث يكون قرار تأجيل الانتخابات مرده الشعب لا الجهات
الرسمية،هذه المرة،وبحيث يقال للناس لاحقا:انتم السبب وليس نحن،في هذه النتيجة. هل
هناك خطة بديلة؟.لا احد يعرف.