«المركزي» : نقل مقر «العربي» من الاردن الى لبنان غير مطروح

اخبار البلد 


ما زالت تداعيات استقالة رئيس مجلس ادارة البنك العربي عبد الحميد شومان تلقي بظلالها على المشهد الاقتصادي الاردني نظرا للاهمية البالغة التي يلعبها البنك العربي في الاقتصاد الاردني والاقليمي والعالمي وللتاريخ الذي يمتد لاكثر من نحو 82 عاما على تأسيس البنك منذ العام 1930 .
وكان توقيت الاعلان عن الاستقالة مع نهاية يوم خميس يسبق عطلة طويلة ( عطلة العيد ) قد ساهمت الى حد ما بالتخفيف من حدة الضغوطات على سهم « العربي « اضافة الى ان قيام « الضمان الاجتماعي « بشراء نحو 100 الف سهم من اسهم العربي قد خفف كثيرا من انخفاض سعر السهم والذي رغم كل ذلك هبط بعد نبأ استقالة شومان ليغلق متراجعا بنسبة 3.38 %، ولينهي جلسة التداول عند مستوى 6.68 دينار للسهم . ويتطلع المراقبون الى ما بعد عطلة العيد ومدى الاثر على سهم العربي من ناحية وعلى بورصة عمان بشكل عام خاصة وان العربي يأتي في مقدمة الاسهم القيادية .
من ناحية اخرى شاعت على السطح خلال الساعات الماضية عدة تساؤلات حول احتمال اعادة فكرة نقل مقر ادارة مجموعة البنك العربي من عمان الى بيروت وفقا لمشروع قديم لدى الراحل رفيق الحريري وهو الامر الذي نفته مصادر مقربة عن اسرة الحريري التي تملك الحصة الاكبر ( افرادا وشركات تصل الى نحو 20,7%).
محافظ البنك المركزي :
محافظ البنك المركزي الاردني الدكتور زياد فريز الذي كان قد اكد في بيان صحفي اصدره الخميس بأن الخطوة الحالية لن تؤثر على أوضاع البنك الذي يعتبر من المؤسسات العربية والوطنية الرائدة والتي يقوم البنك المركزي الاردني بمتابعة أوضاعه بشكل دوري ضمن دوره الرقابي، مؤكدا في هذا الصدد على سلامة ومتانة الوضع المالي وسيولة البنك محليا وإقليما ودوليا.
قال ردا على سؤال لـ» الدستور « حول ما يشاع من فكرة نقل مركز ادارة البنك العربي خارج الاردن « بأن الموضوع غير مطروح اصلا ولا علاقة له بتاتا بالتغيرات التي حدثت في البنك العربي « .
المشكلة قضايا ادارية بحتة :
من جانبه أكد مصدر رفيع مطلع - فضل عدم ذكر اسمه - بان المشكلة لا تعدو كونها مجرد قضايا ادارية واختلاف على الصلاحيات مشيرا الى ان آخر جلسة رسمية للهيئة العامة بتاريخ 26/7/2012 والنتائج التي اعلن عنها تؤكد متانة وقوة ونجاح اداء البنك وانه لم تكن هناك اية خلافات على الانجازات والنجاح خلال ذلك الاجتماع وبحضور رئيس مجلس الادارة والمدير العام ( محور الخلاف الاداري ) - بحسب المصدر .
المصدر اشار الى ان اجتماعا سيعقد بعد العيد لمجلس الادارة لتدارس كافة الامور اللازمة خاصة وان معظم اعضاء المجلس خارج المملكة سواء من المساهمين او حتى من المقيمين داخل الاردن ولكن معظمهم في اجازات عطلة العيد خارج البلاد .
وردا على استفسار حول من سيتولى رئاسة مجلس الادارة خلفا للسيد شومان قال المصدر بان السيد صبيح المصري يتولى هذا المنصب في الوقت الحالي ومثل هذا الامر يبحثه المجلس في اجتماعه المقبل .
رئيس جمعية البنوك الاردنية :
من ناحيته اكد الدكتور باسم السالم رئيس جمعية البنوك الاردنية ورئيس مجلس ادارة كابيتال بنك وزير المالية الاسبق قوة ومتانة البنك العربي مؤكدا في اتصال هاتفي معه - خارج الاردن - انه تابع تداعيات ما جرى من استقالة رئيس مجلس ادارة البنك العربي وانه يتفق تماما مع تصريحات محافظ البنك المركزي بأن ما جرى لن يؤثر على أوضاع البنك الذي يعتبر من المؤسسات العربية والوطنية الرائدة التي تمتاز بسلامة ومتانة الوضع المالي وسيولة البنك محليا وإقليما ودوليا.
وحول ما اوردته بعض الصحف الصادرة في الخارج من اتصالات يقوم بها وعدد من القيادات المالية والاقتصادية لتطويق الخلافات تجنبا لاية تأثيرات جانبية قال السالم انه تربطه بجميع الاطراف المعنية في البنك علاقات قوية ومتينة مشيرا انه الآن خارج البلاد .
خبراء ماليون :
خبراء ماليون وخلال حديثهم لـ « الدستور « اكدوا على متانة المركز المالي للبنك العربي وقدرته على الاستمرارية والنهوض خلال الفترة القادمة، مشيرين الى أن البنك يعتبر من المؤسسات العربية والوطنية الرائدة والتي تتمتع بسيولة محليا وإقليميا ودوليا.
واعتبر الخبراء أن ردة الفعل الأولى لنبأ استقالة رئيس مجلس الادارة السابق عبد الحميد شومان تمثلت بضغوطات بيع مكثفة على السهم بسبب تخوفات المستثمرين وقلقهم من أسباب الاستقالة وحقيقة وجود مخالفات قانونية، الا أن توقيت الاستقالة والذي يأتي قبيل عطلة عيد الفطر سيخفف من هذه الضغوطات كون التصريحات تشير الى أن الاستقالة تعتبر تغييرا روتينيا لا يدعو للقلق.
رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي :
رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والخبير المالي الدكتور جواد العناني قال أن البنك العربي مؤسسة عريقة ومتينة وتتمتع بمكانة محلية واقليمية ودولية كبيرة، وبالتالي فان الجهود ستبذل للحفاظ على سمعة البنك ومركزه وللارتقاء به الى الأفضل. ولفت العناني الى أن الجميع يترقب التطورات التي ستحدث خلال الفترة المقبلة سواء على صعيد عمل البنك أو فيما يتعلق بسعر السهم الذي تأثر بشكل كبير فور اعلان نبأ الاستقالة وهذا أمر طبيعي وغير مستغرب.
رئيس جمعية معتمدي سوق رأس المال جواد الخاروف أشار الى البنك العربي مؤسسة عريقة ومتينة ستتمكن من النهوض والاستمرار لأن استقالة شومان جاءت على ما يبدو نتيجة خلافات مع أعضاء مجلس الادارة والادارة التنفيذية. ولفت الخاروف الى أن البيانات المالية للبنك ومركزه اقتصاديا ومحليا ودوليا تؤكد على عدم وجود أمور جوهرية متعلقة بمسيرة عمل البنك ومصالح مودعيه ومساهميه والعاملين فيه.
وقال الخبير المالي باسم بلاسمة : اعتبر التغيير في المؤسسات المالية أمرا ايجابيا ومطلوبا بخاصة وأن التغيير يعطي الفرصة للتطوير والتجديد في الأداء. وتوقع بلاسمة أن يستوعب السوق المالي ردة الفعل الأولية لنبأ الاستقالة بعد عطلة العيد وأن يتماسك سعر السهم مجددا مع الاقبال على الشراء.
ويبلغ رأسمال البنك العربي 534 مليون دينار/سهم، وتستحوذ مؤسسة الضمان الاجتماعي على 15 % من رأسمال البنك، تليها شركة سعودي أوجيه المحدودة بنسبة 9.679 %، ومن ثم شركة أوجيه ميدل ايست هولدنغ وجنسيتها لبنانية بنسبة 7.113 %، ووزارة مالية المملكة العربية السعودية بنسبة 4.494 %.
كما يأتي بنك البحر المتوسط في المرتبة الخامسة وجنسيته لبنانية باستحواذه على 3.928 % من رأسمال البنك، ومؤسسة عبدالحميد شومان في المرتبة السادسة وجنسيتها أردنية بنسبة 2.5 %، ومن ثم شركة الشرق القابضة وجنسيتها كويتية وتستحوذ على 1.978 %، ومن ثم وزارة المالية والاقتصاد والتجارة لحكومة قطر بنسبة 1.649 %، ومحمد عبدالحميد عبدالمجيد عبدالحميد شومان بنسبة 1.529 %. وفي المرتبة العاشرة يأتي صبيح طاهر درويش المصري بنسبة تملك 1.314 %.
و تملك مجموعة البنك العربي أحد أكبر شبكة فروع مصرفية عربية في العالم أجمع، حيث تشمل 600 فرع موزّعة على 30 دولة وتمتد عبر 5 قارات.
وودائع البنك وهو إحدى المؤسسات المالية الرئيسية في الشرق الأوسط وله حضور قوي في أنحاء المنطقة قد زادت أكثر من مليار دولار إلى 31.7 مليار دولار في نهاية العام الماضي 2011.
والبنك العربي هو الأعلى من حيث القيمة السوقية في بورصة عمان حيث تبلغ قيمته السوقية 3.8 مليار دينار وما نسبته 20.8% من اجمالي القيمة السوقية في البورصة.