متلازمة المواطنة والامن


ارتياح شعبي كبير يلمسه المتابع لأحاديث الشارع حول حزمة الإجراءات الأمنية المتخذة في الآونة الأخيرة لملاحقة العناصر التي امتهنت البلطجة وترويع الناس والاعتداء على ممتلكاتهم وسرقة أموالهم بل إن الأمر تعدى حالات السرقة وممارسة الشرور ليصل ببعض المجرمين إلى إزهاق الأرواح البريئة التي تدافع عن نفسها.

فبعض النفوس المريضة استغلت حالة ما يسمى بالربيع العربي أو إن صح التعبير تنازل الأجهزة الأمنية عن جزء من الواجبات المناطة بها للتعامل مع الشارع حتى لا يستغل ضعفاء النفوس أو من يجيدون ركوب الموجة الدخول في تأويلات وتحليلات لهيمنة الأجهزة الأمنية على حقوق المواطن أو التعسف في التعامل مع حرياته التي كفلها له الدستور والتشريعات .

هذا الحالة فتحت الطريق لما يسمى بالخلايا النائمة من الزعران لان تجد الوقت والفرصة المناسبة لممارسة هواياتها في السرقة وترويع الآمنين تحت استثمار ما يسمى بحالة الربيع العربي حتى أن بعض أصحاب السوابق والشيكات التي ليس لها رصيد أو من له قيود جرميه وأخلاقية أصبح ينعت من بعض السياسيين والأقلام السوداء بالناشطين .

لقد بات جليا أن هناك انقلاب أو انفلات في منظومة الأخلاق والقيم والتقاليد عند بعض المواطنين تحت ممارسة حق التعبير وإبداء الرأي الأمر الذي شجع بعض القابعين في الجحور للخروج إلى الشارع وممارسة سياسة التنكيل بأناس همهم الوحيد المحافظة على عوائلهم وتامين الحياة الكريمة لأبنائهم وهذا لا يتأتى إلا في ظل مناخ امن يحمي هذه المقدرات.

فالمال والفتوة وحتى المناصب لا تستطيع مجتمعة توفير منظومة أمنية حقيقة دون تضافر الجهد بين المواطن الصالح ورجل الأمن النزيه في خلق حالة من التكامل تصب في النهاية إلى لفظ وعزل جميع كل من يحاول النيل من مكانة الدولة ومقدرات مواطنيها .