يا عمي قرب العيد بدي منك عيديه

بعد يومين سيغادرنا شهر رمضان المبارك ونستقبل عيد الفطر السعيد , وكالعاده في صباح اليوم الاول اصحو في السادسه صباحا" على رائحة القهوه التي تعدّها امــي وليس احد سواهــــا فالقهوه لا طعم لها في العيد الا من يديها , اشرب من تلك القهوه الرائعـه مع سجارتيـن كعادتـي ثم اتوجه الى المسجد من اجل صلاة العيد...
وبعد العوده من المسجد يتوجه كل الى بيته لتقبيل يدي امه وابيه , ثم نتوجه نحن الاخوه لمعايدة الاقارب ( اخواتي وعماتي وخالتي).....
في كل عيد كنت اقدم عيديه لأخواتي وعماتي وخالاتي ولجميع الاطفال من حولي , وكان هؤلاء الاطفال والأقارب ينتظرون العيد من السنه الى السنه الاخرى من اجل تلك العيديه الزهيده التي لا تسمن ولا تغني من جوع , ولكن في هذا العيد سيكون الأمر مختلف تماما" , فأنا في هذا العام مديون من رأسي حتى أخمص قدمي وبسبب ضيق ذات اليد لن أقوم بمنح قرش واحد لمن انتظر العيد!!!!!
ولكني وبكل صراحه لا أنام الليل بسبب حوار داخلي يدور بيني وبين نفسي :
ــــ نفسي : لماذا لا تريد منح العيديه هذا العام يا جهاد
ــــ جهاد : بسبب ضيق ذات اليد
ــــ نفسي : ولكن انت لست كذلك , فكل يوم تنفق على ملذاتك الكثير الكثير
ــــ جهاد : نعم صحيح ولكن هذه المصروفات بالنسبة لي رفاهيه ولا استطيع الاستغناء عنها
ــــ نفسي : ولكن حكّم ظميرك يا هذا فأخواتك وعماتك وجميع الاطفال من حولك اولى من رفاهيتك , فقد استدانوا لشراء حاجيات العيد أملا" في الحصول على العيديه , الا تخجل من نفسك؟؟ الا تخجل من نظراتهم المليئه بالعتاب؟؟؟
بعد هذا الحوار الطويل مع نفسي ينتابني شعور بالخجل من نفسي.... بالخجل من عيون الاطفال من حولي الذين علقوا آمالهم على هذه العيديه.... الخجل من اخواتي اللاتي علقن أملهنّ على تلك العيديه لسداد ثمن ما تم شراءه من ملابس لأولادهن...... يا للعار!!!!

دولة رئيس الوزراء شعب الأردن أولى من مصاريف الرفاهيه التي تنفق على مكاتب فريقك الوزاري!!!! 
دولة رئيس الوزراء الشعب لم يصل الى الياس بعد فما زال ينتظر ال 100 دينار!!!!

دولة رئيس الوزراء الأفخم أنا لا اتمنى ان ينتابك ذلك الشعور الذي سيطر عليّ عندما جلست بيني وبين نفسي , فدولتكم ستشعر بالخجل امام شعب بأكمله , شعب علق الأماني على عيديه تعود الحصول عليها في كل عيد.................

جهاد مصاروه / الخميس الموافق 16-8-2012
28-رمضان