ليوم القدس العالمي عنوان آخر




نحن في زمن بيع الكرامات العربية ولم نبلغ بعد من الشهامة والرجولة وأقصانا أسير في يد مغتصبيه،لم نفكر إلاّ بأنفسنا فقط ،وكأنّ التنظير أصبح سمة العصر،ونحن نعلنها لنقول بصوت عالي:الأقصى لنا ولا أقصى لهم،فلا حكومات ولاشعوب ولا زعامات حركت ساكناً،وكأنّ الأقصى أصبح للخطابات والأحاديث الجانبية.

ومع إقتراب ذكرى يوم القدس العالمي مازلنا نستذكر أساسيات ذلك اليوم،فلقد وجه الامام الخميني الامة الاسلامية نحو القضية المحورية، فلسطين قلب الامة والقدس قلب فلسطين، لان هذين المعلمين يمثلان قضية التحدي التي في احد بعديها مؤشرات الضعف الذي يعتري المسلمين وفي البعد الاخر مؤشرات الاستكبار وامارات مشروعه للهيمنة على الامة ومقدراتها، وفي البعد الاول فان الواقع الذي حاول الامام الخميني ان يكشفه لامة الاسلام انه لولا الضعف والوهن والانقسام والتبعية والتشرذم في عالم المسلمين وبين صفوفهم لما استطاع حفنة من اليهود المطرودين من عالم الرحمة والمشتتين في الاصقاع والقليلي العدد ان يجتمعوا ويتامروا على الامة ويخططوا للانقضاض عليها من خلال التواجد في قلبها وبناء القاعدة للانطلاق نحو دولها واماراتها وكياناتها مقدمة للسيطرة على الارض والثروات والمقدرات.
ركّز الامام الخميني على القدس المدينة كرمز ومحور وأساس في القضية الفلسطينية وان رمزية القدس ناشئة من جهتين، الاولى القداسة الخاصة لهذه المدينة لدى المسلمين كافة فهي اولى القبلتين والثانية هي المظلومية والشكوى والاسر حيث الادعاء الكاذب من اليهود بوجود هياكل سليمان تحت مسجدها ومحاولاتهم المستمرة لهدم المسجد تبعاً لهذا الادعاء، والامام الخميني لم يكن ليعترف باي حق للكيان الصهيوني" في الوجود، ولا يقر ايضاً باي حق لها في أي ارض او في أي مساحة من الارض الاسلامية، كما انه كان يرى ضرورة طرد اليهود من جميع فلسطين كل فلسطين من الجليل الى غزة ومن نهر الاردن الى البحر المتوسط، ولم يكن الامام ليفرّق بين اراضٍ احتلت عام1948 واخرى احتلت عام 1967. فكلها محتلة، والكيان الصهيوني كله غاصب، ويجب ان تزول بتمامها ومع ذلك كله فقد اعطى الامام اهتماماً ورعاية خاصة لقضية القدس لانها تشكل المدخل الى كل فلسطين وتعبّر عن المظلومية التي تنتاب احد الاماكن المقدسة لدى المسلمين والعرب والمسيحيين والاحرار في العالم، فالقدس مهبط الانبياء ومحل الوحي وموطن الاولياء والصالحين منذ ادم الى نبينا الاعظم محمد صلى الله عليه وسلم، فقداستها متعددة الاوجه ومظلوميتها الكبرى .

من الامور التي لفت الامام الخميني الأمة اليها هي المشاريع التهويدية للقدس، أي المحاولة الصهيونية الخبيثة لتحويل مدينة الانسان والتاريخ والاديان الى مدينة يهودية لا بالمعني الديني وانما بالمعني الصهيوني، وان كان الظاهر او الذريعة ذات بُعد ديني انما الحقيقة هي محاولة تخريب القدس وبالتحديد المسجد الاقصى من اجل اجتثاث هذا المعلم الذي يرمز الى الكثير بالنسبة للموحدين واتباع الديانات في العالم وبالاخص بالنسبة للمسلمين الذين سمّاهم ابراهيم عليه السلام بهذه التسمية وهذا النبي الكريم كانت محطته الأساسية في تلك الارض المباركة، او لأن المسلمين يعتقدون بان الإسلام جاء مصدّقاً ما كان قبله من الرسالات والرسل وبعض هؤلاء أو اكثرهم كانوا في القدس او حلوا فيها او مروا عليها، او لأن المسلمين يعلمون بأن القبلة الأولى التي صلى عليها الاوائل منهم لمدة من الزمن كانت القدس، او لأن المسلمين يؤمنون بان نقطة الانطلاق للنبي محمد عليه الصلاة والسلام في رحلة المعراج كانت من القدس، وكل هذه الابعاد عمل اليهود على تغييرها من خلال محاولة هدم المسجد الاقصى وازالته.فهاهم أبناء القردة والخنازير يريدون ساحات المسجد الأقصى إلى حدائق عامة،وكذلك المحاولات الصهيونية الخبيثة من قبلهم من أجل تدميره،عجباً لأمر هؤلاء الحثالى.

ولكن كان علينا ونحن نحتفل بهذا اليوم بأن نبتهل إلى المولى عز وجل بأن يحفظ القدس ومافيها مقدسات إسلامية وعلى رأسها المسجد الأقصى وقبة الصخرة إنّه سميع مجيب،بارك الله في جهودكم ونتمنّى لكم الرفعة والإزدهار،فالمطلوب توحيد الجهود والبدء بتشكيل جبهة صهيونية عالمية ضد قوى الإستكبار العالمي ودحر كل المخطوطات الصهيونية.
ولعلنا نريد أن نقول في هذا الإطار علينا أن نستذكر يوم القدس العالمي في كلّ يوم وليس في كلّ عام،طالما أن الفكر والهدف احد، فهل أكثر قيمة وكرامة من التضامن كأمة عربية وإسلامية من أجل القدس أولاً.نسأل الله لكم الرفعة والسمو وبوركت جهودكم.