"حسب الله" يتحدى الملل


لم يغمرني ذلك الشعور بالانتصار والنشوة والعزة وأنا أتابع حلقات مسلسل "فرقة ناجي عطا الله" لأنني قد تجاوزت حدود الإشباع من هذا الشعور، وبالتالي فإن إضافة انتصار جديد إلى سجل انتصارات القوى العربية الخارقة والذكية على القوى والأجهزة (الإسرائيلية) الغبية لم يفجر بداخلي شعوراً كهذا بل أيقظ في ذاكرتي وذاكرة الوطن بطولات محلية لأبدأ عمليات مقارنة ذهنية بين مشاهد المسلسل والمشاهد الوطنية من لحظة اختيار الكاتب يوسف معاطي لاسم "ناجي عطا الله"، مروراً بمشاهد حياته في قلب (اسرائيل) وانتهاءاً بتنفيذ مخططه في تشكيل فرقة العبور والاقتحام لأجل الاستيلاء على ما في خزينة "البنك".

"فناجي عطا الله" الذي حصل على الضوء الأخضر في ربيع حياته وجد نفسه في مساحة من الحرية لا حدود لها فأخذ يعيث في الأرض يميناً وشمالاً، تحت وفوق.. ليشكّل فرقة وطنية سباعية الأعضاء، فاستعان بأصدقائه وذاكرته ومحفظته في البحث عن الأعضاء السبعة ممن تنطبق عليهم معايير القفز السريع، وكسر الحواجز، وسرعة الالتفاف والتحول، وخفة اليد وخشونة الضمير، والفهلوة في الدين.

وجاءت التشكيلة على النحو الآتي؛ فالعضو الأول: بطل الغطس في الخبايا واقتناص الفرص وفرض الآراء، وجمع كنوز البحر والأرض، قرش أبيض وفك مفترس، والثاني بطل في القفز عن الحواجز وعلى الأسطح والوثب فوق القانون والحقوق والآداب، والثالث فهلوي المساجد والحلقات والمجالس وهو أعلمهم في الحلال والحرام، ورابعهم فارس العصابات ومبدع فنون قتال الشوارع والحواري وكبير لصوص التجار وسيد نافخي الكير، والخامس بارع في رفع الأوزان الثقيلة بطل في التحميل والتحصيل والشحن والتفريغ، أما السادس فهو مهندس برنامج الفرقة الإلكترونية وأستاذ المشتريات والمبيعات وفض ظروف المناقصات وإقامة الشراكات وعقد الاتفاقيات، أما السابعة فهي الكاتبة والناطقة التي تجيد الاتصال بالعبرية ولغات أخرى لتسهّل على "ناجي" اتصالاته ومفاوضاته واجتماعاته وتنيرها بالوجه الحسن والقوام الفتّان وتغلفها بالدلال والحنان.

جمع "ناجي" فرقته على معيار حُب المال والجاه والنفوذ، فساروا خلفه وامتثلوا لأمره، وكسروا وخلعوا وقطعوا وقفزوا لأجله.. لكن ما النهاية... دعونا ننتظر الحلقة الأخيرة والتي لا أراها بعيدة.

رمضان القادم أتوقع أن نشاهد حصرياً وعلى التلفزيون الأردني برامج ومسلسلات تعتبر من أضخم الأعمال التراجيدية والكوميدية والوثائقية الأردنية في العقدين الماضي والحالي على الإطلاق أهمها "مذكرات قاسم حسب الله"، و "طاقة ناطر فرج الله".