اخبار البلد : اشتكى مواطنون من سوء نوعية المياه التي يقوم بعض أصحاب الصهاريج ببيعها، مستغلين أزمة الصيف والانقطاعات.
وبينوا أن بعض أصحاب الصهاريج يقومون بتعبئة المياه من ينابيع غير صالحة في منطقة وادي السير و"البحاث" و"الفريد" وتزويد المواطنين، مستغلين ارتفاع أسعار المياه وازدياد الطلب. وأكدوا ان لون المياه التي يقومون بشرائها تميل إلى اللون الأخضر وسط مخاوف من حدوث إصابات متعددة للأطفال والرجال والنساء.
وقال بعضهم إنه في ظل أزمة المياه التي اعتبروها خطيرة وتستدعي إيقاظ الجهات المعنية لتباشر حملة مراقبة صارمة وتوفير مياه صالحة لإنقاذ المواطن من أزمة أضحت تهدد الجميع وسط صمت المسؤولين، يقترحون وضع تعليمات وقوانين تتعلق بنظافة الصهاريج لمنع أصحابها من الغش.
مواطنون طالبوا بمنع أصحاب صهاريج المياه من استخدام ينابيع ملوثة مثل مياه وادي السير ومرج الحمام ومناطق اخرى لتعبئة صهاريجهم وبيعها للمواطنين، كونها غير صالحة للشرب.
مصادر في شركة مياهنا قالت ان الصهاريج تعبئ المياه من نبع فريدة وهي غير الصالحة للشرب، وتبيعها للمواطنين على أنها صالحة، لافتة الى مخاطبة الشركة لوزارة الداخلية بهذا الشأن، لمنع الصهاريج من التعبئة.
ولفتت المصادر الى تردد صهاريج الزرقاء، وهي الصهاريج غير المخصصة لنقل مياه الشرب، على موقع النبع مرات عدة في اليوم، دون ان تحمل لوحات أرقام خاصة بها، بغرض عدم التمكن من التعرف عليها، لتباع تاليا الى الصهاريج الخضراء، المخصصة لنقل المياه الصالحة للشرب، التي تتولى بيعها للمواطنين.
وبينت ان الشركة وضعت - في وقت سابق - لافتات تحذيرية على مصدر هذه المياه بأنها الملوثة، وبنت جدراناً على مجرى السيل، إلا أن أصحاب الصهاريج يتجاهلون ذلك، ويمدون أنابيب صهاريجهم للوصول إلى مياه النبع في منطقة وادي السير.
وأكد المسؤول في الشركة طلب عدم نشر اسمه، وجود "مافيات" من بعض أصحاب الصهاريج يعمدون إلى نقل مياه غير صالحة للشرب من ينابيع معروفة في المنطقة، ومن ثم نقلها إلى أماكن بعيدة عن أعين الناس، ليتم تفريغها من جديد في صهاريج المياه الصالحة للشرب، والمطلية باللون الأخضر.
إلى ذلك، كشف وزير المياه والري محمد النجار عن رصد الوزارة 140 حالة بيع مياه غير صالحة للشرب في عمان (ينابيع وادي السير والبحاث)، وغيرها من المناطق بواسطة صهاريج المياه الخاصة، داعيا المواطنين الى طلب وصل بيع من سائق الصهريج الذي يبين فيه مصدر الماء وترخيص وزارة المياه لمصدر الماء وان كان يجهل مصدرها.
وقال مصدر في وزارة الصحة إن "الوزارة ماضية في فرض السيطرة والرقابة المشددة على الينابيع في المنطقة المذكورة"، لافتا إلى أن "الصحة" تتلقى شكاوى بهذا الخصوص منهم، وبناء عليه فإنها تراقب ينابيع وادي السير بشكل فعال، وتصدر مخالفات بحق "ضعاف النفوس من المخالفين"، وتتعامل معهم وفقا لأنظمة وقوانين الصحة العامة.
وفي السياق، ذاته أكد مدير صحة البيئة في الوزارة صلاح الحياري أن "الصحة" بادرت إلى ضبط العديد من الأشخاص المخالفين، وجرى الحجز على مركباتهم والتحفظ عليها، فضلا عن تحويلهم إلى القضاء.
وأوضح الحياري أن "الوزارة عمدت إلى إنشاء ضابطة عدلية، بالتعاون مع وزارة الداخلية والأمن العام، بالإضافة إلى الجهات ذات الاختصاص، للسيطرة على أماكن المياه غير الصالحة للشرب في المنطقة، وذلك في محاولة لمنع استغفال المواطنين، وتجنبا لأي تجاوز".
وقال: "إن قيام أصحاب الصهاريج بالتحايل على القانون، وبيع المواطنين مياها غير صالحة للشرب مسألة في غاية الخطورة، ومن شأنها أن تهدد أرواح المواطنين، وتسبب لهم أمراضا هم بغنى عنها".
وأضاف: "لن نتهاون في هذه المسألة، وسنستعين بالشرطة البيئة لإلقاء القبض على المخالفين".
وتؤكد الوزارة أنها تخضع جميع الينابيع في المملكة للرقابة والإشراف من قبلها، والتي يدخل من ضمنها نبعة "فريدة" الموجودة في منطقة وادي السير.
وتقوم "الصحة" بفرض الرقابة على الينابيع، استنادا إلى المادة 38 من قانون الصحة العامة، الذي ينص على مراقبة كيفية معالجة مياه الشرب، ونقلها، وتوزيعها، وتخزينها، لضمان توافر الشروط الصحية بما في ذلك نوعية المياه المستعملة في عمليات معالجة مياه الشرب، ونقلها وتخزينها وتوزيعها وتعبئتها.
وتؤكد الوزارة أنها تقوم بالكشف على ينابيع المياه غير الصالحة، للتأكد من عدم قيام أصحاب الصهاريج بالتعبئة من مياهها، فضلا عن القيام بجولات تفتيشية على الصهاريج الخضراء أثناء نقلها للمياه وبيعها للمواطنين، عبر إيقاف الصهاريج والتأكد من الرخص اللازمة كرخصة الحرف والصناعات، وإبراز الإشعار المائي الذي يتضمن معلومات حول مصدر المياه، وساعة التعبئة، والتاريخ، وفائض الكلورين في المياه المعبأة بالصهريج، واسم صاحبه، بالإضافة عن الكشف على الصهريج ذاته، للتأكد من توفر الاشتراطات الأخرى فيه لغايات الشرب.
يشار إلى أن وزارة الصحة كشفت العام الماضي عم مخالفة 2945 صهريجا بمياه غير صالحة وأصدرت 89 مخالفة، وحجزت صهاريج لمدة أسبوع.