ليس اسوأ من النظام السوري، الا بعض فصائل معارضته، فالنظام السوري يقتل ويقصف، وبعض اجنحة المعارضة السورية ايضا، تكذب وتتآمر، وتبيح كل الوسائل من اجل الوصول الى السلطة في سورية، وهكذا فإن «شهاب الدين» اسوأ من اخيه.
في اعلام بعض اجنحة المعارضة السورية اكاذيب كثيرة يتم بثها، في سياق الحرب الاعلامية ضد النظام السوري، ولاننا لا نجيد الا الاصطفاف مع طرف، دون توازن، يقف بعضنا مع النظام السوري بكل جرائمه ورواياته، ويقف بعضنا مع المعارضة السورية بكل افعالها ورواياتها.
بشأن الاردن لا تجيد هذه الاجنحة وهنا لا نعمم على كل المعارضة، الا أمرين، الاول لوم الاردن على سياسته التي يعتبرها حيادية الى درجة ما، وان الاردن بقي بمنأى عن التورط المباشر وهذه الاجنحة المعارضة تريد ان يزج الاردن بنفسه في هذه المحرقة، حتى تقترب نهاية النظام.
الامر الثاني الذي تجيده، هو الكذب، وهو مرتبط بالامر الاول، ولهذه الغاية، يتم بث اخبار كاذبة دائما حول الاردن، في سياق السعي لخلق اشتباك اردني سوري، وبالاحرى جر الاردن الى حرب مع سورية، لاستثارة عواصم دولية في المحصلة.
هذه الحرب يراد لها ان تكون توطئة لتدخل عالمي لحماية الاردن في وجه نظام بشار، خصوصا، ان موقع الاردن الجغرافي والامني، وحساسيات الجوار، ستثير هذا التدخل العالمي لمصلحة الاردن اذا اشتبك بحرب مع السوريين.
من اجل هذا تُسرّب بعض المعارضة السورية كل يوم، اخبار اشتباك الجيش السوري مع الجيش الاردني، وان الجيش السوري يطلق النار على الاردنيين، ويريد قتل افراد الجيش الاردني، وبرغم النفي الرسمي الاردني، الا ان بعض اجنحة المعارضة تواصل الكذب.
اساساً وبشكل بسيط الجيش السوري يطلق النار على اللاجئين المتوجهين الى الاردن، ولان قبلتهم هي الاردن، فمن الطبيعي ان يبدو اطلاق الرصاص باتجاه الجهة التي يهربون اليها، اي الاردن، والمستهدف هو اللاجئين وليس الاردن، مع ادانتنا بطبيعة الحال لاي اذى يلحق باللاجئين، او بأي فرد نبيل من الجيش تلحقه اصابة.
فرق كبير اذن بين اطلاق النار على الجيش الاردني، وبين اطلاق النار على الفارين بدينهم وعرضهم، باتجاه الاردن، حيث سيكون مصب الرصاص، وكثيرون يعترفون ان اطلاق النار السورية يتوقف عند الدخول النهائي للفارين، للحدود الاردنية.
تكررت قصة الاكاذيب في قصة هروب رئيس الحكومة السورية، فالرجل وصل عمان منذ فجر الاحد، والاردن اعلن متأخراً، والمعارضة التي تريد المبالغة اعلنت انها تعرف ذلك لكنها اعلنت انه وصل وهو لم يصل من باب التمويه!!.
من حق بعض اجنحة المعارضة ان تشن حربا اعلامية على النظام السوري، غير ان عليها ان تنتبه الى ان شن الحرب النفسية والاعلامية على اساس اكاذيب، امر ينكشف بسرعة، وهذا يدعو الاعلام العربي والاجنبي الى التدقيق الشديد في كل روايات المعارضة بعد يومنا هذا.
المشترك بين نظام الاسد، وبعض خصومه، ان كليهما يكذبان، وكليهما يقتتلان، وكليهما ايضا يخدمان هدفا وحيدا، هو تحطيم الشعب السوري، وتدمير سورية، وانجاز المهمة الاكبر لاسرائيل، دون ان تدفع اسرائيل نقطة دم واحدة.
الهدف: انهاء سورية البلد والشعب، قبل اي شيء آخر، وهذا انجاز تريده اسرائيل ومن مصلحتها استمرار هذه المذابح والحرب الاهلية، دون تدخل الناتو ولا حظر الطيران، ولا غيره، حتى تكتمل تصفية الدم في سورية، وبحيث ينهي السوريون أنفسهم بأنفسهم.
يقال لبعض المعارضة السورية ان عليها ان لا تكذب وان تتعلم من بعضها الاخر الذي يتحرى الصدقية قبل الشعبية.