أمة بلا اعلام مدرسي لا مستقبل لإعلامها

إن الاعلام قديم قدم الانسان، وجد بوجوده، ولازمه على امتداد العصور التاريخية المختلفة، غير ان الاعلام تطور عبر التاريخ في الكم والوسائل والاهداف، مع التطور الحضاري للمجتمعات، واسهم الإعلام في تفعيل النشاط الفكري، والتوعية السياسية، توثيق العلاقات، وجعل من العالم قرية صغيرة رغم المسافات، وصهر الثقافات المحلية المتناثرة والمنطوية في بوتقة واحدة، وجمع قواها وشكل منها حضارة نقل موروثها الانساني من جيل الى جيل. 

ففي العصور القديمة استخدم الانسان النار والدخان لنقل رسالة، أو الإعلان عن حدث ما، كما استخدم بعد ذلك وسيلة قرع الطبول والنفخ في الأبواق، في حين استخدمت الديانات المختلفة الوسائل المتاحة لها بغرض الدعوة إلى ممارسة الشعائر الدينية كالأذان عند المسلمين، وقرع الأجراس في الكنائس، أما وسائل الإعلام في العصر الحديث فقد بدأ ظهورها في منتصف القرن الخامس عشر عقب ظهور الطباعة وانتشار الكتب والصحف، وصولا الى عصر الراديو والينما والتلفزيون. 

ولقد شهد عالمنا في الربع الاخير من القرن العشرين، ولا يزال ، تطورات تقنية هائلة في مجال الإعلام، تمثلت في إلغاء الحواجز الزمنية والمكانية من خلال تقنية البث الفضائي عبر الاقمار الاصطناعية، بحي لم يعد الاعلام يستهدف فردا او جماعة فحسب، بل أصبح موجها إلى امم و شعوب بأكملها. 

لذلك أصبحت وسائل الإعلام المختلفة تقوم بدور تربوي مواز لما تقوم به المؤسسات التربوية في المجتمع، ذلك أنها تبث رسائلها الإعلامية عبر برامجها المختلفة التي تدخل بيوتنا دون استئذان، وتؤثر في عمليات التنشئة الاجتماعية ، والتثقيف ، والتوجيه من خلال بث القيم ، وإكساب انماط السلوك ، والعادات وتكوين الرأي العام لدى الفئات المستهدفة من أفراد المجتمع. 

غير ان فارق الامكانات البشرية والتقنية والمالية الذي يميل لصالح الدول المتقدمة جعل عملية التدفق الاعلامي تسير في اتجاه واحد لتحقيق سيطرة اعلانية للدول المتقدمة بحيث تحولت وسائل الإعلام في الدول النامية لمجرد حلقة وسطى تعيد بث الرسائل الإعلامية للدول المتقدمة .
وفي الدول النامية غالبا ما تحتل البرامج الاجنبية مساحة واسعة من الرسالة الغعلامية لوسائل الإعلام ، نتيجة لضعف إمكاناتها المالية، وتدني مستوى الخبرة الفنية ن وتدني مستوى الخبرة الفنية في مجال الانتاج الإعلامي ، مما يعرض الثقافات الوطنية لتلك الدول لخطر الغزو الثقافي ويهدد المنظومة القيمية لدى شعوبها. 

ومن الدراسات الهامة التي أظهرت مدى اعتماد الدول النامية على البرامج التفزيونية المستوردة من الغرب، دراسة أجريت في جامعة تامبر الفلندية في عام 1974 م ، وقد أظهرت هذه الدراسة ان الولايات المتحدة الامريكية وحدها تصدر إلى العالم ما بين (1000000-2000000) ساعة من البرامج التلفزيونية كل عام، كما اظهرت النتائج ان نسبة البرامج التلفزيونية التي تستوردها بلدان الشرق الاوسط تصل إلى (50%) من البرامج المعروضة، ومن الدول التي شملتها الدراسة إمارة أبو ظبي (72% ) والكويت(56%) ولبنان(40%) ومصر(41%). 

ومن المتوقع ان هذه النسب قد انخفضت لبروز المحطات المختلفة لكثير من الدول العربية وانتشار الفضائيات بشكل كبير .
ويعتبر مصطلح الاعلام التربوي الذي ظهر في أواخر السبعينات عندما استخدمته المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم(اليونسكو) للدلالة على التطور الذي طرأ على نظم المعلومات التربوية، وأساليب توثيقها، وتصنيفها، والإفادة منها ، وذلك أثناء انعقاد الدورة السادسة والثلاثين للمؤتمر الدولي للتربية. 

وبالرغم من ان الاعلام التربوي يمارس من خلال الانشطة الاعلامية القائمة في المدارس ، ويشكل جزءا من الانشطة الطلابية داخل اسوار المدارس، إلا ان هذه الانشطة تمارس دون تخطيط مسبق لها من قبل القائمين على هذه الانشطة ، او معرفة للهدف الذي تقوم هذه النشاطات من اجله، ولعل ما يبرر ذلك هو عدم وجود مشرفيين متخصصين في مجال الاعلام التربوي في المدارس ، لذلك فإن الاعلام التربوي داخل المدارس هو عبارة عن مجرد نشاط يقوم به الطلاب ويكافئون عليه من قبل المعلمين. 

ومن اهم الوسائل الاعلامية التي تستخدمها الأطر الطلابية في ممارسة انشطتها داخل المدارس هي:
الاذاعة المدرسية : والتي تعتبر من الوسائل الهامة جدا والرئيسية في المدارس، لانها تعتبر وسيلة يومية تقوم بها جميع المدارس ، وتلعب دورا كبيرا اذا ما تم التخطيط لها من حيث المشاركة الفاعلة من قبل جميع الطلبة ونوعية المواضيع المطروحة اذا احسن اختيارها وتفعيلها ، حيث تعتبر منبرا طلابيا مهما لتنمية الطلبة في مختلف المجالات
الاحتفال Celebration، حيث تقدم الاطر الطلابية في المدارس احتفالات عدة على مدار العام الدراسي ، وتحيي من خلال مناسبات ذات صبغة وطنية على الأغلب ومنها: الاحتفال بعيد ميلاد جلالة الملك عبد الله بن الحسين المعظم ، والاحتفال بذكرى معركة الكرامة والاحتفال بعيد استقلال المملكة الاردنية الهاشمية .هذا بالاضافة لبعض الاحتفالات ذات الطابع الاجتماعي كالاحتفال باستقبال الطلبة الجدد مع بداية العام الدراسي، واحتفال تكريم الطلبة ، ويوم المرور العالمي والاحتفالات ذات الطابع الديني كالاحتفال بذكرى الاسراء والمعراج والمولد النبوي. 

ويغلب على هذه الاحتفالات الططابع الخطابي ن إضافة للعروض الفنية التي تمثل الاهازيج والاغاني الوطنية ، والغاني التراثية ن والرقص الشعبي (الدبكة) والعروض المسرحية الهادفة. 

الندوة(Forum ): ويقصد بالندوة اجتماع مجموعة من الخبراء والمتخصصين للإسهام في طرح موضوعات اجتماعية وثقافية او توجيهييه او اخلاقية وفي نهاية الندوة يتاح فيها فرصة للمناقشة من خلال طرح الأسئلة وإبداء الرأي حول الموضوع ، التي تزود الطلاب بالعديد من المعلومات حول موضوع ما ، وتنمية مهارات الحوار والمناقشة ، وإبداء الرأي وغصدار الأحكام تجاه الموضوع او المشكلة
المجلة Magazine : وهي هبارة عن مطبوعات تصدر على فترات زمنية ، وليس بالضرورة أن تكون دورية او أن يحمل كل عدد منها رقماً تتابعيا ، وعادة ما تكون مؤرخة ،وقد تكون المجلة عامة أو متخصصة ، وتتعدد انواعها وتختلف من تاحية هف صدروها ، والجمهور الذي تستهدفه ، غير انها تعتبر من الوسائل الاعلامية الهامة،وعادة ما تكون من انتاج الطلبة ، ويغلب عليها الطابع التربوي ، كالمجلات العلمية والثقافية ، والمجالات الاحتفالية التي تصدر بالاحتفالات الوطتية أو المناسبات الاجتماعية كتخريج الطلبة . 

الملصق Poster: عبارة عن تصميمات ولوحات اعلانية تحمل بيانات او شعارات مكتوبة او مرسومة ن وتعلق على الجدران ن وفي الاماكن العامة ، وعلى الحوائط، وتعد من وسائل الاعلام المقروءة ، لانها تعطي القارىء المعلومة وتوجيها سلوكيا جديدا ، وتمتاز حروف متنها بالضخامة لكي يمكن راءتها، ومعرفة مضمونها من مسافة بعيدة ومن امثلتها البوسترات الخاصة بالمناسبات الوطنية وبعض قضايا التوعية البيئية والمرورية والصحية وغيرها.