اخبار البلد
منذ ظهور وثائق ويكيليكس وكشف أمريكا على حقيقتها أمام الجميع بما فيهم عملائها الذين اثبتت الوثائق اياها أنهم منزرعون في معظم المواقع الرسمية والشعبية في الوطن العربية, وأصبح المواطن العادي مستسلماً للأمريكان غير واثق بالقيادات سواء كانت هذه القيادات في مواقع السلطة أو المعارضة.
لذا كان لابد للأمريكان القيام بخطوة جنونية تمكنهم من الانتظار على الانظمة العربية من خلال ما اسموه بالربيع العربي.
فانكشفت المؤامرة الأمريكية الإسرائيلية في موضوع الربيع العربي بجلاء مبتدأة في لبنان حسب ما ورد في وثائق ويكيليكس آنذاك حيث اثبتت أن الأمريكان والصهاينه يعملون على محورين.
المحور الأول: هو المحور الإيراني.
المحور الثاني: هو المحور الإسرائيلي.
فالمحور الإيراني كان من نتائجه سقوط العراق ولبنان وسوريا بيد إيران عن طريق احياء الدور الشيعي.
أما المحور الإسرائيلي فكان من نتائجة الربيع العربي سقوط الخليج ومصر وتونس وليبيا بيد إسرائيل تحت وهم الخطر الإيراني والتوميه بإنقاذ الدور السني.
مع الإشارة الى ان كلا المحورين يلعب بورقة الفلسطينيين والإسلاميين.
أما المحور الإيراني: فقد عمل الأمريكان وحلفاؤهم اليهود بعد سقوط بغداد على الاتفاق مع إيران الدولة الشيعية لاعطائها نصيبها من الأرض العراقية وذلك بايصال القيادات الشيعية الموالية لايران للسلطة في العراق ومكنوا وضعهم بوجود المالكي ومقتدى الصدر وعملوا على تقسيم فعلي للعراق بعد أن فصلوا الأكراد عن السنة حين شكلوا لهم حكومة اقليم كردستان والتي يسرح الاسرائيلييون ويمرحون بها من خلال التحرك الإسرائيلي الاقتصادي والسياسي.
وبعدها انتقل الإيرانييون إلى سوريا ولبنان ليعملوا على تقوية حزب الله التابع لايران وجعله مقدمة لتقسيم لبنان إلى دول طائفية ثلاث هي مسيحيين وسنة وشيعه مما ألجأ المسيحيين والسنيين الى دول للخليج تاره ولإسرائيل تاره, وتركوا حزب الله يسيطر على بيروت وجنوب لبنان بحجة الوقوف في وجه اسرائيل وبدعم تسليحي إيراني من خلال سوريا التي بقيت جبهتها مع اسرائيل في ببرود مستمر لعدة سنوات.
وبقيت على الساحة دول الخليج التي كغيرها من العرب ترتبط ارتباطاً مصيرياً بالأمريكان الذين يوهموا دول الخليج بالخطر الإيراني تاره وبالخطر الإسرائيلي تارة أخرى ومن بعضهم تارة ثالثة بأساليب مختلفة ويبدو أن الدور القيادي في هذه الأيام أسند لقطر التي ترتبط بإسرائيل ارتباط وثيق منذ اتفاقيات السلام مع اليهود حسب المباركة الأمريكية وأعطتها الدور الفاعل في سقوط نظام القذافي والمشاركة في سقوط نظام مبارك بعد قيام الربيع العربي وتستفيد في هذه الأيام بالدور الذي تلعبه في اسقاط النظام السوري مشيراً إلى احتضانها لقيادات الإسلاميين خاصة حماس التي وصل حلفاؤها للحكم في مصر وتونس.
أما المحور الإسرائيلي والذي لا يزال يقف متفرجاً معتمداً على التخطيط الأمريكي في هذه المرحلة والذي يعتمد كلياً على ما تبقى من قيادات الأنظمة العربية الرسمية بلا استثناء بانتظار ما يجنوه الامريكان واليهود من ثمار اسوة بماجناه الإيرانيين في العراق وفي لبنان وهذه الثمار في مقدمتها تصفية القضية الفلسطينية على الطريقة الصهيونية خاصة بعد أن يختفي الخطر الوحيد الذي يهددها وهو سوريا بعد كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة بالإضافة وصول الإسلاميين للحكم في مصروتونس في هذه الايام.
أما تصفية القضية الفلسطينية على الطريقة الإسرائيلية يبدو أنها ستكون على حساب الفلسطينيين أولا (ارضاً وحقوق مشروعة) وعلى حساب الأردنيين ثانياً (وطناً بديلاً وربما حرباً أهلية بتخطيط صهيوني أمريكي) وعلى حساب السوريين ثالثاً (دويلات كردية وعلوية و درزية وسنية)
وخلاصة القول بعد ذلك يكون الامريكان والصهاينه قد حققوا بدقة وبأيدي عربية خارطة الشرق الأوسط الجديد ويكون الربيع العربي هو الضربة القاضية للأمة التي توالت عليها الضربات منذ أيام هولاكو مروراً بالحكم التركي وسايكس بيكو وانتهاء بما اسموه بالربيع العربي لنذكر قول الشاعر.
أَكادُ أُؤمِنُ، مِن شَكٍّ ومن عَجَبِ َذيِ الملايينُ لَيْسَتْ أُمَّةَ العَرَبِ
هَذيِ الملايينُ لم يَدرِ الزمانُ بها ولا بِذي قارَ شَدَّت رايةَ الغَلَبِ
ولا تَنزَّلَ وَحْيٌ في مَرابِعِها ولا تَبُوكٌ رَوَتْ منها غَليلَ نَبي
أَأُمَّتي، يا شُموخَ الرأسِ مُصلَعَةً مَن غَلَّ رأسَكِ في الأَقدامِ والرُّكَبِ
حمى الله الأردن والأردنيين وان غداً لناظره قريب.