هل من ايد خفية وراء المشاجرات والبلطجة ؟

لا شك ان هناك من يحاول تغذية المشاجرات التي تنشب هنا وهناك في مفردات هذا الوطن لغايات اشاعة الفوضى وحرمان الاردنيين من نعمة الامن والامان.

ان تشهد الايام الماضية مع دخول البلاد استحقاق الانتخابات النيابية متوالية من التوتير الاجتماعي ليس صدفة. فالخشية ان اصحاب تلك الاجندات التي حاولت جر البلاد الى النفق المظلم لجأت الى اصحاب السوابق لافتعال المشاجرات ودب الرعب بين الناس حتى يكون امنهم واستقرارهم مدار جدل بعد ان كان ولا زال مسلمة من المسلمات.

ما يثير قلق وجود اصابع خفية في هذه المشاجرات انها غالبا ما تنشب في اماكن مكتظة خاصة الاسواق الشعبية، فما جرى في بعض المشاجرات الاخيرة ان متسببين كانوا يقصدون ارهاب الناس ومطاردتهم بغية اخافتهم ودب الرعب في قلوبهم وهذا ما حدث في احدى اسواق عمان الشرقية قبل ايام لنشوب مشاجرات فيه على مدى ثلاثة ايام.

ما يعزز فرضية توجيه اصحاب السوابق لاثارة الرعب في نفوس الاردنيين سابقة احد قادة الحراك الشعبي الذين كانوا يدفعون المال لمتعطلين وايضا اصحاب سوابق للخروج في الاعتصامات والمسيرات التي كان هدفها المساس بهيبة الدولة بالتطاول على رمز الاردنيين والاساءة الى الاجهزة الامنية ومؤسسات الدولة قاطبة للوصول الى تلك الفوضى الخلاقة.

والواضح ان اصحاب تلك الاجندة الذين فشلوا في ترجمة مخططاتهم الى واقع طوال 18 شهراً الماضية لجأوا الى اساليب اخرى وقد يكون استئجار اصحاب سوابق او كما كانوا يسمونهم « بلطجية» واحدا منها.

ما نشاهده من مشاجرات تتقصد الحاق الضرر بالممتلكات العامة والخاصة يؤكد ان هناك منهجية، كما ان ارتفاع اقبال اصحاب سوابق على شراء الاسلحة النارية فيه ما يثير السؤال عن سر الاموال التي يدفعونها من اجل ذلك.

ندرك تماما قدرة الاجهزة الامنية وكفاءتها على مكافحة مثل هذه الحالات الطارئة على المجتمع الاردني المعروف بتماسكه وثباته على الحق، كما ندرك حرص هذه الاجهزة على استمرار سياسة الامن الناعم في التعامل مع الكثير من المنغصات الامنية واحباط محاولة جر مؤسسات صنع الامن والاستقرار الى استخدام القوة الخشنة وهو ما يبحث عنه هؤلاء لتنفيذ اجندة اولياء نعمتهم في الخارج. ولكن المطلوب التعامل مع هذا الطارئ بذات الكفاءة التي تم خلالها حماية الحراك النقي ومحاصرة الحراك الفاسد الذي غدت اهدافه معروفة للجميع.

من حقنا ان نقلق على وحدة صفنا لان ما نشاهده هجوم مباشر على هذه النعمة التي طالما احبطت كل ما احيك ويحاك ويخطط ضد الاردن وهويته.