سيادة الأردن و الأجهزة الأمنية

منذ نشأت الدولة الأردنية في بداية القرن العشرين، كجسر لإنطلاق النهضة العربية ومحطة لتوحيد المشرق العربي، والأجهزة الأمنية تلعب دورا رئيساً في الحفاظ على الوطن و المواطن وأمنه وسلامته. 

وإذا كان «الفيلق العربي» أو «الجيش العربي» قد تكفل في بداية تأسيس الإمارة بمهمة حماية الأمن الوطني ، فان إفراد جهاز خاص للأمن الوطني قد انشئ في نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات من القرن العشرين، هذا الجهاز- المخابرات العامة- والذي يعتبر من اكفأ الأجهزة الأمنية ، ليس على مستوى الشرق الأوسط والمحيط العربي، و إنما على المستوى العالمي إلى حد ما.

ولم تمارس المخابرات الأردنية وباقي الأجهزة الأمنية دور» زوار الفجر» أو إحتراف القمع وإمتهان الكرامة الإنسانية أسوة بغيرها من الأجهزة الأمنية القريبة والبعيدة، والتي نسمع عنها ونشاهد أفعالها على مدار الساعة، وإنما كان هدفها توفير الأمن والطمأنينة للمواطن الأردني، وحماية الأردن، الوطن والقيادة، من المؤامرات التي غالبا ما تحاك في ليل مظلم حالك السواد، هدفها الإسراع في نهاية هذا العرى القومي الصادق مع أهله وأمته.
ويعزو العديد من المراقبين والباحثين إلى أن سر نجاح المخابرات العامة الأردنية في لعب دور رئيسي، كرديف للجيش العربي وباقي الأجهزة الأمنية في حماية الأردن، والوصول إلى أهدافها بأقصر الطرق و أيسرها واقلها كلفة، هو إدراك منتسبيها لدورهم الوطني، بالإضافة لمهنيتها وشفافيتها في التعامل مع الأهداف، ووضوح رؤيتها وبعد نظرتها للأحداث الداخلية والعربية والدولية، بالإضافة إلى تمتعها، إدارة وضباطا وأفرادا، بعنصر الإرادة والكفاءة، والإيمان بالأردن كوطن يقود التغيير بإتجاه الوحدة العربية المنشودة، كل ذلك يعتبر من العوامل الرئيسة التي قادت إلى نجاحاتها .

و أي باحث عن الحقيقة يجد بان الأجهزة الأمنية، وعلى رأسها دائرة المخابرات العامة، قد لعبت دورا كبيرا ومميزا في الكشف عن الكثير والعديد من الشرور التي كانت تهدف إلى إيذاء الأردن وترويع شعبه و جعله يسير إلى حتفه وإلى غد مجهول، إلا أن هذه الدائرة ، وفي كل المرات وبزمن قياسي، استطاعت أن تحبط العديد من هذه المحاولات، المدانة قيمياً وأخلاقيا وإنسانيا

و دينيا، وان تمتشق عنصر المبادرة والمباداة، لتجهز على معاني الشر جذورا وفروعا، وما المهمات الأمنية في السنوات الأخيرة إلا مثالا على الإحتراف والمصداقية التي تتمتع بهما هذه الدائرة.

وإذا كانت عناصر الشر قد اختارت في 9/11/2005 أهداف رخوة لنشر حقدها على المعاني الإنسانية في فنادق عمان، والبعيدة كل البعد عن القيم العربية والإسلامية، فإن عزيمة الدائرة ومنتسبيها، استطاعت أن توقع بالشر وأهله في عقر داره، وفي اكثر من مناسبة، من اجل أن يبقى الأردن الوطن الأجمل والأقدر عن أن يكون الموئل والملاذ الآمن لكل أحرار العرب. حمى الله الأردن وسيادته وقيادته وجيشه العربي وأجهزته الأمنية وابعد عنه كل الشرور.