الاردن: اتهامات للاخوان المسلمين بالسعي لمنافسة نظام الحكم الملكي والصحافة تفضل ان تشكل عمان نقطة عبور فقط لرياض حجاب

عمان ـ 'القدس العربي': حسم العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني مظاهر الجدل في بلاده حول احتمالات تغيير قانون الانتخاب عندما اعلن بانه لا يمكن تفصيل قانون على مقاس الاخوان المسلمين التنظيم الاكثر اهمية في الشارع في الوقت الذي توقف فيه الاسلاميون عن تحريك الشارع للجمعة الثالثة على التوالي الخميس دون اي جديد بخصوص موقفهم رغم الدعوة الملكية العلنية التي وجهت لهم بالمشاركة في الانتخابات.

عمليا نصح الملك الاخوان المسلمين بان يحاولوا التغيير من داخل مؤسسة البرلمان وليس من خلال الشارع، متوقعا ان البرلمان المقبل سيعمل على تغيير قانون الانتخاب وتشكيل المزاج السياسي وتحديد مسار البلاد.

مقاصد الملك هنا واضحة وهي الاشارة لان البرلمان المقبل سيشهد ولادة الية جديدة في تشكيل حكومات اغلبية وهو مشهد عبرالملك عن امله في ان يشارك الاسلاميون به وسط مؤشرات على عدم حصول اي تغيير في موقف التيار الاسلامي وبروز مؤشرات على ان الدولة الاردنية ماضية قدما في انتخابات حتى في ظل مقاطعة التيار الاسلامي.
وتتبع حكومة الرئيس فايز الطراونة استراتيجية عدائية تجاه التساهل مع مسألة مشاركة الاسلامين واظهار وجود استعداد للمجازفة بعدم مشاركتهم في الانتخابات فيما رد الشيخ همام سعيد المراقب العام للجماعة وفقلا لما ابرزته صحيفة 'الدستور' على هذا الخيار باعلان مقاطعة جميع مراحل العملية الانتخابية بما فيها مرحلة التسجيل.

ورغم وصول الطرفين الى هذا الموقع المتأزم يراهن البعض على تحريك المياه الراكدة عبر حوارات تجري هنا وهناك مع الاسلاميين عبر شخصيات من بينها الوزير السابق محمد داوودية ورئيس مجلس النواب الاسبق فيصل الفايز اضافة لنخبة من اركان البرلمان من بينهم ايمن المجالي ومازن القاضي ومرزوق الدعجة.

ولم يعرف بعد ما اذا كانت هذه الشخصيات مفوضة بتقديم تنازلات للاسلاميين تحت عنوان تعديل القانون لكن كل المؤشرات تشير الى ان مؤسسة القصر الملكي حسمت امرها باجراء الانتخابات قبل نهاية عام 2012 وبقانون الصوت الواحد فقط فيما فرصة حصول تغير بالمواقف بعد الاتصالات الوسيطة قد تكون قائمة عمليا.

واستنتج رئيس تحرير صحيفة 'العرب اليوم' الكاتب الصحافي نبيل غيشان بان تلميحات القصر الملكي تجزم بان مشاركة الاخوان من عدمها لها علاقة بالوضع الداخلي للجماعة، بل ذهب جلالة الملك في التحدي بتأكيده التحليلات المتداولة ان 'الاخوان لا يريدون المشاركة في الانتخابات خوفا من النتائج ، بمعنى انهم لن يحققوا نتائج طيبة'.

وعبر الغيشان عن قناعته بأن كلام الملك لن يعيد جماعة الاخوان المسلمين الى صناديق الاقتراع، لاسباب كثيرة كتبنا فيها وعلى رأسها: ان الجماعة قطعت علاقتها الاستراتيجية بالنظام الملكي واصبحت منافسة له في الحكم وهذا واضح من ربطها المشاركة في الانتخابات باجراء تعديلات دستورية تحُد من صلاحيات الملك، وهي قضية مختلفة تماما لا يجوز ربطها بالانتخابات.

وقال الكاتب: لا يمكن لاي نظام سياسي - يحترم نفسه - ان يفصل قانون الانتخاب او اي تشريع اخر على مقاس قُوى سياسية معينة، (موالية / معارضة)، وجعلها تغتنم الفرصة للسيطرة على الجمهور، وكذلك لا يجوز لحزب او اكثر ان يصِر على احتكار حق التمثيل السياسي وفرض شروطه على الدولة او على الاردنيين، وهذا ما قاله الملك: اريد قانون انتخاب عادل لا مصصما على مقاسكم.

وكانت مقابلة مفصلة وطويلة نشرتها 'الرأي' وسجلها الملك الاردني مع 'بي بي سي' قد حظيت بتغطية واسعة النطاق من الصحافة المحلية التي انشغلت بمتابعة تطورات الاحداث على الواجهة السورية خصوصا بعد هرب ولجوء رياض حجاب رئيس الوزراء السوري الاسبق الى الاردن.

وتحدث الكاتب الصحافي في 'الغد' فهد الخيطان عن صعوبة توقع ان يبقى حجاب مقيما بصفة دائمة في عمان مستذكرا تجربة مع المعارضة العراقية في هذا الخصوص مرجحا حصول اتفاق مع الرجل على ان لا يبقى في عمان مطولا قبل حضوره الى العاصمة عمان.

وقال الكاتب بأن الايام القليلة المقبلة ستكشف ما اذا كانت عمان نقطة عبور بالنسبة لحجاب الى مكان اخر ام مقر اقامة وعندها سنعرف ما اذا كان قد تغير الموقف الاردني من الملف السوري.

وحاولت الصحافة المحلية الاردنية متابعة مستجدات لجوء حجاب الى عمان لكن الرجل اختفى تماما عن الاضواء بعدما وضع في مكان معزول وامن هو وعائلته ولم يكشف النقاب عن اية اتصالات جرت معه خلال اليومين الماضيين.

ولا زال الوضع متوترا على الحدود مع سورية حيث اعلن الناطق الرسمي سميح المعايطة عدم حصول اشتباكات تحدثت عنها مصادر الجيش السوري الحر صباح الجمعة بين الجيشين الاردني والسوري وقال المعايطة يان الرصاص يطلب من الجانب الاردني في الهواء لتأمين عملية دخول لاجئين فقط وعندما تحصل اشتباكات سنتحدث عنها بكل وضوح.