الاتصال في العملية التعليمية التعلمية

إن التواصل يزودنا بفرصة التعلم عن أنفسنا، ولا ينكر أحد مدى أهمية مناقشة مشاعرنا وأفكارنا وسلوكياتنا ، إننا نحصل بالتحدث عن أنفسنا على تغذية راجعة قيمة عن هذه الأبعاد، ومن خلال التواصل مع أنفسنا ومع الآخرين نتعلم كيف نبدو لهؤلاء الذين يحبوننا أو الذين لا يحبوننا وأسباب أخرى.
فالمعلم يحتاج في عمله إلى عملية التواصل مع كل من الإدارة المدرسية والمعلمين، لإيجاد أفضل الطرق والأساليب التي تساعد على إجراء الاتصال، والعمل على إيصال الرسائل التعليمية إليهم بأفضل ما يكون، كما أن المعلم يحتاج إلى الاتصال مع الطلاب وأولياء الأمور، ويكون هذا الاتصال إما بقصد التحدث والمناقشة في الشؤون التعليمية والمهنية أو الإدارية التي تهم جميع الأطراف، ومن الممكن أن يمتدد إلى شرائح المجتمع على اختلاف مستوياتها، وهذا يعني أن الاتصال يجب أن يكون فاعلاً و مثمرا ومتواصلاً.
وعلى اعتبار أن العملية التربوية في المنظومة الحديثة تبنى على التفاعل بين المعلم والمتعلم أخذاً وعطاء فإن هذين الطرفين يتبادلان الأدوار خلال العملية التعليمية التعلمية ،وعلى الرغم من أن التواصل بين المدرس والطالب عملية معقدة متفاعلة بحسب قدرة الطرفين على إتقان قواعد التواصل.
عناصر الاتصال الفعال
تحتاج عملية التواصل إلى وسط مادي نفسي إدراكي وفكري للتحدث من خلاله، محكومة بالبيئة الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية، ونجاح التواصل مرهون بتحقيق أهدافه المتضمنة في تغيير الأفكار والاتجاهات والسلوك، وقد عرض ملكاوي (1998) نجاح فعالية التواصل في أربعة مكونات رئيسية هي : المرسل والرسالة والوسيلة والجمهور المستهدف (المستقبل) وذكر أبو إصبع (1995) ثلاث حالات لنجاح التواصل وهي كما يلي:
1. المصداقية: وهي الحالة التي يظهر فيها المرسل كخبير في الإجابات الصحيحة، ونقل الرسالة بدون تحيز، ويحكم ذلك عوامل متعددة، منها الخبرة والتدريب والقدرة على التواصل.
2. الجاذبية: وهي حالة يكون فيها المرسل القائم بالتواصل قريباً من المتلقي في النواحي النفسية والاجتماعية والايدولوجية حيث يميل أكثر إلى محبة من يخلصهم من القلق والتوتر وعدم الأمان ويساعدهم على القبول الاجتماعي والحصول على التعزيز.
3. السلطة والنفوذ: وهي الحالة التي يكون فيها قادرا على تقديم التعزيز مع اهتمام بالحصول على القبول من المستقبلين.
فعالية الرسالة
ذكر ماهر (2000) أن الرسالة التواصلية وكأي عملية بشرية يجب أن يتوفر فيها خمسة متغيرات أساسية وهي:
 القابلية للاستماع أو القراءة بحيث تحتوي الرسالة على كلمات سهلة وجمل قصيرة.
 القابلية للتلاقي مع اهتمامات المستقبل ومصالحه.
 تنوع المفردات وتجنب تكرار الكلمات.
 استخدام الواقعية واللجوء إلى التعبير المباشر.
فعالية وسائل التواصل المتمثلة في ميل الأفراد إلى الانتقائية في تعرضهم للرسائل وإدراكهم وتذكرهم لها.
 الجمهور الحساس : يرى دويت (Dowitt, 1982)، أن وسائل الاعلام لا تؤثر في كل لافرد وإنما هناك بع من الأفراد الذين يتأثرون أكثر من غيرهم، حيث توجد ادلة تشير إلى أن بعض الافراد أكثر ميلا للاقناع من غيرهم بالوسائل الاعلامية ، مثل الاطفال والمراهقين وكبار السن.
ويذكر ابو أصبع (1995) نوعا أخر وهو الجمهور اللاابالي ، الذي يتعامل مع الرسائل بإهمال .
 الجمهور الحذر ، وهو نوع لا يرضى ولا يقبل الرسالة رغم أنه يهتم بمضمونها ويمثل حالة تقع قبل إنغلاق التواصل كما في الجمهور المعاند ، وهي ايضا اقل من الانفتاح.
العناصر الأساسية لعملية التواصل
تقوم نماذج التواصل على عدد من التفسيرات ومن أقدمها كما ذكر الزبون (1986) أول تفسير للتواصل على لسان أرسطو طاليس حيث قسم عناصر التواصل إلى ثلاثة عناصر هي : المتكلم(المرسل)ن الحديث أو الكلام نفسه(المضمون) ثم المستمع(المستقبل).
يذكر أزرعي (1980) أنه في عام (1947) وضع شانون(Shanon) أول تفسير عملي لطبيعة عملية التواصل في العصر الحديث، وقدم شرحاً رياضياً لعملية التواصل ، حيث كان نموذج شانون يبحث أصلا في الاتصال الالكتروني ، وجاء من بعده علماء السلوك ليطوروا هذا النموذج ليتلاءم مع السلوك الإنساني.
ويتكون النموذج من العناصر التي تتألف منها عملية التواصل كما يلي مع العلم أن هذا النموذج يعرض عملية التواصل بصورة خطية ، ربما أنه لا يظهر التفاعلات بشكلها الواقعي:
1. المصدر (مصدر المعلومة
2. المرسل
3. الرسالة
4. المستقبل
5. نقطة النهاية



المقومات التي يحرص عليها المعلم لإنجاح عملية الاتصال والتواصل
وهناك عدد من المقومات حتى تكون عملية الاتصال والتواصل ناجحة ، والتي يجب على المعلم ان يكون حريصا على تحقيقها ومنها (العاجز، 2004):
1. أن تكون خطوط الاتصال والتواصل واضحة وعند مستوى فهم المرسل إليه، وذلك لأن مثلا صدور نشرة غامضة ومبهمة قد تؤدي الى الاضطراب والتعطيل.
2. أن تكون خطوط الاتصال والتواصل قصيرة ن وكمية المعلومات بالقدر الذي يمكن استقباله واستيعابه.
3. أن تكون خطوط الاتصال والتواصل مزدوجة بين المرسل والمستقبل، بحي تتم عملية الاسترجاع، ويتأكد المرسل بان المستقبل تفاعل بالرسالة من خلال ملاحظة ردود الأفعال سواء كانت اللفظية أو الإيماءات الحركية.
4. ان يتوفر جو ن الحرية والاطمئنان والامان يساعد على سلامة الاتصال ن وان لا يتعارض مع ما تقتضيه التشريعات آو التعليمات المحددة.
5. أن يكون موضوع الاتصال والتواصل في نطاق اختصاصات المرسل، وفي حدود السلطات المخولة إليه.
6. أن تحتوي الرسالة على معلومات جديدة تهم المستقبل وفي نطاق تخصصه.
7. شرح المعلومات الفنية وتعريف المصطلحات غير المعروفة بمقارنتها مع ما هو غير معروف.
8. امتلاك المعلم مجموعة ممن الكفايات ومنها( نشوان و نشوان.
 القدرة على توظيف اللغة بأشكالها المختلفة في التأثير بالآخرين.
 القدرة على التفاعل مع الآخرين والتفاهم معهم مسترشدا بحاجاتهم وقدراتهم وخصائصهم.
 إقامة علاقات ودية وحميمة مع الآخرين.
 توظيف مهارات التواصل اللفظية وغير اللفظية في بناء جسور التواصل الفعال وتحقيق علاقات بناءة مع المعلمين والمجتمع الحلي .
ومن المقومات الأخرى التي ذكرها (الحريري، 2004):
1. تحديد الفرد أو الأفراد الذين سيتم إجراء الاتصال معهم.
2. التأكد من أن الشيء المقصود الذي يريد المعلم أن يكون مفهوماً وواضحاً.
3. أن يكون الاتصال قادر على تفاعل المتعلم ، وإثارة تفكيره.
4. أن يمتلك المعلم مهارة الإصغاء.
5. أن يكون المعلم متفاعلا من حيث توضيح ما يقوله ، من أفكار ومعلومات بشكل لا يقيل الشك.
6. أن يتم العرض بصورة واضحة ومنظمة وذات أفكار متسلسلة وجاذبة.
7. أجراء عملية التقويم من خلال متابعة مجريات المناقشة من التفاعل والفاعلية وتقديم التغذية الراجعة
وبناء على ما سبق نجد أن عملية التواصل والاتصال من العمليات ذات الاهمية الكبير ، التي لا غنى عنها في زيادة تفاعل كل من الطلبة والمعلمين في العملية التعليمة، والتي تسهم في أثر ايجابي على مختلف النواحي الجسمية والمعرفية والاجتماعية لدى الطالب ، ولهذا يجب أن نحرص على تدريت المعلمين على زيادة كفاءتهم في القدرة على إنجاح عمليات التواصل بينهم وبين الطلبة.