تتنقل أم سمر وطفلتاها كل ساعة ما بين الغرفة الوحيدة المستأجرة التي يسكنونها وما بين أرضية ترابية مغطاة بقطع القماش والسجاد هربا من الحر وبحثا عن نسمة هواء تعين على قضاء نهار الصيام.
فزوجها كما تروي أم اسمر يعمل في جمع الخردة والبلاستيك من مكب النفايات، وهو العمل الوحيد الذي يستطيع عمله، فيصيب أياما خمسة أو ستة دنانير وأياما أخرى يعود خالي اليدين.
وتشير أن الطفلتين تنتظرانه كل يوم على باب الغرفة أملا بأن يعود وبيديه أكياس تحمل الأمل بيوم جيد وغد مستور.
"العدم" هو ما تصف به ام سمر حياة أسرتها، فلا منزل ولا دخل ثابتا حتى الطعام تعوزه العائلة أياما فلا تجد سوى الخبز اليابس لنقتات عليه.
وتضيف انه وبالرغم من هذا كله فإننا ندفع أيضا كل شهر مبلغ 20 دينارا أجرة الغرفة عدا عن أثمان الماء والكهرباء لنجد مأوى يسترنا من مصائب الدهر.
وتقول إن زوجها لم يتقدم بطلب وحدة سكنية من سلطة وادي الأردن لأنه يعلم انه سينتظر سنين طويلة يدون الحصول عليها مثلما حصل مع أقرانه، مشيرة ان كل ما يتمنونه في هذه الحياة هو غرفة تحتضنهم وتوفر لطفلتيها الصغيرتين أمانا من أية مفاجئات قد تحملها الأيام القادمة.
حابس العدوان - الغد