تذكرة الألباب في بيان حال المركز الدولي لتوثيق الأنساب


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبعد :

لقد سمعت منذ أسابيع بتأسيس لمركز يهتم في أنساب آل البيت ـ رضوان الله عليهم ـ خاصة وأنساب العرب عامة في أردننا الغالي , فقد فرحنا بهذا الخبر .

لكن عندما سألنا عن مؤسسي هذا المركز , عرفنا أن هذا المركز على قاعدة قول أهل الحديث ( تكبيرة حارس ) (1) .

فالقائمين على هذا المركز جهلة في الأنساب ودخلاء على النسب الهاشمي , فلا صلة لهم بأنساب آل البيت إنما هم أدعياء , وسوف نبين للقارئ الكريم حال مؤسسي هذا المركز وبيان بطلان أنسابهم الى آل البيت ـ رضوان الله عليهم ـ من باب حفظ أنساب آل البيت , والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .


مؤسس هذا المركز وصاحبه هو المدعو ( عبيد الصيادي الرفاعي !! ) يزعم بانه هاشمي النسب وأنه باحثاً مختص جاء للذود عن أنساب آل البيت ـ رضوان الله عليهم ـ وحمايتها وتوثيق أنسابها !!!!

وفي الحقيقة أنه واقع في كبيرة وهي الأنتساب الى غير أبيه , وقد حذر نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الأنتساب الى غير أبيه حيث قال : ( من أنتسب الى غير أبيه وهو يعلم فالجنة عليه حرام ) .

فسوف نبين للقارئ الكريم بطلان أنساب هؤلاء الى آل البيت بالمصادر والمراجع التي يحترمها كل من أحترم عقله .

مؤسس هذا المركز ( عبيد الصيادي الرفاعي ) يزعم بأنه من سلالة آل البيت وهذا باطل , لعدة أمور :

1ـ الشيخ أحمد الرفاعي هو من بني رفاعة من جهينة ولا عقب له من الذكور , وعلى هذا فحول أهل التاريخ وحتى كبار الصوفية نفسهم الذين بالغوا في تعظيم الرفاعي كما هو ديدن أهل التصوف والخرافة .
وننقل للقارئ الكريم أقوال فحول أهل التاريخ في نسب الشيخ احمد الرفاعي وأنه ليس من سلالة آل البيت ـ رضوان الله عليهم ـ :
*ـ قال ابن الأثير الجزري في ( اللباب في تهذيب الأنساب ) ( 2/36) : (الرفاعي: نسبة الى رفاعة بن نصر بن مالك بن غطفان بن قيس بن جهينة بن زيد ، بطن من جهينة ) .

*ـ قال السيوطي في ( لب الألباب في تهذيب الأنساب ) : ( الرفاعي: بالكسر وتخفيف الفاء الى رفاعة جد وبطن من جهينة ) .

*ـ نقل ظهير الدين القادري في كتابه ( الفتح المبين ) ( 120 ) قول شمس الدين ناصر الدمشقي حيث قال : ( لم أعلم للرفاعي نسباً صحيحا الى علي بن أبي طالب , ولا الى أحد من ذريته الأطايب , وصح لدينا أنه : أبو العباس أحمد بن الشيخ أبي الحسن علي بن يحيى بن حازم بن علي بن رفاعة المغربي الأصل البطائحي الرفاعي , نسبه الى جده الأعلى رفاعة , قدم والده أبو الحسن رحمة الله عليه من بلاد المغرب فسكن البطائح ) .

قلت : وهذا نص نفيس يبين للعاقل ان احمد الرفاعي ليس علوي النسب .

• ـ قال الأديب العلامة محمود شكري الآلوسي في كتابه النفيس ( غاية الأماني في الرد على النبهاني ) ( 1/223) : ( فقد نقل عن صاحب مختصر عمدة الطالب , أن الشيخ أحمد الرفاعي لم يدع هذا النسب وإنما أدعاه البطن الثالث من ولده , أحمد بن علي بن الحسين بن المهدي بن ابي القاسم بن محمد بن الحسين بن احمد بن موسى بن ابراهيم المذكور , قال ابو نصر البخاري : لا يصح لإبراهيم المرتضى عقب الا من موسى وجعفر ومن انتسب الى غيرهما فهو كاذب ) .

قلت : نقل الآلوسي قول نسابة الطالبيين على ان الرفاعي لم يدع هذا النسب , انما أدعاه البطن الثالث من ولده , والصحيح ان الرفاعي لا عقب له من الذكور إنما الذي أختلق هذا النسب للرفاعي هم أتباعه الصوفية أصحاب الخرق الخضراء .


• ـ قال ابن خلّكان في ( وفيات الأعيان ) (1/177) : ( ابن الرفاعي أبو العباس أحمد بن أبي الحسن علي بن أبي العباس أحمد المعروف بابن الرفاعي كان رجلاًَ صالحاً فقيهاً شافعيَّ المذهب أصله من العرب وسكن في البطائح بقرية يقال لها أم عبيدة . ) .

قلت : وهذا المؤرخ الكبير ابن خلكان نسب الرفاعي الى العرب ولم ينسبه الى الأشراف , فلو كان علوي النسب لذكر ذلك ابن خلكان ولو بالإشارة كما هي عادة المؤرخين .


• وقال الحافظ الذهبي في ( سير أعلام النبلاء ) ( 15/319) : الرفاعي أبو العبّاس أحمد بن أبي الحسن عليّ بن أحمد بن يحيى بن حازم بن علي بن رفاعة الرّفاعي المغربي ثمّ البطائحي . ) .

قلت : وهذا مؤرخ أهل الحديث لم يذكر أن الرفاعي هاشمي النسب إنما نسبه بالمغربي البطائحي , فلو كان علوي النسب لذكر ذلك الذهبي لا سيما أنه إمام هذا الفن .

• ـ قال السبكي في ( طبقاته ) ( 4/40 ) : ( الشيخ الزاهد الكبير أحد اولياء الله العارفين والسادات المشمرين اهل الكرامات الباهرة ابو العباس بن ابي الحسن الرفاعي المغربي قدم ابوه الى العراق . ) .

قلت : وهذا السبكي وهو من المتصوفة لم يذكر أن الرفاعي علوي النسب , ومن عادة أهل التصوف غلوهم في مدح سلالة آل البيت ومع ذلك لم يذكر السبكي شيء من ذلك .

• قال الشعراني في ( طبقات الصوفية ) (أحمد بن أبي الحسين الرفاعي منسوب إلى رفاعة قبيلة من العرب ) .

قلت : وهذا الشعراني من المتعصبين للرفاعي ومع ذلك لم يذكر بانه من آل البيت ولو بالإشارة .

• قال ابن خلكان كما في ( البداية والنهاية ) ( 12/697) لابن كثير : ( وليس للشيخ أحمد عقب ) .

قلت : وهذا قول المؤرخ الكبير ابن خلكان لا سيما وقد نقل الإجماع على انقطاع عقب احمد الرفاعي النسابة أبو سعيدة في ( تاريخ المشاهد الشرقية ) .

وبعد هذه الأقوال من أئمة أهل التاريخ يجزم العاقل بأن الرفاعي لا صلة له بنسب آل البيت , ولم يدع هذا النسب إنما أدعاه أتباعه من الصوفية وأهل الخرافة .

والذي ساعد في أنتشار هذه الكذبة هو ( أبو الهدى الصيادي ) صاحب الأكاذيب والخرافات , وقد أطلعت على عدة بحوث في بيان حال أبو الهدى الصيادي وبيان كذبه وأختلاقه للأنساب هو كتاب ( جناية الصيادي على التاريخ ) للشايع وهو كتاب نفيس في بابه , وكذلك بحث آخر لخلدون الحسني وقد أجاد في تبيان أكاذيب ابو الهدى الصيادي .


ولهذا فكيف يؤسس رجلاً لا يثبت نسبه الى آل البيت ـ رضوان الله عليهم ـ ويقوم بتوثيق الأنساب ؟!!!!!!

كحال هذا الدعي ( عبيد الصيادي ) الذي أبطل أهل التاريخ نسبه , وقام بتأسيس مركزاً لتوثيق الأنساب !!!!!!!!!!

وكما يقال : ( اثبت العرش ثم أنقش ) فرقع ثوبك الذي مزقه أهل التاريخ قبل توثيق أنساب العرب , ومن أنت كي توثق أنساب العرب ؟!! وأنت الجاهل في هذا العلم ودروبه .

ومن عجائب هؤلاء الدخلاء الذين أساءوا الى أنساب آل البيت يطالبون الناس بأن يخاطبونهم بالشرف !!!!

وقد أطلعت على بعض الحوارات لبعض الأدعياء الكذبة الذين يزعمون بأنهم من الأشراف فيها العجب العجاب من الكبر مما يجعل العاقل يجزم بأنهم أهل كذب .

وقد بينت طرفاً من هذا القبيل في رسالتي ( ظاهرة أكلوني البراغيث في بعض كتب المتأخرين في علم الأنساب ) المنشورة في ( صحيفة السوسنة ) كحال ذاك الدعي ايمن زغروت حيث ذكرت للقارئ كيف طالب الدعي أيمن زغروت أحد الأشخاص بأن يخاطبه بالشرف !!!

وايضاً أطلعت على قول لأحد الأدعياء الذين لا تعرف أنسابهم يدعى ( إيهاب التركي ) على ـ شبكة الفيس بوك ـ يخاطب أحد الأشخاص مثله يدعى ابو ردينه يقول : (إذن أرجو أن تخاطبني بالشريف إيهاب التركي الشاذلي الإدريسي بدلاً من الأستاذ إيهاب التركي السعودي ) !!!!!!

صدقاً كما قيل ( شر البلية ما يضحك ) يطالبون الناس بمخاطبتهم بالشرف وهم في الحقيقة أدعياء كذبة وجب على الدوله أن تطوف بهذا ومن على شاكلته على بعيراً أجرب كي يعلموا خطر الأنتساب الى آل البيت بالباطل والظن والحجج الركيكة .

وكذلك شخصاً يدعى الجموني المذبوحي ( الشرف المغربي !!! ) وقد كانت بيني وبينه أتصالات , فوجب علي من باب حفظ أنساب آل البيت من هؤلاء الدخلاء أن أبين أمرهم وكذب قولهم , فهذا الجموني يزعم بأنه من الأدارسة !!!
وهو جزائري الأصل وعليه ملامح العجم مما لو عرض أمره على أهل القيافة لطرد وحمل على بعيراً أجرب وطيف به في أرجاء أردننا الغالي , يقول هذا المدعو محمد الجموني الجزائري أصلاً عبر صفحته ( بالفيس بوك ) : (اتقدم انا الشريف محمد ( الجموني) من السيد النقيب وكافة ال السيد رجب الرفاعي ..) !!!!

فهؤلاء جعلوا من أنفسهم سادات الأشراف وجهابذة الأنساب وهم أدعياء ولا ينطبق عليهم الا قول القائل :
سألنا عن ثمالة كل حي
فقلت محمد بن يزيد منهم
فقال الناس طراً ما ثماله
فقالوا الان قد زدنا جهاله


وسوف أنقل القارئ الكريم وأجعله يقارن بين هؤلاء الأدعياء وبين الأشراف أهل الصدق الواضحة أنسابهم كفلق الصبح مثل جلالة الملك الحسين بن طلال العلوي الهاشمي القرشي ـ رحمه الله ـ .

لقد شاهدتم كيف هؤلاء الأدعياء الكذبة كيف يخاطبون أنفسهم بالشرف ويطالبون غيرهم بأن يخاطبونهم بالشرف ...

وأنظر أخي القارئ الى مراسلات وخطابات الأشراف الحق سلالة آل البيت ـ رضوان الله عليهم ـ فقد أطلعت على وثيقة هي عباره عن رسالة من جلالة الملك الحسين بن طلال الهاشمي ـ رحمه الله ـ الى الشيخ محمد بن عوده ابو تايه الحويطي , يقول جلالة الحسين بن طلال الهاشمي ـ رحمه الله ـ في خطابه للشيخ محمد بن عوده ابو تايه ما نصه : (( مع صادق المحبة وبالغ الثقة والتفدي الى الأخ العزيز الكبير الشيخ محمد بن عوده ابو تايه حفظه الله .... ثم وقع بأسمه ( الحسين ) ..... )) ..

فلم يقل الشريف الحسين وهو شريف النسب والحسب وقد أطلعت على خطابات ورسائل ملوك الأردن ـ حفظهم الله لهذا البلد ـ كلها تواضع ليس فيها من الشريف الى فلان , ولا يطالبون الشعب بأن يخاطبونهم بالشرف .

وهذا هو الفرق الواضح بين سلالة آل البيت كملوك الأردن ـ حفظهم الله ـ وبين المذكورين أعلاه من أهل الكذب والدجل أدعياء النسب العلوي .

وشتان ما بين الثرى والثريا والنخلة والأرزة والذهب وصدأ الحديد .


هذا ما أحببت تبيانه في حال المركز الدولي لتوثيق الأنساب والقائمين عليه وحق أن يسمى ( المركز الدولي لتخريب الأنساب والتلاعب بها ) .

كتبه :
أحمد بن سليمان بن صباح ابوبكرة الترباني

ــــــــــــــــــــــ
1ـ ( تكبيرة حارس ) معناها أن الحارس في الليل إذا رأى زوالا من بعيد يريد أن يشعره أنه صاح ومستيقض .... فيكبر ( الله أكبر ) بصوت عال حتى يوهم اللص أنه صاح .
فهذه التكبيرة لا يقصد بها وجه الله ولا يقصد بها الذكر بل يقصد بها تخويف اللصوص , تقال إذا سئل عن رجل ( ضعيف ) فنقول فيه ( تكبيرة حارس ) أي : لا قيمة له ... منقول من ابو تركي شريف الترباني .