لا أمل لأهل غزة.. الأنفاق أُغلقت والسلع والاحتياجات نقصت

اخبار البلد 
سدت سبل السفر بين قطاع غزة والعالم الخارجي وبات سكانه يعانون نقص الوقود ويخشون الجوع، ولم يكن هذا ما توقعوه عندما انتخب الإسلامي محمد مرسي رئيسا لمصر في يونيو.
وأغلقت مصر المعبر الوحيد للأفراد على حدودها مع القطاع وتسعى لسد أنفاق التهريب الكثيرة المارة تحت الحدود بعد أن قتل مسلحون مجهولون 16 من أفراد حرس الحدود المصريين قرب الحدود يوم الأحد.
واستبعدت حركة حماس الإسلامية التي تحكم غزة ما تردد في الإعلام المصري بشأن مشاركة مسلحين فلسطينيين في هجوم سيناء وانتقدت القاهرة لفرضها "عقابا جماعيا" على القطاع.
لكن مع عدم وجود أي دلائل تشير إلى أن مصر بصدد العدول عن موقفها، وجد ألوف من الفلسطينيين العاديين أنفسهم وقد تقطعت بهم السبل في شهر رمضان، بينما حذر التجار من نقص السلع إذا استمر تعطيل الأنفاق.
وقال طارق الحصري (32 عاما) وهو عامل طلاء من غزة يؤدي العمرة في السعودية مع أمه المريضة "كان عندنا أمل كبير في أن نتمكن من السفر بمزيد من الحرية، ولاحظنا بالفعل تحسنا في المعاملة عندما عبرنا الحدود إلى مصر" مضيفا أن السبل تقطعت بهما الآن وهما خارج غزة.
وكانت غزة التي تضم 1.7 مليون نسمة تعيش تحت حصار محكم منذ سيطرة حماس على القطاع في 2007.
ومنذ سقوط مبارك العام الماضي خففت مصر القيود على دخول الفلسطينيين من معبر رفح وهو المنفذ الوحيد إلى العالم الخارجي بالنسبة لمعظم أهل غزة مع رفض إسرائيل منح تأشيرات خروج إلا في حالات خاصة.
ومع الإغلاق المفاجئ للمعبر الذي يمر منه عادة زهاء 800 شخص كل يوم إلى مصر ومنها إلى بقية العالم، بات كثير من الفلسطينيين الزائرين في القطاع يخشون على وظائفهم في الخارج بينما يخشى آخرون أن ينقضي أجل تأشيراتهم التي نالوها قبل أن تستعمل.
وقالت هيام الكردي التي تعمل بالتدريس في دبي وجاءت إلى غزة لحضور زفاف ابنتها "ما زلت آمل أن أتمكن من العودة الى دبي قبل 15 أغسطس للحاق بعملي".
وحال إغلاق معبر رفح دون سفر ثلاثة آلاف معتمر حتى الآن إلى السعودية وهم عرضة هم ووكلاء السفر لخسائر تقرب من أربعة ملايين دولار قيمة رسوم تأشيرات الدخول وحجوزات الاقامة والنقل وكلها مدفوعة سلفا.
وقال عيد حنيف الذي يعمل في شركة سياحة في غزة "إغلاق المعبر كارثة لشركات السياحة".
وسعيا لإظهار مدى الجدية التي تأخذ بها حماس هجوم سيناء أمر زعماؤها بإغلاق أنفاق التهريب يوم الأحد لمنع أي من الضالعين في الهجوم من التسلل إلى غزة.
وكانت مصر تتغاضى منذ أمد طويل عن التجارة غير المشروعة عبر الأنفاق ولذلك سببت الأنباء التي ترددت أمس الثلاثاء بأنها جلبت معدات ثقيلة لهدم الأنفاق قلقا بالغا حيث يحصل الفلسطينيون عن طريق الأنفاق على كل شيء من الغذاء والوقود إلى مواد البناء.
وقال فلسطينيون إنه لم يهدم حتى الآن سوى بضعة أنفاق "ثانوية"، لكن أبو عوني الذي يملك نفقا قال إن المسئولين المصريين يحاولون أيضا معرفة ما يمر خلال الأنفاق الرئيسية ونشروا أربعة أو خمسة جنود عند مداخل عدة أنفاق.
وبرغم أن إسرائيل خففت الحظر التجاري الذي يهدف إلى منع وصول معدات لصنع السلاح إلى غزة يفضل كثير من أبناء غزة شراء السلع الأرخص المهربة من مصر.
وقال أبو عوني الذي يعمل عنده 40 موظفا يقضون الوقت في بيوتهم الان مع توقف العمل "85 في المئة من السلع الغذائية في أسواق غزة تأتي من مصر. ما يأتي من إسرائيل غير كاف بالمرة."
وتكونت صفوف طويلة من السيارات أمام محطات البنزين في شتى أنحاء غزة أمس الأول الاثنين مع ذيوع أنباء إغلاق الأنفاق، وبعد ذلك بيومين نفد الوقود بالفعل من بعض المحطات برغم أن فلسطينيين قالوا إن اثنين على الأقل من أنابيب الوقود الممتدة إلى مصر ما زالا يعملان.
لكن أبو عوني توقع ألا يتمكن المصريون من إغلاق الأنفاق التي يبلغ عددها قرابة الالف طويلا،وأضاف "ما لم ينشئوا معابر أخرى للتجارة فسنفتح خمسة أنفاق مقابل كل نفق يغلقونه.. لا يمكن أن يتركوا شعبنا يتضور جوعا".