هل تختار لطفلك ألعاب هادفة

تعد الألعاب نشاطا مهماً يمارسه الفرد ويقوم بدور رئيس في تكوين شخصيته من جهة، وتأكيد تراث الجماعة من جهة أخرى، والألعاب ظاهرة سلوكية تسود عالم الكائنات الحية – ولا سيما الإنسان، فالألعاب في الطفولة وسيط تربوي مهم يعمل على تكوين الطفل في هذه المرحلة، بل ويسهم بالتكوين النفسي للطفل ، فيبدأ الطفل بإشباع حاجاته عن طريق الألعاب ، حيث تتفتح أمام الأطفال أبعاد العلاقات الاجتماعية القائمة بين الناس ، ويدرك إن الإسهام في اي نشاط يتطلب من الشخص معرفة حقوقه وواجباته، وهذا ما يعكسه في مجال لعبه.
ويعرف جود) Gode) اللعب بأنه" نشاط موجه او غير موجه يقوم به الأطفال بهدف تحقيق المتعة والتسلية ، ويستغله الكبار ليسهم في تنمية الأطفال وشخصياتهم بأبعادها المختلفة العقلية والجسمية والوجدانية والاجتماعية(الهنداوي،2003).
ويكتشف الطفل من خلال الألعاب الكثير عن نفسه، وعن البيئة التي يعيش فيها بحيث يعمل على تسخيرها لمصلحته، وباللعب يلبي رغبته في المشاركة في حياة الكبار، وزيادة معرفته ، ويوفر له الفرصة المناسبة لتطوير ذاكرته ن وتفكيره، وخياله ، وقدرته على الحديث، وباللعب يجد الطفل متعة كبيرة ن وخاصة إذا قام بإنجاز ما يسبب السرور له مهما كان هذا الغنجاز في نظر الكبار بسيطاً أو تافهاً.
تساعد الألعاب في نمو الذاكرة والتفكير والكلام والتخيل والإدراك وتعلم ضبط الانفعالات، وتنمية الأخلاق وتقوية الغدارة والتصميم والانضباط وغيرها، فالطفل الصغير يكتشف هذا العالم عن طريق الألعاب، ويستوعب الكثير عن طريق المحاكاة المباشرة للأشخاص المحيطين به، وهو بذلك ينمي اللغة لديه، إذن فالألعاب تمثل أدوارا تربوية ونفسية مهمة لحياة الطفل، ويقوم بوظائف تربوية عديدة ، وعلى درجة كبيرة من الاهمية لحياة الأطفال وتكوين شخصياتهم .
اللعب يرتبط مع الإنسان في حالته الفردية والجماعية، سواء كان أكان طفلاً رضيعاً في حضن امه، ام طفلاً يافعاً في الحضانة أو في رياض الأطفال، أم شاباً صغيرا ، ام رجلا كبيراً في المؤسسات الاجتماعية والرياضية الخاصة، وسيظل الانسان يلعب حتى الموت .
وتبين نظرية الاستجمام التي نادى بها زاوس وباتريك أن الكائن الحي حينما يلعب فإنه يحرك أعضاء غير التي أجهدها بالعمل ، وبذلك فإنه في أثناء اللعب يريح الأعضاء المتعبة ومن خلال الراحة تتجدد نشاطها ليستعيد العمل من جديد.
اما نظرية ديناميات اللعب التي نادى بها بيوتنديجك ان اللعب لا يرجع إلى وظيفة واحدة فالأطفال يلعبون لانهم مجرد أطفال في مرحلة طفولتهم يكونون محكومين بخصائص معينة، لهذا يندفع الاطفال إلى اللعب ، ولا يتوجهون إلى أي نشاط أخر وترجع إلى خصائص وديناميات الطفولة مثل: نقص التوافق الحس حركي، والاندفاع الانفعالي، والحاجة إلى التفاهم والمشاركة الوجدانية . ومن النظريات الاخرى نظرية الطاقة الزائدة التي وضع اسسها شيلر الشاعر الالماني، ثم الفيلسوف خربرت سبنسر وخلاصتها بأن اللعب مهمته التخلص من الطاقة الزائدة
ومن انواع اللعب اللعب التعليمي، والألعاب الشعبية ،والألعاب الحركية، وألعاب الأحاجي، والألعاب التمثيلية،وألعاب الغناء والرقص،والألعاب الهجائية،والألعاب الالكترونية، والألعاب التربوية.
وللألعاب مجموعة من الخصائص فهي: نشاط منظم له قواعده وقوانينه، يمكن ممارستها من خلال الفرد او الجماعة، تحقق اهداف محددة، تستغرق زمننا محددا، توظف طاقات الجسم الحركية والذهنية بلا تعب، وتشيع حاجات المتعلم الجسمية والعقلية والنفسية والاجتماعية، وتتميز بالسرعة والخفة.
لذا علينا ان نميز ما بين اللعبة التعليمية واللعب ، فاللعب العشوائي ليس له قوانين محددة في حين ان اللعبة التعليمية لها قواعد وقوانين وخطوات معروفة وواضحة ومحددة، واللعب ليس له اهداف واضحة في حين ان اللعبة التعليمية لها اهداف سلوكية محددة وواضحة، اللعب يكون دائما للمرح والتسلية في حين أن اللعبة التعليمية تتعلق بتحقيق وإنجاز قدرات مهارية او فكرية مقصودة.