إسرائيل تضرب ثورة مصر عبر رفح!

بضربة واحدة مباغتة وسريعة و «ذكية» حققت إسرائيل عدة نتائج لم تكن تحلم بأن تنجز في هذا الوقت بالذات، حيث تعاني مأزقا غير مسبوق على الصعيد الاستراتيجي.. بعد نجاح الثورة المصرية في إنهاء حكم أكبر عميل لإسرائيل في التاريخ المعاصر.

-إعادة خنق غزة، عبر إغلاق معبر رفح إلى أجل غير مسمى، وبأيد مصرية وغزية (!) ودون أي احتجاج من أي وطني عربي، كأن أهل غزة «دجاج» يتعين عليهم أن يدخلوا إلى الخُم، كل ما حدث شيء هنا أو هناك، على تخوم فلسطين، وإضافة إلى المعبر، تم غلق جميع الأنفاق وهي المتنفس الحقيقي لأهل غزة لإبقائهم على قيد الحياة، علما بأن غلق الأنفاق جاء من قبل حكومة غزة، وماذا تريد إسرائيل أكثر؟.

-زرع بذور الفتنة والشقاق بين مصر وغزة خصوصا وفلسطين عموما، وهو أمر يحقق مصلحة إسرائيلية عليا، خاصة بعد التفاهمات الجديدة التي تحققت بين مرسي وهنية، بعد زيارة الأخير للعاصمة المصرية، وهي تفاهمات أغاظت إسرائيل إلى حد الثورة، وقد تمكنت إسرائيل بعملها الأخير في رفح، من وضع هذه التفاهمات على الرف، وإلى أجل غير مفتوح!.

-وأد المصالحة الفلسطينية، بل دفنها وإلى الأبد، لأنها ميتة أصلا، ولا سبيل إلى إيقاظها من غيبوبتها، أو موتها السريري، حادث رفح، رحّل هذا الملف إلى ما وراء الشمس!.

-وضع الرئيس الجديد محمد مرسي في مأزق معقد، في ظل عدم استقراره أصلا على كرسي الرئاسة، والتجاذبات الشرسة بينه وبين العسكر، والفلول، والدولة العميقة، وإضافة عقبة أخرى في وجه نجاح برنامجه، تضاف إلى العقبات الكأداء التي تبطىء مسيره، وتجعل نجاحه يحتاج إلى معجزة سماوية، خاصة وأن برنامجه السياسي يتناقض بشكل جذري مع إسرائيل.

-وضع بذور الشقاق والأحقاد بين شعب مصر وأجهزة أمنها، وجيشها باعتبار أن هذه الأجهزة عاجزة عن حماية المصريين، وهذه واحد من المنجزات التي ستسعد إسرائيل جدا، خاصة وأن هناك حالة من الشك والخصام أصلا بين الطرفين، على خلفية تصرفات مؤسسة العسكر في الفترة التي أعقبت نجاح الثورة الشعبية، وتنحية مبارك...

ترى...

هل ثمة شك أن إسرائيل هي من هندست جريمة رفح؟ خاصة وأنها:

-حذرت «مواطنيها» من حدث «إرهابي!» في سيناء، وأمرتهم بمغادرة سيناء، الذين يدخلونها بصفة «سياح» وهم عناصر أمن وجواسيس، كانوا يهيئون المسرح للجريمة!.

-قبل نحو عام قتلت إسرائيل ستة من جنود مصر في محيط المكان الذي شهد مجزرة رفح، وحينها لم تتلق ردا مصريا يردعها عما ارتكبت، ما يبعث على الاعتقاد أن قادة العدو استلهموا حادث العام الماضي لإعادة إنتاجه، وهكذا حصل..

-إذا كانت جريمة رفح تحقق كل تلك المصالح لإسرائيل، فأي مصري أو فلسطيني، أو عربي أو مسلم تجري في عروقه دماء وماء هذه البلاد المقدسة، ممكن أن يرتكب مثل هذه الجريمة الشنعاء، وفي شهر رمضان تحديدا؟

إنها إسرائيل، ولا يهم هنا، من هم المنفذون، حتى ولو حملوا أسماء عربية، أو جاءوا من غزة، أو من فلسطين، لأن مقتضيات المؤامرة هي التي تفرض السيناريو وتفاصيله!.