هل فقدت الزرقاء مقومات وجودها !

يرجع نشوء المدن إلى جملة من الأسباب،يجعلها علماء التاريخ والمهتمون بنشوء الحضارات أساساً لنشوء المدن وازدهارها، مثل المُناخ المعتدل والمياه والمواصلات ووجود المناجم فالحضارات القديمة نشأت وترعرعت في المناطق التي يسودها المناخ المعتدل كحضارة الهند والصين ومصر وأرض الرافدين.
وقد تهيأ لمدينة الزرقاء مجموعة من الأسباب التي توجب نشوء حضارة أو مدينة منذ أقدم الأزمنة إلى يومنا هذا، فالزرقاء مدينة تقع على سيف الصحراء ، بمعنى أن مناخها وإن كان قريبا للمناخ الصحراوي إلا أنه ليس بحدة مناخ الصحراء، لوجود نهر الزرقاء، ولوقعها على مقربة من المناطق ذات المناخ المعتدل،أما المياه في الزرقاء فهي وفيرة ولكثرتها حملت اسم الزرقاء على أرجح الروايات،أما المواصلات،فمنذ القدم كانت تقع على طريق المواصلات،فكانت محطة على الطريق التجاري للأنباط،ثم إن الطريق الروماني الذي كان يصل العقبة ببصرى كان يمر بها، أضف إلى ذلك أن القادة والفاتحين كانوا يمرون بها بدءا بسرجون الأشوري ومرورا بجند الفتح الإسلامي وصلاح الدين الأيوبي وغيرهم .
وتقول المصادر أن اول وثيقة عن الزرقاء وجدت في رسائل تل العمارنة، وذلك يعني أن (تطميس الثالث) الذي فتح البلاد السورية سنة 1447 ق.م وبعد انتصاره في معركة مجدو فوق المضيق الذي يصل السهل الساحلي بمرج ابن عامر في فلسطين، ولما خضعت له البلاد السورية من امرائها بالضرائب السنوية مما تنتج بلادهم ويأخذ ابناءهم إلى مصر ليربوا فيها على حب الفراعنة ، ثم ليكونوا رهائن في قصور الفراعنة من جهة اخرى، ويظهر من الإحصاءات التي سجلها (تطميس الثالث) في عاصمته طيبه أسماء كثيره من المواقع في شرقي الأردن منها (سارقي)، الذي هو الزرقاء
ومن مشاهدات المؤرخ سعيد الصباغ عن الزرقاء عن الزرقاء حيث قال انها مبنية على هضبة ، ينبع بالقرب منها نهر الزرقاء في مكان تكثر حوله اشجار الحور والدفلة والتوت والمشمش والخوخ والدراق ، فيتألف منها رياض بهجة، تقصدها أهل القرية وبعض اهالي عمان في اوقات فراغهم للتنزه وللاستجمام بمياه نهر الزرقاء وهوائها جيد وعليل وبخاصة في الليل ، غير أنها مبنية من اللبن وسقوفها على الطريقة القديمة فيها جامع" مسجد" للصلاة فيه ، ومدرسة للمعارف ولا يوجد فيها آثار قديمة توجب الذكر باستثناء قصر قديم يدعى "يقصر شبيب" وحول الزرقاء ، تكثر مضارب عشائر ومنازل قبيلة بني حس وهي من العشائر الأردنية
وفي اوائل الستينات كانت الزرقاء مدينة تتطلع إلى المستقبل، فإذا واجهات الشوارع والمحال التجارية يعاد بناءها بالحجر، وبدأت تظهر الابنية ذات الطوابق المتعددة ، وازداد النشاط التجاري زيادة ملحوظة وكان سيل الزرقاء لا يزال يجري متدفقا ، وعلى جانبيه البساتين المزروعة بالأشجار المثمرة كالتوت والخوخ والمشمش إضافة إلى البقول مثل الفول والباذنجان والبصل والخس، وكان اهل الزرقاء يخرجون للتنزه ويستمتعون بجنال الطبيعة الساحر تحت الأشجار وقرب عيون الماء التي كانت تتدفق بغزارة في الوادي، بينما كان الاطفال يسبحون في مياه السيل النظيفة الرقراقةن وكان يؤم سيل الزرقاء للتمتع بجمال الطبيعة وتدفق المياه الصافية الرحلات المدرسية التي كانت تنظمها مدارس المملكة بضفتيها
وفي تلك الايام كانت بلدية الزرقاء قد اعدت سيارة صهريج تحمل الماء وترش شوارع الزرقاء وبخاصة في فصل الصيف.

وها نحن اليوم نجد الزرقاء قد فقد الكثير من مقوماتها ، فمن هو المسؤول عن ذلك ، فالزرقاء اليوم تعاني من شح المياه والبيئة السيئة وعدم النظافة ، من سيسمع لنا، الان نجد اهل الزرقاء يتهافتون لشراء تنكات المياه ، وعد وصول المياه الى البيوت ، لاسباب مجهولة، ولا احد يسمع لأهلها ..............لماذا