شكوى لصاحب الجلالة من حراس شركة ( SHARK )

حضرة صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم , حفظه الله ورعاه.

سيدّي :
نحن مجموعة من أبناء شعبكم الطيّب الوفي , وأغلبنا من متقاعدي القوات المسلحة والأمن , ونعيش في ظروف قاسية مأسوية لا تخفى على جلالتكم , وقد يسر الله لنا العمل حرّاسا على مستودع أنابيب خطّ الديسة الموجود في منطقة خان الزبيب / لواء الجيزة لأننا من سكان هذه المنطقة , فعملنا مع شركة ( Shark ) لصاحبها الرجل الفاضل فواز المناصير , وكان عددنا ثمانية حراس ومراقبين أثنين , وكان راتب الحارس مائتين وخمسين دينار , وراتب المشرف ثلاثمائة دينار إضافة للإكراميات التي يدفعها لنا هذا الرجل الفاضل بين الحين والآخر , وقد أمضينا في هذا العمل ما يزيد على عام ونصف ونحن آمنون مطمئنون , ولم يعكر صفو ذلك إلاّ حادثة فريدة حصلت قبل عدّة أيام حيث تعرّضت مستودعات الشركة لمحاولة سطو مسلح أحبطها حراس الموقع , وبلغوا عنها مقاطعة الجيزة , والتي لم تتوانى من الوصول إلى الموقع وبسرعة قياسية , وتمكن رجال شرطة البادية الأشاوس من إلقاء القبض على إحدى السيارتين المهاجمتين وسائقها , والتحقيق جار في ذلك .

وقد مرّت هذه الحادثة بسلام بفضل الله , ويقظة حراس الموقع , وتعاون شرطة مقاطعة الجيزة وكانت المكافئة لنا أن قامت شركة (جاما) التركية المنفذة لعطاء مشروع جرّ مياه الديسة بالتعاقد مع شركة أخرى اسمها شركة البحر المتوسط , ويملكها رجل متنفذ اسمه سليمان غنيمات , فأعلن أنّه سيتعامل مع هؤلاء الحراس باعتبارهم تحت التجربة , وبراتب مائة وتسعين دينار للحارس , ومائتين خمسين دينار لمشرف واحد وعدم استخدام مشرف آخر , علما بأنّ شركة جاما تدفع للشركة مقابل كلّ حارس أكثر من أربعمائة دينار أيّ أنّه يعطي الحارس أقلّ من 50% مما تدفعه الشركة , والأدهى من ذلك أن إنهاء عقد الشركة القديمة ( Shark ) هو تحايل من قبل شركة ( جاما ) على حقوق العاملين حيث أنّ المشروع قد شارف على نهايته , وهذا يرتب على تلك الشركة(جاما ) مبالغ مكافئة نهاية الخدمة المعروفة في قانون العمل والعمال , وباستقدام شركة جديدة فإنّها ستعامل العاملين باعتبارهم مستجدين مما سيضيع حقوقهم .

ومن الملفت للنظر أنّ صاحب الشركة الجديدة علاوة على إعلانه عن تنزيل الرواتب , وما يترتب على تعاقده من تضييع لحقوق العمال فهو قد جاء بطريقة استفزازية متعالية مستقويا بالجهات الرسمية التي هددنا بأنّها ستقف معه للاستمرار في تنفيذ عطاءه الجائر , وفي هذا اليوم قام الحراس وعائلاتهم باعتصام سلمي عند مستودعات الشركة , وقد حضرت الشرطة وتفهموا الموقف , فقام أحد الوجهاء بالاتصال مع صاحب الشركة الجديدة ( سليمان غنيمات ) إلاّ أنّه بقي متعنتا ومصرّا على موقفه , وبعد هذا الاتصال فوجئت بأنني مطلوب لمتصرفية الجيزة كنوع من التهديد لنسلم للأمر الواقع , فلذت عنه بالفرار خوفا من السجن لأنني أعاني من مرض القلب أولا , والرعب من المسؤولين ثانيا , والخوف من تداعيات الموقف ثالثا إذ يكفينا ما حصل قبل يومين .

سيدي صاحب الجلالة :
نستجير بمقامكم السامي من الظلم والهضم والضيم , ونلتمس من جلالتكم الإيعاز للجهات المختصّة لإبقاء الشركة القديمة ( Shark ) حفاظا على حقوق أبنائك من أولئك الحراس الذين يعانون الأمرين من الفقر والعوز والحاجة , وحمايتنا من هذا المتنفذ المستقوي علينا والذي يسعى لخلق فتنة في سبيل مصالح شخصية ضيّقة .

أدام الله ظلكم عونا للمحتاجين , وسندا للمظلومين , وتفضلوا بقبول فائق الاحترام مولاي المعظم .