الإخوان..قانون الانتخاب قميص عثمان !

المسألة مع الاخوان المسلمين وحزبهم جبهة العمل الاسلامي لا تتعلق بقانون الانتخاب من حيث اتساع قاعدته التمثيلية او ضيقها كما هو معلن .. المسألة ليست رمانة وانما قلوب مليانة على التشريع الذي يريدون نقض غزله لينفرط وتخلو لهم المساحات ليبسطوا نفوذهم فيها على حساب الأغلبية التي فوضت الدولة لحماية مصالحها ..


والاّ كيف يقاطعون بذريعة واهنة ويزيدون انهم يقاطعونها تسجيلا وقوائم ومقدمات وكل ما يمت بصلة اليها ويخرجون على الناس ليحرضوا ضد العملية الانتخابية في محاولة لتعطيل المسيرة الديموقراطية وعملية الاصلاح ورهنها وابقاء الحال في الشارع على احتقانه تحت شعار «لا برحمك ولا بخلي رحمة الله تنزل عليك» .. انهم يرون قانون الانتخاب «قميص عثمان» للدخول الى السلطة وسيظلون يطالبون به الى ان يحققوا غيره!! ..


التحالفات الاخوانية مع الخارج بدت مفضوحة ومكشوفة ولن يكون آخرها في الكشف رسالة الرئيس المصري للرئيس الاسرائيلي فذلك شأن آخر ومسألة لا علاقة لنا بها في الأردن الا بمقدار تتبع المسار الذي ينهجه الاخوان المسلمون بين التقية والانكشاف وبين ما يقولون وما يفعلون وبين الرسائل من تحت الطاولة والآخرى من فوق الطاولة والمكتوبة بأكثر من حبر..


يرهنون الانتخابات هنا..ويرهنونها في فلسطين أيضاً وهم هنا اكثر تأزيماً للوضع ومحاولة لتعكيره والصيد فيه ولعل تصريحات قياداتهم على الأرض الأردنية وحيث يرتحلون الان بمرونة الى العواصم التي صعدوا فيها الى السلطة في القاهرة وتونس وحتى السودان وغيرها..لعلها تحمل من التأزيم والاستفزاز أكثر مما تحمل من المصالحة والرغبة في الحوار لقد استعجلوا في قرارهم الاخير بمقاطعة الانتخابات القادمة وحتى يظهروا اصرارهم على ذلك وقطع الامل عن امكانية عودتهم اليها قاطعوا التسجيل لها وكل ما يتعلق بمجرياتها.. عيون الاخوان المسلمين تتخطى القانوني الى السياسي وهم يريدون اعادة انتاج كل الحالة الأردنية لتكون الناصية لهم يطلبون المشاركة ثم يواصلون المزاحمة ويقررون بعد ذلك حصة الشريك فإن أوهنوه أخذوا مقاليد الحكم كما فعلوا في أكثر من نموذج فأين الثورة المصرية؟ أين شباب الثورة في ميدان التحرير؟ واين تمثيلهم؟ أين احزاب مصر الوطنية والليبرالية والقومية واليسارية؟..


الاخوان المسلمون في الأردن يدركون انهم وحدهم أقل قدرة على التأثير القوي على مسيرة الاصلاح ولذا فإنهم يعمدون الى تحالفات مع أفراد وشخصيات وبعض المنشقين من عشائرهم ويحاولون ان يسوغوا قواسم مشتركة مع احزاب المعارضة التي كشفت الكثير من نواياهم ولعل في تحفظ احزاب اليسار وحتى نواب اليسار في البرلمان وخصوصاً تصريحات السيدة عبلة أبو علبة في الرد على موقف الاخوان ومقاطعتهم دون مشاورات كافية مع غيرهم ممن يريدون جرّهم الى مواقفهم..لعل ذلك سبب في انكشافهم المبكر..


يخسر الاخوان المسلمون من المقاطعة لانهم يظهرون بها عدم حرصهم على مسيرة الاصلاح وعدم مساعدتهم في تسريعها «حين يستعجلون الشيء قبل أوانه ولا يدركون انهم يعاقبون بحرمانه» يخسرون مرتين، مرة في أن يكونوا وطنيين وجزءا من النسيج الاجتماعي ويخسرون مرة أخرى في تحالفاتهم التي يخذلونها حين يريدون وينافقونها حين يريدون..


هم ليسوا مع المسيرة الان في هذه الظروف الصعبة لا يشفقون على هذا الوطن ولا يرحمون اوضاعه وانما يستقوون عليه بالاخر والخارج وحتى الأجنبي ومن يرى رؤيتهم فمتى يكونون معه وهل يكونون معه حين لا يكون بحاجة أم أنهم يعتقدون انهم يمسكون من اليد التي تؤلم ويدخلون مع الدولة في الامتحان وحالة عض الاصابع معتقدين انهم تجاوزوا الشراكة الى الانقضاض!!