فيصل البطانية يكتب : العرب بمواجهة سوريا

اخبار البلد 
تعود بي الذاكرة الى مذابح غزة على يد الصهاينة المحتلين يوم تحرك العرب بجميع اقطارهم ليقفوا الى جانب اطفال غزة وهم يذبحون في وضح النهار ، ذاك التحرك الذي يقول المثل العربي عنه (يرفع الرأس) كيف لا نذكر المساعدات والتبرعات التي انهالت على اهل غزة لتصلهم بحماية من ذبحوهم من الصهاينة .
في تلك الأيام لم يصدر اي قرار عن مجلس الأمن أو عن مجلس الجامعة العربية أو عن مجلس التعاون الخليجي او وزراء الدفاع العرب الذين نذكر آخر اجتماع لهم عندما قتل وصفي التل في القاهرة .
اميركا التي ذرفت دموع التماسيح على حقوق الانسان لم تذرف اي دمعة على اطفال غزة ربما لأنها لم تعتبرهم من البشر .رغم أن بعض الدول العربية على علاقة جيدة مع اسرائيل سواء كانت العلاقة مجسدة بالتمثيل الدبلوماسي او بالتمثيل العائلي الذي يقضي به بعض المسؤولين العرب عطلهم الأسبوعية (ويك اند) في نهاريا او في تل أبيب لم تسحب دبلوماسييها او تطرد دبلوماسي اسرائيل من عواصمها مثلما لم تتأثر زيارات بعض المسؤولين العرب الخاصة للشواطئ الاسرائيلية .
مثلما تعود بي الذاكرة الى الاسبوع الماضي حين تصدرت عناوين استباحة باحات الاقصى من قبل قطعان المستوطنين ومومسات الصهاينة ليدنسوا المسجد الذي تشد رحال المسلمين إليه ويأتي توقيت هذا التدنيس في غرة الشهر الفضيل .
لم تتوعد الحكومات العربية اسرائيل على انتهاكاتها لحقوق العرب على ارض فلسطين ولم تتوعد منظمة التحرير الفلسطينية بتوجيه انذار صوري للإسرائيليين بالوقت الذي ملأ صراخ ياسر عبد ربه صفحات الصحف الاسرائيلية والعربية والغربية بوعيده لسوريا ولجيشها الذي ارتكب مجزرة بحق الفلسطينيين في مخيم اليرموك حسب ادعائه متناسياً ان ما اسماه بالمجزرة لم تدعي به حتى القوى المناوءة للحكومة السورية بالوقت الذي نسي عبد ربه او تناسى ان الجيش السوري هو الوحيد الذي لا زالت اسرائيل تحسب له الف حساب . مثلما تناسى ان قيادة حماس لا تزال في سوريا مما يثير الشكوك في ادعاء ياسر عبد ربه من معاملة السوريين للفلسطينيين علماً بأن العلاقة التي تربط حماس بالسوريين علاقة معقدة تتقاطع مع علاقة حماس مع قطر ومع انظمة جديدة على الساحة.
وخلاصة القول وبدون الخوض بالتفاصيل باعتقادي انه لا يحق لأي كان من الذين ذكرتهم و الذي لم أذكر أن يزايد على سوريا كقوى وحيدة بقيت على ساحة الصراع العربي الإسرائيلي المسلح وهي تشكل لبعض الدول العربية خط الدفاع الأول أمام العدو الصهيوني مثلما تشكل لبلادنا العمق الاستراتيجي الذي لم يبقى لنا غيره بعد ان سقطت العراق بيد الغزاة المحتلين من الأمريكان وعملائهم والصهاينة وحلفائهم.
ومع عدم الاعتراف بشرعية ما يجري على الساحة السورية من مذابخ واستفزازات متبادلة الاَ ان سقوط سوريا سيعني تغيير الخارطة السياسية بالوطن العربي ويعني انتهاء ما يسمى بدول المواجهة او الجبهة الشرقية وبالتالي يعني تصفية القضية الفلسطينية على الطريقة الاسرائيلية الامريكية وضياع القدس والحقوق المشروعة وبعبارة اوضح سيقال عندها للعرب وفي مقدمتهم الفلسطينيين عظم الله اجركم .
و إن غدا لناظره قريب .