أرقام الطراونة الأولمبية !

تقام حاليا في العاصمة البريطانية لندن دورة الألعاب الأولمبية وسط مشاركة أبطال العالم في مختلف الألعاب ..

في غالب الأحيان لا يعود الأبطال العرب المشاركون في هذه الألعاب إلى بلادهم يحملون ولو ( ميدالية شاي )، كون المنافسة مع أبطال عالميين تكون معدومة نظرا لأن هؤلاء يمتلكون أرقاما قياسية عالمية من الصعب جدا تحطيمها ..

إذا دعونا نجرب إرسال السياسيين بدلا من الرياضيين، فقد تكون فرصتهم في الفوز أقوى لما يملكونه من خبرات قد تؤهلهم للمنافسة ..

أردنيا .. لو أرسلنا على سبيل المثال رئيس الوزراء للمشاركة سنكتشف أنه " سيبحط " على منصات التتويج ولن ينزل عنها إلا بعد انتهاء الحفل الختامي ... ولن تفلت منه ولا ( ذهبية ) إلا إذا أقامت له السفارة حفل إفطار وأبعدته قليلا عن المنافسات !

مثلا .. لو شارك في سباق 100 متر رجال ستكون حظوظه قوية في المنافسة كون الرقم القياسي العالمي مسجل باسم الجامايكي يوسين بولت بـ( 58 . 9 ) ثانية ..

من يعدل قانون الانتخاب في زمن مقداره ( 50 . 8 ) ثانية رغم كل القنابل التي زرعتها المعارضة في طريقه هو قادر بلا شك على تحطيم هذا الرقم .. ففي لندن سيركض الرئيس دون أن يجد أمامه لا جبهة إصلاح ولا إخوان، وبالتالي ستكون الطريق سالكة أمام دولته لنيل الميدالية الذهبية في سباق 100 رجال ..

أما بالنسبة لسباق 400 متر حواجز فهذا النوع من المسابقات هو أردى فعايله ..

فمن يقفز عن ( الإصلاح ) .. ومن يقفز عن محاربة ( الفساد ) .. ومن يقفز عن ( تعدد الأصوات ) .. ومن يقفز عن مطالب ( الحراك ) .. هو بلا شك بطل لا يستهان به في ( القفز )، لذلك سيضع الأردنيون أرجلهم في ماء بارد عندما يشارك الرئيس في هذه المسابقة كون ( الذهبية ) في " الجيبة " الصغيرة !
أما بالنسبة لرفع الاثقال فسنجد الرئيس بطلا في أوزان ( 90 ) و ( 95 ) بس مش أوكتان ، وذلك لسبب بسيط جدا وهو : أن اللاعبين المشاركين يعتمدون على ( العضلات ) في الرفع .. بينما الرئيس هو البطل العالمي الوحيد الذي يعتمد على( التوصيات ) عندما يريد أن يرفع .. فقط كل ما نحتاجه هو وجود ابن حلال في البعثة ليوصي له بالرفع .. عندها ( سيرفع ) ،ولن يسأل عن ( لاعبين )، ولا عن ( حكام ) ،ولاعن ( دسك ) .. فمن استطاع أن يزيد ( الأثقال ) على شعب .. ليس عاجزا عن زيادتها في ( لعبة ) !
في مسابقة ( رمي الجلة ) نجد أن الرامي يكون داخل حلقة قطرها ( 213 ) سم .. والرئيس عادة لا يرمي ( المنصب ) إلا من ضمن حلقة قطرها ( 100 ) سم فقط .. وزن ( المنصب ) مع المكافآت و المياومات هو أثقل بكثير من وزن ( الجلة ) ..
..

لذلك الحصول على ذهبية هذه المسابقة بالنسبة له أسهل بكثير من الحصول على كيلو ( قطايف ) !
في الختام : إذا ذهبنا إلى لندن لن نحصد إلا ( الذهب ) .. بينما في الرابع لم نحصد حتى الآن سوى ( التنك ) .. المسألة بحاجة لجدية في التفكير وعدم التردد في المشاركة !