فيصل البطاينة يكتب : الفراغ السياسي الأردني

اخبار البلد_ ما أن دخل العالم في الألفية الثالثة حتى بدأت دول العالم تتغير قياداتها و رجالاتها و خرائطها و ما يهمنا من مناطق العالم هي منطقتنا وقضايانا الأساسية و علاقاتنا مع أشقائنا و مع أعدائنا لنصل إلى وضعنا الداخلي اقتصاديا و سياسيا و اجتماعيا .
تعود بنا الذاكره إلى أواخر القرن الماضي يوم كانت قيادتنا التي عودتنا على اجتياز الصعاب و مقارعة الأعداء و التزام المواقف بحكمتها المعروفة للقاصي و الداني و باعتمادها على النشامى الأردنيين الذين نذروا أنفسهم بما يكمن فيها من خبرات و انتماء و ولاء للوطن و قائده أولئك الذين كان يعج بهم المقر و دهاليزه ، دون أن يبخلوا بمشورة ودون أن يؤثروا مصلحة شخصية على المصلحة الوطنية العليا .
نستذكر تلك الأيام يوم واجهت بلادنا ما كان يجري على الساحة العراقية حين وقفت دول التحالف المؤلفة من الذين يقفون اليوم خلف ما يجري على الساحة السورية كالأمريكان و الأوروبيين و من سار في ركابهم من العرب الذين يجددوا مسيرتهم ذاتها ليتحالفوا على دولة كانت من ضمنهم في التحالف ضد العراق . في تلك الأيام أعلن المغفور له الملك حسين طيب الله ثراه وقوف بلاده مع العراق بالوقت الذي كانت به أمريكا و اسرائيل و دول الخليج و مصر و سوريا و المغرب و تونس و بقية الدول باستثناء السودان و اليمن والسلطة الوطنية الفلسطينية جميعها تقف إلى جانب احتلال العراق و تدميره و كان لهم ما كان ، الحسين العظيم و شعبه الطيب و مستشاروه الأوفياء تحملوا مسؤوليتهم التاريخية و لم يخافوا من انقطاع المساعدات المشروطة أو الإنهيار الاقتصادي المزعوم ، و سقطت بغداد و بعدها بسنوات عرف الجميع أن الأردنيين بقيادتهم الهاشمية هم الأوفياء لبني جلدتهم .
أما في هذه الأيام و قيادتنا الهاشمية لا زالت تقودنا إلى شاطئ الأمان معتمدة على عمق ولائنا و صدق انتمائنا لأردننا و أمتنا و شعبنا الطيب لا زال على حاله و على صفاته و لم يتغير علينا إلا أمر واحد هو الفراغ السياسي الذي لم نلمسه منذ قيام الدولة كمانلمسه بوضوح في هذه الأيام .
شعبنا الأردني يدرك أن سقوط سوريا في شرك التحالف الأمريكي الصهيوني يعني سقوط عمقنا الإستراتيجي و يجعلنا فريسة سهلة لإسرائيل بعد أن سقطت عراق التاريخ في ذلك الشرك بتواطؤ عربي تراهم يدفعون ثمنه أولئك الذين تواطئوا واحدا تلو الآخر .
شعبنا الأردني بقيادته الهاشمية هو من ألغى صك الإنتداب البريطاني و هو من صان الاستقلال و حافظ على القدس و الضفة الغربية بجماجم شهدائه و جراحات جنوده وعرّب الجيش هو من وقف بإمكاناته المتواضعة مع المصريين بالعدوان الثلاثي و مع الجزائريين بحرب التحرير الجزائريه و مع السوريين في حرب الجولان و مع العراقيين في مواجهة قوات التحالف .
شعبنا الأردني الذي لم يكن ذات يوم كما هو اليوم يتفرج على الفراغ السياسي في بلاده و حول قيادته التي هي أحوج ما تكون بهذه الأيام لرجال السياسة و المستشارين و الإبتعاد عن الفراغ السياسي مستذكرين قوله تعالى ( و ما ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا ) فالشر دوما من أعداءالشعوب و الرشد من المولى عز و جل .
و خلاصة القول على هذا الفراغ السياسي في بلادنا أن يختفي قبل أن نختفي من خارطة الشرق الأوسط مأملين أن تعود بهجة المستشارين المؤتمنين الأوفياء إلى مقر الأردنيين جميعا ليلتفوا حول القيادة الهاشمية الراشدة .
مثلما يتحتم على أشقائنا أن لا يبطشوا بشعوبهم من أجل استمرارية حكمهم على أشلاء الأبرياء الذين لا ذنب لهم إلا أن صفقوا لهم ذات يوم

حمى الله الأردن و الأردنيين من شرور أنفسهم و من سيئات أعمالهم و إن غدا لناظره قريب


نعتذر عن قبول التعليق بناء على طلب الكاتب.