يا حامل القرآن في الروح والصدر ويا هاجر القرآن في حلقة الذكر

نقرأ القرآن في هذه الايام المباركة من الشهر الفضيل ولا نتدبر معاني الآيات القرآنية نمر مرور الكرام عليها ونتسابق لختم القرآن اكثر من مرة دون فهم معاني الكلمات او فهم مغزاها وهمنا الوحيد من يختم القرآن اول واحد, ولكن لو قرأنا صفحة واحدة وفهمنا معانيها وطبقناها على حياتنا العملية فلنا اجر اكبر من التسابق على ختم القرآن ثلاث او خمس مرات في شهر رمضان دون فهم او تدبر.يا حامل القرآن انت تحفظ آيات كثيرة تمس امور حياتك ولكن لا تطبق منها شيئا تقرأ خجلا من الناس او مكرها او ارضاء لوالديك.تعالوا معي نغير من عاداتنا ونحمل كتاب الله في صدورنا مرفقين معه تفسيرا لآياته وافضل تفسير هو الطبري وكل ما انتهينا من قراءة آية نستخرج الكلمات الصعبة فيها وندونها في دفتر كراستنا لنرجع لها مرة اخرى في المرات القادمة عندما تقرأ نفس السورة فهذا يسهل علينا البحث والاستقصاء فلا تتكرر عملية البحث مرة اخرى.نقرأ احكاما كثيرة وتشريعات في السور القرآنية ولكن نرميها بين ظهرانينا واكبر مثال على ذلك ان الله عز وجل نهانا عن الاستماع لوساوس الشيطان ولكن لا نكون سعداء الا اذا استمعنا لوساوس الشيطان وحققنا رغباته واحلامه وقد اخبرنا الله عز وجل عن ابليس انه يغوي المؤمنين من عباده الى يوم القيامة(قال رب فانظرني الى يوم يبعثون قال فانك من المنظرين الى يوم الوقت المعلوم قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الارض ولأغوينهم أجمعين الا عبادي منهم المخلصين) الحجر 34-38 ونهانا القرآن عن الكذب والغش والنفاق والسرقة ومع ذلك فقد عاث المفسدين فسادا وتخريبا في الارض .وامر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز انصاف المراة ولكن الآباء حرموها من الميراث والتعليم وحقها في اختيار الزوج .جاء في الآيات القرآنية تعاليم واحكام اهملناها واخترعنا احكاما من عندنا توافق اهوائنا ورغباتنا ولم نراعي كلام الله في محكم كتابه العزيز. جاء في القرآن الكريم آيات تحرم الزنا والخمر والميسر ولكن المسلمين عصوا اوامر ربهم ورموها بعرض الحائط ولم يهتموا لا لدنياهم ولا لآخرتهم وانغمسوا في ملذات الحياة ونسوا تعاليم الاسلام التي يقرأونها من خلال الآيات والسور القرآنية.القرآن الكريم ليس مجرد سرد آيات مثل الببغاء بل قراءة القرآن بخشوع والتدبر في آياته وتطبيق شرائع الله على ارض الواقع واتباع اوامره وسننه والابتعاد عن نواهيه .نحن نحمل كتاب الله في صدورنا ولكن لا نفهم او نعي ما نقول وان فهمنا فلا نطبق احكامه .للاسف اصبحنا نهجر القرآن ولا نقترب منه الا في شهر رمضان المبارك وبعد انتهاء الشهر الفضيل نسارع لارتكاب المعاصي والآثام ولا نقدم على قراءة القرآن الا من الحول للحول وكأن قراءة القرآن لا تأتي الا في المناسبات وقد توعد الله سبحانه وتعالى هاجر القرآن بعذاب اليم في الدنيا والاخرة.القرآن ياتي يوم القيامة شفيعا لصاحبه واما هاجر القرآن فتوعده الله بعذاب اليم قال الرسول صلى الله عليه وسلم(يا رب ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا)الفرقان30.وقال تعالى(ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى قال رب لم حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى).طه 124-126

اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء همنا وغمنا يا ارحم الراحمين ويا اكرم الاكرمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.