غداً يوم الطخ الأردني

غداً سيكون الأردنيون على أعصابهم ..بل سيمسكون أعصابهم عصباً عصباً و يجلسون عليها ..منهم من ينتظر نتيجة التوجيهي و يريد أن يفرح بفلذة كبده و بقرابته و منهم من سيجلس في البيت ملوماً محسوراً ..!

وبعد مرحلة انتظار النتيجة ..ستظهر السمفونيّة الأردنيّة في ( موسيقى الطخ ) ..سيصدح الناجحون و أقرباؤهم في ( طخّهم ) بل سيصدعون به ..وسيشاركهم فيه كل ( شايش ) ..!

غداً ؛ نعم غداً ..سنضع أيدينا على قلوبنا ..لأن هناك وفي منتصف رمضان من لن يبلغ العيد – لا سمح الله – لأن طلقة طائشة طارت من واحد فرحان و استقرّت في واحد لا دخل له بما يجري ..وسينقلب الفرح إلى ترح ..!

نحن من الشعوب القليلة التي فرحها دائماً محفوف بالموت ..لأن طريقة تعبيرنا عن الفرح هي طريقة الخارج من معركة منتصراً ومعه بضع فشكات يجب أن يهديها للسماء ..!

نحن من الشعوب القليلة ..التي في قُبلتنا موت ..وفي سلامنا موت ..وفي تفاصيلنا لا يسكن الشيطان بل الموت ..لأننا بالموت وحده نعبّر عن وجودنا ..لا نستطيع أن نصنع حدثاً كبيراً إلا بالموت ..!

يحق للأردنيين جميعاً أن يفرحوا بنجاح ذويهم بالتوجيهي ..و يحق لهم أن يعبّروا بالطريقة التي يرونها مناسبة لذلك ..ولكن لا يحق لهم أن يشكروا الله على نعمة النجاح باللعب بالموت ..ولا يحق لهم أن يقولوا بالطخ : أن العلم صار الآن في بيتنا ..وهل نعبّر عن فرحنا بالعلم بالطخ ..وهل يجتمع العلم بالطخ على صعيد واحد ..؟!!

افرحوا غداً كما تشاؤون ولكن اتركوا لنا مساحة لا موت فيها ..كي نشاهد فرحكم حتى النهاية ..!