صراع الخط الأحمر مع الضوء الأخضر

خلال الأيام الماضية ظهر الدكتور هايل عبيدات مدير عام مؤسسة الغذاء والدواء كالفدائي في معركة الرقابة على الغذاء الأردني، ويبدو وفق مقابلة مع الزميلة "الرأي" أمس أنه مصر على مواصلة معركته.

والأمر الذي أثار الاستغراب (ولكنه استغراب جميل بالطبع) هو مستوى الأسماء والجهات التي جرت محاسبتها، بل إن عبيدات أمس رد بجرأة مكذباً مَن أعلنوا أن أسماءهم وردت بالخطأ ضمن المعاقبين.

ومن المفاجآت ما كشفه عبيدات عن وجود كتاب موقع من رئيس وزراء سابق يطالب بتخفيف المخالفات على المطاعم، ومنها السياحية الكبرى ذات الأسماء البراقة التي دخلت البلد باعتبارها استثمارات حظيت ليس فقط بالإعفاءات، بل بغض البصر عن المخالفات البشعة كالتي تم الكشف عنها.

قد يقال إن ضوءاً أخضر أعطي للدكتور عبيدات، وهو ما مكّنه من شن هذه الحملة. وفي الواقع ليت كل الأضواء الخضراء تكون من هذا النوع، وليتنا نشهد قريباً ضوءاً أخضر مماثلاً في كثير من القطاعات الأخرى.

اعتدنا في الأردن على أن الاستثمار خط أحمر، وفي الإعلام يمكنك أن توجه ما تشاء من النقد للإدارة العامة والسياسية بمختلف مستوياتها، ولكن عليك الحذر عندما يتعلق الأمر بالمستثمرين فهؤلاء خط أحمر.

إلى أن يصبح تطبيق القانون والقيام بالواجب أمراً طبيعياً لا يستدعي الإشادة، دعونا نحيي الفريق العامل في مؤسسة الغذاء والدواء وخاصة أولئك العاملين في الميدان وبقيادة مديرهم العام.