فندق الموت بالصور والفيديو ... شهيدة اهمال الهوليدي إن (الحلقة الثانية)
اخبار البلد –
احمد الغلاييني
لن يتكلم
القلم فالقلم قد عجز عن وصف المشهد ولن نكتب تقريراً فالحروف مازالت عاجزة عن
الكتابة ، المشهد والمنظر مؤلم وصعب الوصف ... لكن زيارة والدة دنيا أبو سليم
للمكتب وعلى يدها طفلها ذات السبع شهور لخصت الكلمة .
والدتها
الصابرة القوية المستعدة للمعركة من أجل حق ابنتها وحقوق اطفال سيصبحون شهداء
اهمال الهوليدي إن في المستقبل ، تلك المرأة القوية الشامخة الصابرة صبر الخنساء
على اولادها الأربعة زارتنا وبرفقتها صور من العمر والذكريات لطفلة كان حلمها ان
تكبر او ان تموت شهيدة .
دنيا التي
ماتت وهي تحلم بالغد أن الغد لناظرهِ جميل ، لكن أي غد وفي وطننا سماسرة لايهمهم
سوى جني المال والهرب من المسؤولية والخوف من الفضيحة ، ومن اي فضيحة ، انها فضيحة
اهمالهم .
دنيا قبل ان
تموت في فندقكم كانت تقول للمرة الاولى سأذهب إلى فندق واستيقظت من اجلكم مبكراً
لتجهز حقائب المجزرة ، وتوقظ أمها مبكراً من أجل الرحيل إلى الجنة .
كان جواز
سفرها للعبور إنتظارها لشهادتها المدرسية فأخذت شهادة العبور للجنة ، فتحقق حلمها
ان ماتت شهيدة إهمال وتسيب ذاك الفندق .
قبل ان تموت
دنيا وعلى باب الفندق شاهدت مهزلة وكأنها علامة دلالية على ماسيحدث بعد ساعات
قليلة .
رأت الموظفين
وهم يلحقون كلباً هارباً لسيدة اجنبية وكانت تضحك .
بينما لم يجرؤ
احد على نزف الدموع حين رموها في كراج السيارات خوفاً من الفضيحة .
إدارة الفندق
اكتفت ببرقية عزاء بصحيفة وبأسم خاطئ دون الإشاراة انها ماتت بسبب إهمالهم .
كان عبد
الكريم الطفل يلعب في المكتب ويحاول الإقتراب والجلوس من موظفي المكتب وكأن في
عينيه رسالة تقول : لادور لي في المزاح مع الماء لكني كنت انا ايضاً شاهداً على
المجزرة .
دنيا كوني
مطمئنة ان من يحمل هم ابناء بلادهِ سيبقى وفياً لترلي لشهداء وسنبقى نحن اوفياء
لتراب قبركِ .