عصام قضماني يكتب : جريمة مرت بلا عقاب
اخبار البلد_ مرت حادثة تدمير مشروع المفاعل النووي البحثي في جامعة العلوم والتكنولوجيا مرورا ليس كريما , فلا حساب ولا حتى عتاب.
لم ينبس أحد ببنت شفة فلم نسمع من الحكومة شجبا ولا إدانة ولا حتى أسفا على المشروع الذي أصبح أثرا بعد عين ولا من أية جهة ذات علاقة , ولم يحاسب من إقترف هذا التدمير , بل إن ما حدث هو « عفا الله عما مضى « وقد أفلت مرتكبو هذه الجريمة من العقاب , وهم متحمسون ومتعطشون لتدمير المزيد من مثل هذه المشاريع الحيوية بحجج المحافظة على البيئة , ولا أبالغ إن قلت أن معظم الذين شاركوا في عملية التدمير , لا يعرفون شيئا عن المشروع لكن المحاسبة على الجرم لا يجب أن يتوقف عند من قام بالفعل , بل إن يد العدالة والقانون يجب أن تطال المحرضين على الفعل.
تدمير المنجزات سلوك , لا علاقة له بالحراكات السلمية التي تتبنى مطالب محقة , بل على العكس فهي تشويه لها ولصورتها ونستطيع أن نسرد عشرات الحوادث المماثلة ضد الممتلكات الخاصة والعامة , بهدف وضع اليد على أراض تزعم تجمعات لا تخفي هويتها ملكيتها لها حتى لو إقتضى الأمر تخريب وتدمير ما عليها من مشاريع , وتهديد و»تطفيش « إدارات هذه المؤسسات والعاملين فيها.
الإحتجاجات , لتحقيق مطالب إجتماعية سلوك مقبول , إذ يلتزم بالقوانين وبأساليب التعبير الحضارية وعبر مؤسسات المجتمع المدني , لكنه ليس كذلك إن كان فوضويا وتعجيزيا وتدميريا , يضر بالإقتصاد وبمصالح المجتمع , لكنه أيضا سيكون في ذروة السلبية إن ووجه بغض الطرف , وغض الطرف هنا هو تغييب القانون.