المال السعودي الموعود 'لم يصل' والأردن يتعامل مع أجندة غامضة تضغط على قراره السياسي..
اخبار البلد_ كتب : بسام البدارين _ السؤال الذي طرح أكثر من مرة على الرجل المهم في مكتب العاهل الأردني
الدكتور عماد فاخوري مؤخرا كان على شكل همسة تستفسر: لماذا تأخر المال
السعودي؟
فاخوري وغيره من صناع القرار وتحديدا في الدائرة المحيطة بالقصر الملكي يتهامسون كغيرهم في نفس السؤال، فمنذ شهر آذار (مارس) الماضي لم تصل دفعات متفق عليها أو منطوق بها كمساعدات للأردن.
أحد كبار المسؤولين الأردنيين أجرى اتصالا استفهاميا بشخصية سعودية بارزة فسمع نفس العبارات الإنشائية الكلاسيكية التي تعني بأن دفعة المال لم تتحرك بعد.
لاحقا حصل اتصال مع الكويت على أمل إنقاذ موقف الخزينة التي تعاني من نقص حاد، ويبدو أن البوابة الكويتية مستعدة لنصف فتحة على الأقل مما تطلب زيارة ملكية رمضانية تقررت لان الدولة الأردنية مشغولة جدا هذه الأيام بتدبير شؤون عجز الميزانية.
عمان تفاءلت خيرا بمجيء الأمير سلمان بن عبد العزيز ودخلت في مزاج الانتظار بارتياح بعدما استقبل الأمير بحنان بالغ أهم ثلاثة جنرالات في المملكة الهاشمية في وقت سابق من نهاية شهر حزيران (يونيو) هم قادة الجيش والمخابرات والأمن العام.
وصلت رسالة أميرية تقول: ٍ ستصلكم المساعدة في نهاية تموز (يوليو).. في الواقع كانت المسألة أقرب للبلاغ الكاذب وفي منطقة ظل في الدولة التي يطلق عليها الكاتب الإسلامي حلمي الأسمر إسم 'الدولة العميقة' لاحظ أحدهم بأن المال لم يصل في تموز (يوليو) فاستنتج بان للأمر علاقة بالوضع الجديد الذي ركب فيه الأمير بندر بن سلطان في قمة الهرم الأمني الإستراتيجي في المملكة الشقيقة.
الأمير بندر ليس ضد مساعدة الأردن وليس مع مساعدته بحماس أيضا، لكنه رجل يجيد بكفاءة الالتزام بالأجندة الأمريكية ويؤمن بأن المال السعودي ينبغي أن يدفع فقط مقابل خدمات خاصة.
فوق ذلك الرجل قادم بأجندة سريعة وخاطفة ضد نظام بشار الأسد ولا وقت لديه لدفع المال إلا في سياق نفس خطته، الأمر الذي يفسر زيارة سرية قام بها إلى تركيا والتقطتها عمان وهي ترغب بالتواصل معه.
عليه تشك المؤسسة الأردنية اليوم بأن أولويات الأمير بندر القائد الجديد للاستخبارات السعودية قد تكون وراء 'الرد البارد' على الهاتف للطرف الثاني في الديوان الملكي السعودي، وبالتالي وراء تأخر وصول مساعدات متفق عليها ومنطوق بها والأهم تتطلبها 'الضرورة القصوى' على حد تعبير وزير المالية سليمان الحافظ.
لماذا يؤخر السعوديون الأمر؟.. هذا هو السؤال الذي يطرح بقوة أيضا على وزير كلاسيكي وتقني من طراز سليمان الحافظ وبعض وزراء الحكومة يصرحون علنا برأيهم: يمنعون عنا المساعدات لإنهم يضغطون لكي نعلن الحرب على بشار الأسد.
طبعا الحكومة آخر حلقة في دائرة الحكم تطلع على معلومات تفصيلية بهذا الشأن، فالملف تتابعه مؤسسة الديوان الملكي ووزير الخارجية بدوره ناصر جودة سبق أن زار الرياض وحاول ولم يعد بحقيبة مالية تدفع الوزير الحافظ للاسترخاء قليلا وهو يصرف الرواتب في الأشهر الصعبة.
الجميع في الواقع يبحث عن قراءة لأسباب ومبررات 'الصمت السعودي' إزاء الأزمة المالية الخانقة.
رئيس مجلس الأعيان طاهر المصري بدأ يطرح تساؤلات سياسية في المجالس السياسية ورئيس الوزراء فايز الطراونة تبين أنه خارج التغطية تماما عندما سرب لصحيفة محلية قصة 'الدهشة' التي ظهرت على ملامح ولي العهد السعودي عندما علم بأن الأردن في أزمة مالية خانقة.
في كل مؤسسات القرار يقال 'الأخوة في السعودية لن يقصروا' ويقال 'نترفع عن الإلحاح عليهم ولدينا خيارات أخرى'.. لكن في الواقع بدأ زملاء وزير المالية يضجرون من كثرة المراسلات الرسمية التي تصلهم منه وتطالبهم بالتقشف أو تعتذر عن مخصصاتهم.
وحتى تستقر الأمور أوقفت الحكومة كل مشاريع الإنفاق الرأسمالي وكل التعيينات ودخلت في حالة تقشف لكن الهمسة نفسها تتكرر في كل جلسة سياسية حول أسرار عدم وصول المال السعودي.
مصدر لديه سعة من الإطلاع أبلغ 'القدس العربي' بأن المال السعودي لن يصل لعمان قبل الاستجابة لشرط ضمني قوامه المباشرة وفورا بإقامة منطقة عسكرية عازلة على الحدود الأردنية السورية تقف عليها معدات وعناصر الجيش السوري الحر.
فاخوري وغيره من صناع القرار وتحديدا في الدائرة المحيطة بالقصر الملكي يتهامسون كغيرهم في نفس السؤال، فمنذ شهر آذار (مارس) الماضي لم تصل دفعات متفق عليها أو منطوق بها كمساعدات للأردن.
أحد كبار المسؤولين الأردنيين أجرى اتصالا استفهاميا بشخصية سعودية بارزة فسمع نفس العبارات الإنشائية الكلاسيكية التي تعني بأن دفعة المال لم تتحرك بعد.
لاحقا حصل اتصال مع الكويت على أمل إنقاذ موقف الخزينة التي تعاني من نقص حاد، ويبدو أن البوابة الكويتية مستعدة لنصف فتحة على الأقل مما تطلب زيارة ملكية رمضانية تقررت لان الدولة الأردنية مشغولة جدا هذه الأيام بتدبير شؤون عجز الميزانية.
عمان تفاءلت خيرا بمجيء الأمير سلمان بن عبد العزيز ودخلت في مزاج الانتظار بارتياح بعدما استقبل الأمير بحنان بالغ أهم ثلاثة جنرالات في المملكة الهاشمية في وقت سابق من نهاية شهر حزيران (يونيو) هم قادة الجيش والمخابرات والأمن العام.
وصلت رسالة أميرية تقول: ٍ ستصلكم المساعدة في نهاية تموز (يوليو).. في الواقع كانت المسألة أقرب للبلاغ الكاذب وفي منطقة ظل في الدولة التي يطلق عليها الكاتب الإسلامي حلمي الأسمر إسم 'الدولة العميقة' لاحظ أحدهم بأن المال لم يصل في تموز (يوليو) فاستنتج بان للأمر علاقة بالوضع الجديد الذي ركب فيه الأمير بندر بن سلطان في قمة الهرم الأمني الإستراتيجي في المملكة الشقيقة.
الأمير بندر ليس ضد مساعدة الأردن وليس مع مساعدته بحماس أيضا، لكنه رجل يجيد بكفاءة الالتزام بالأجندة الأمريكية ويؤمن بأن المال السعودي ينبغي أن يدفع فقط مقابل خدمات خاصة.
فوق ذلك الرجل قادم بأجندة سريعة وخاطفة ضد نظام بشار الأسد ولا وقت لديه لدفع المال إلا في سياق نفس خطته، الأمر الذي يفسر زيارة سرية قام بها إلى تركيا والتقطتها عمان وهي ترغب بالتواصل معه.
عليه تشك المؤسسة الأردنية اليوم بأن أولويات الأمير بندر القائد الجديد للاستخبارات السعودية قد تكون وراء 'الرد البارد' على الهاتف للطرف الثاني في الديوان الملكي السعودي، وبالتالي وراء تأخر وصول مساعدات متفق عليها ومنطوق بها والأهم تتطلبها 'الضرورة القصوى' على حد تعبير وزير المالية سليمان الحافظ.
لماذا يؤخر السعوديون الأمر؟.. هذا هو السؤال الذي يطرح بقوة أيضا على وزير كلاسيكي وتقني من طراز سليمان الحافظ وبعض وزراء الحكومة يصرحون علنا برأيهم: يمنعون عنا المساعدات لإنهم يضغطون لكي نعلن الحرب على بشار الأسد.
طبعا الحكومة آخر حلقة في دائرة الحكم تطلع على معلومات تفصيلية بهذا الشأن، فالملف تتابعه مؤسسة الديوان الملكي ووزير الخارجية بدوره ناصر جودة سبق أن زار الرياض وحاول ولم يعد بحقيبة مالية تدفع الوزير الحافظ للاسترخاء قليلا وهو يصرف الرواتب في الأشهر الصعبة.
الجميع في الواقع يبحث عن قراءة لأسباب ومبررات 'الصمت السعودي' إزاء الأزمة المالية الخانقة.
رئيس مجلس الأعيان طاهر المصري بدأ يطرح تساؤلات سياسية في المجالس السياسية ورئيس الوزراء فايز الطراونة تبين أنه خارج التغطية تماما عندما سرب لصحيفة محلية قصة 'الدهشة' التي ظهرت على ملامح ولي العهد السعودي عندما علم بأن الأردن في أزمة مالية خانقة.
في كل مؤسسات القرار يقال 'الأخوة في السعودية لن يقصروا' ويقال 'نترفع عن الإلحاح عليهم ولدينا خيارات أخرى'.. لكن في الواقع بدأ زملاء وزير المالية يضجرون من كثرة المراسلات الرسمية التي تصلهم منه وتطالبهم بالتقشف أو تعتذر عن مخصصاتهم.
وحتى تستقر الأمور أوقفت الحكومة كل مشاريع الإنفاق الرأسمالي وكل التعيينات ودخلت في حالة تقشف لكن الهمسة نفسها تتكرر في كل جلسة سياسية حول أسرار عدم وصول المال السعودي.
مصدر لديه سعة من الإطلاع أبلغ 'القدس العربي' بأن المال السعودي لن يصل لعمان قبل الاستجابة لشرط ضمني قوامه المباشرة وفورا بإقامة منطقة عسكرية عازلة على الحدود الأردنية السورية تقف عليها معدات وعناصر الجيش السوري الحر.