اخبار البلد_ اسامة ملكاوي_واضع سياسيون واعلاميون
اردنيون على اطلاق وصف الحمائم على فئة من قيادات الاخوان المسلمين ‘ فرع
الاردن، مقابل وصف الصقور الذي اطلق على فئة أخرى من هذه القيادات. وقد
استقر هذا التصنيف في اذهان بعض النخب السياسية لدرجة أنه اصبح واحداً من
اهم معايير تحليل الموقف السياسي للجماعة.
هذا التصنيف لزعماء
الجماعة وإن بدا سليما في موقف معين من المواقف السياسية، فإنه يصبح غير
صحيح في موقف سياسي آخر، مما يعني أن قيادات الجماعة هم وحدة واحدة، أيا
كانت اللهجة التي يتحدثون بها، وقد شهدت الساحة الاردنية استنكار بعض
القيادات الاخوانية لمواقف معينة للبعض الآخر باعتبارها موقفا شخصيا لا
يعبر عن رأي الجماعة، إلا أن المتابع يكتشف أن اولئك القادة يتبنون نفس
الموقف في مناسبة أخرى.. فهم جميعاً أيا كانت اوصافهم فئة واحدة لا تفاوت
بينهم، فهم حمائم عندما يلتقطون رزقهم في الساحات و في اوقات الصلاة و
التعبد، وهم انفسهم صقور عندما تقع اعينهم على صيد ثمين في المروج و
الاودية.
وصف الحمائم و الصقور هو جزء من ثنائية تحرص عليها الجماعة
منذ تأسيسها في عام 1928 ، فقد نشأت الجماعة في احضان الطرق الصوفية (
الطريقة الحصافية) فقد كان الاستاذ حسن البنا واحداً من مريدي هذه
الطريقة، ومنها انشأ الخلية الاولى للجماعة. فهو يقول في كتابه الدعوة و
الداعية « وتوطدت الصلات بيني وبين شباب هؤلاء الاخوان الحصافية ومن بينهم
الثلاثة المقدمون الشيخ شلبي الرجال و الشيخ محمد شوشه و الشيخ عثمان «
وبنفس الوقت فقد كانت الجماعة حركة سلفية المنهج حيث كان المرشد يكتب في
جريدة المنار التي كان يحررها الشيخ رشيد رضا الذي كان واحدا من غلاة
الوهابية التي تعادي الصوفية وتكفر احترام الاولياء الصالحين - من غير
أئمتهم -. وكانت كتاباته في المنار تحمل تلك الافكار السلفية المتطرفة.
وتمتد هذه الثنائية في الفكر و التنظيم في مشاهد عدة مثل قسم البيعة على
المصحف و المسدس ، وافراز التنظيم الخاص الى جانب التنظيم الدعوي. وانك
لتجد في أدبياتهم الحرص على هذه الثنائية في عباراتهم من الطاعة و التضحية،
والدعوة و الجهاد ، و الجاهلية المعاصرة و الحاكمية، والجهل و الخطأ،
والاكراه والاضطرار ، و المغالبة و المشاركة، ودعاة لا قضاة. هذه الثنائية
تسهل على فكر الجماعة الانتقال من النقيض الى النقيض دون حرج.
واجد نفسي في حل أن اتساءل هل وصف الحمائم و الصقور ابتداع اردني محلي؟؟ وهل هذه الصفات خاصة بقيادات الجماعة في الاردن ؟ .
لقد
ورد وصف الحمائم و الصقور في خطة كتبها الاستاذ محمد بديع المرشد الثامن
للجماعة اثناء فترة حبسه في قضية عرفت في مصر بقضية النقابات حيث حكم
عليه و على آخرين بالحبس خمس سنوات قضى منها في السجن ثلاثة ارباع
المدة،واعد خلالها خطة اطلق عليها اسم خطة تصدير القلق. و الاستاذ محمد
بديع هو واحد من أبرز تلاميذ الشيخ سيد قطب المخلصين. وقد حكم عليه بالسجن
في قضية التي اسندت للسيد قطب حيث سجن عشر سنوات ومن الذين يطلق عليهم اسم
جماعة العشرة.
لتوضيح الباعث على اعداد خطة تصدير القلق يقول
الدكتور بديع « ان المناخ الهادئ للانتخابات يعني ببساطة نجاح خطة الخصم «
ولذلك فهو يوصي بتأزيم الوضع العام واعتماد مناخ الازمة حيث يرى أن هذا
المناخ بأنه « هذا المناخ الذي يجب ان يسود وليس مناخ الانتخابات الهادئ
المعتاد « ويفسر مناخ الازمة بقوله « انه المناخ الذي يضطر فيه كل مرشح الى
الدوران في داخل الحدث ليشكل دوائر هجومية على الحدث ذاته « وبالنتيجة
يأمر الدكتور بديع اتباع الجماعة بضرورة استخدام العناصر التالية:-
تصدير شعور القلق الى الخصم وعدم الافصاح عن خطة ثانية.
تصدير المخاوف الى الغير.
استخدام اسلوب الصقور و الحمائم.
سلوك
الجماعة في الاردن يندرج تحت عنوان تصدير القلق فقد استطاعوا ان يدخلوا في
روع بعض القوى السياسية في الاردن، ان نجاح الانتخابات القادمة رهن برضا
الاخوان وتنفيذ شروطهم ، وهم اي الاخوان سيحرصون على تقديم رؤيتهم للقانون
على شكل شروط وليس اقتراحات أو وجهات نظر. أما القوى السياسية الأخرى فهي
على هامش الاحداث.
وعليه فإن اية مساع ٍ لاسترضاء الاخوان ستؤدي الى
الايهام بأنهم القوة الوحيدة القادرة على فرض ارادتها على الدولة، و هذا
جزء من حملتهم لتصدير القلق التي يتولى تنفيذها حمائمهم وصقورهم معاً.
حمى الله الوطن