فيصل البطاينة يكتب : ماذا يريد دعاة الإصلاح
ما اسماه الامريكان بالربيع العربي مهد وبشكل واضح لسايكس بيكو جديد في المشرق العربي وعندما بدأ مخططهم في تونس ومرة على مصر وعلى اليمن وانتهى في ليبيا استطاع الاسلاميون الوصول الى مواقع السلطة في تونس وفي مصر بفضل اتفاقهم مع الامريكان الذين باعوا عملائهم او استبدلوهم بعد ان انتهت صلاحيتهم مثل زين العابدين بن علي وحسني مبارك .
أما في البلدان التي وصلها الربيع الامريكي العربي وتركيبة مجتمعها قبلي كاليمن و ليبيا فلم يستطيع الامريكان ايصال حلفائهم الاسلاميين لمواقع السلطة .
أما في سوريا ومع هذه الارواح التي تزهق صباح مساء على مرأى المنظرين الاسلاميين وغيرهم من قادة الجيش الحر الذين يقضون لياليهم بين مطارات انقرة والقاهرة والدوحة وغيرها واسرائيل ترقب المشهد وتعتمد على القوى المتحالفة الجديدة المتحالفة مع الامريكان أو التي تعمل لحسابهم من أجل الوصول الى السلطة وتسوية الأمور مع الصهاينة في شرق أوسط أوسط جديد يقوم على انقاض اتفاقية سايكس بيكو بشكل أوسع وأشمل وأقبح .
بعد هذه المقدمة أتسائل كغيري : ماذا تريد جبهة الاصلاح من الدولة الاردنية ؟ خاصة ً عندما نرى قياداتها تطرح نفسها لتشكيل حكومة انقاذ وطني برئاسة أحمد عبيدات تارة وبرئاسة حمزة منصور تارةً أخرى وبرئاسة عون الخصاونة تارة ً ثالثة وربما ستسند الجبهة رئاسة حكومة الإنقاذ لـ لبيب قمحاوي تارة كخيار شعبي مقبول ! مثلما أتسائل كغيري .
هل جرت اتفاقيات بين بعض الجهات الخارجية و بين المرشحين لمشاريع رؤساء حكومات الانقاذ أو بين جهات عربية أو اجنبية ممولة كي تخرج الاردن من أزمتها الاقتصادية ؟ وبالتالي هل هناك برامج لحكومات الانقاذ تتعلق بالمحاصصة السياسية أو بموضوع الترانسفير أو بحل القضية الفلسطينية على حساب كنفدرالية بين شعب فلسطين بلا أرضه وبين اردن الشعب والأرض ؟.
عودة الى الماضي يوم أنشأت امريكا قوات التحالف للأنقضاض على العراق بإسم دول عربية وبفعل دول التحالف الاساسية امريكا وأسرائيل وبريطانيا وفرنسا وهي ذاتها التي انقضت على ليبيا وتخطط اليوم للأنقضاض على سوريا .
وخلاصة القول على اولئك الاصلاحيين ان يعلموا ان الاردنيين من أصل أردني بتركيبتهم الاجتماعية لا يرضون عن نظام الحكم الهاشمي بديلاً مثلما لا يرضى الأردنيون من أصل فلسطيني عن فلسطين وطناً بديلاً حتى لو كان في جنة الفردوس فاولئك هم من سيقف مع التركيبة الاجتماعية الاردنية لتفويت الفرصة على دعاة الاصلاح الرديء في هذا الزمن الرديء من ايصال البلاد الى وضع لا يحمد عقباه أخفه طريق مسدود نتائجه وخيمة على الجميع سيما ان النشامى الاردنيين منزرعون في أرضهم لن يغادروها الاَ وهم جثث هامدة.
لن يهاجر ولن يهجروا ولن يساوموا على نظام الحكم لأنه قدرهم وهم قدره.
أما تلك الحراكات الشعبية العفوية التي لن تسمح لأي كان من ركوب موجتها وسقف مطالبها لا يتعدى المطالبة بمكافحة الفساد وملاحقة الفاسدين بكل التهم التي ارتكبوها بحق الوطن حين امتدت يدهم الى المال العام أو حين تطاولت السنتهم على الثوابت الأردنية المتمثلة بالقيادة الراشدة وبالساهرين على امن الوطن والمواطن والمدافعين عن حمى الوطن الغالي وعن ترابه المقدس كما تسعى تلك الحراكات لإيجاد الحلول الاقتصادية واجتياز ازمة الفقر المتقع التي يمر بها من شعبنا في هذه الأيام والتي من اسبابها الرئيسية ما استولى عليه اللصوص في وضح النهار عندما أئتمنوا على حمل المسؤولية وخانوا الأمانة ومن أسبابها ايضاً ضعف الامكانات وفقدان الثروات التي عوضنا الله عنها بقيادة هاشمية راشدة وبشعب عربي أصيل صادق الانتماء وعميق الولاء للثوابت الأردنية ( الله ... الوطن ... الملك) .
حمى الله الأردن والأردنيين وان غدا ً لناظره قريب .